رئيس التحرير
عصام كامل

تهجرني بحكاية


يتكون علم مصر من ثلاثة ألوان.. تأخد بحارها اللونين الأحمر والأبيض بينما تترك اللون الأسود لبقية السكان.. ولأنني أؤمن بأن مصر دولة سلام لا تعادي أحدا إلا الفقراء لذلك فإن "إضاءة" الأمل لا تعني الامتناع عن ذكر السلبيات وإلا تحول الكاتب إلى "لمبة"، ولكن اليوم سيكون بمثابة "استراحة" و"قعدة دردشة" ولنا في الأسبوع القادم حكايات أخرى نرويها خاصة أنني لم أجد الوقت الكافي لكتابة هذا المقال فقد انشغلت طوال الأسبوع في متابعة حسابي في "بنك المعرفة" وهو البنك الوحيد الذي يُسمح لي بدخوله.


كما أن الوقت المخصص للكتابة ضاع أثناء احتفالي بعيد ميلادي في الخامس من ديسمبر الماضي، وهو اليوم الذي يصادف ميلاد الرسام والت ديزني الذي شاهد "الفأر" وهو يشاركه المعيشة في غرفته المتواضعة فتأثر به ليبتكر شخصية كارتونية شهيرة أبعدته عن مطاردات "الفقر" الذي هرب منذ ذلك الوقت من غرفة "والت ديزني" ليشارك عائلتي الحياة ولكن رغم كل شيء فأنا (أحبه كثيرًا) على نفس عنوان أغنية فايزة أحمد، المولودة في اليوم ذاته أيضًا، ولها أغنية أخرى بعنوان (تهجرني بحكاية) تعطيني الأمل أن هذا الصديق قد يهجرنا جميعًا يومًا ما ونبتعد عنه أميالًا طويلة، بعد أن نسترد ثقتنا بعظمة هذه الأرض القادرة على هزيمة الأعداء رغم المؤامرات، وإعادة البناء رغم التحديات، والنهوض من كل الكبوات بخطوات واثقة.

كنت لا أزال في عيد ميلادي عندما أخبرني صديق بأنه يعتبر الأخضر من مسببات السعادة لأنه لون الدولار والباسبور، حاول بعضنا أن يتهمه بالخيانة العظمى لرغبته في السفر ومغادرة عيد الميلاد.. بينما أكد آخر موقفه قائلًا: نفقد كرامتنا في المواصلات، وعقولنا في المدارس، وأرواحنا في المستشفيات، ثم يسألونك بوقاحة لماذا ترغب في الرحيل!

انتهت الحفلة وغادر الضيوف ولم يبق سواي مع ورقة بيضاء كانت مخصصة لكتابة المقال ولكنني استخدمتها في حساب الديون المتراكمة بينما انسابت من حولي أغنية (تهجرني بحكاية).
الجريدة الرسمية