رئيس التحرير
عصام كامل

قرض الصندوق الدولى بين الحقيقة والخيال 2


نكمل الكلام عن البدائل الخاصة بتغطية عجز الموازنة العامة للدولة ..

3- التمثيل السياسى لمصر فى الخارج:-
يوجد لمصر 183 سفارة فى دول العالم فإذا علمنا أن الولايات المتحدة الأمريكية نفسها وهى تعد أكبر دولة فى العالم يوجد لها حوالى 73سفارة فى العالم، فأمريكا لها سفير واحد مثلًا فى كل مــن النمسا ولوكسمبرج وألمانيـا ولها سفير واحد فقط فى -الدول الإسكندنافية- السويد والنرويج وفنلنداعلى عكس مصر التى لها فى كل بلد سفارة فلو تم تقليص عدد السفارات فى الدول التى لها أهمية قصوى لمصر وهذا سيعمل على توفير 3 مليارات دولار أى مايعادل حوالى 18 مليار جنيه مصرى.


فإذا راجعنا الأداء السياسى والاقتصادى لجميع السفارات المصرية فى الخارج نجد أنه أداء أقل من الجيد ونقول أقل من المتوسط والدليل على ذلك هو :

1- صفر المونديال :

إذا كان لمصر سفارات فى جميع دول العالم وهذه السفارات تقوم بالواجبات المنوط بها القيام خير قيام ولو كانت هذه السفارات تعمل على تدعيم العلاقات السياسية والاقتصادية والإعلامية والعمالية مع جميع دول العالم لماذا لم تحظ مصر مثلا بتأييد بعض الدول حتى لا تكون النتيجة فضيحة عامة لمصر بصفتها أكبر الدول العربية والدولة المحورية فى المنطقة وصاحبه الدور القيادى والريادى فى المنطقة وهى حجر الزاوية فى جميع الأحداث التى تتصل بالمنطقة لماذا تأخذ مصر هذا الصفر الكبير.

2- اليونيسكو : 
 
قام فاروق حسنى وزير الثقافة المصرى السابق بترشيح نفسه ليكون مديـرًا عامًا لليونيسكو فــى عـــــام 2009 وحشدت مصر جهودها بالكامل وعملت السفارات ( كما كان يقال لنا) على تدعيم الأواصر مع الدول الأخرى وعلى الاتصال بجميع سفارات مصر ولكن كانت المحصلة النهائية صفرًا أيضًا رغم كل ماتم إنفاقه على الحملة الانتخابية وعلى الدعاية الانتخابية وغير ذلك.

3- مشكلة مياه النيل:
 
فوجئت مصر ذات يوم بأن هناك مشكلة لمياه النيل مع دول حوض النيل 9 دول منهم 7 دول منبع و2 دولة مصب (مصر والسودان) فنجد أن دول المنبع قاموا بعقد اتفاق مع بعضهم البعض فى مدينة شرم الشيخ بمصر وبمقتضى هذا الاتفاق سيقومون ببناء مجموعة من السدود وخاصة فى ( أثيوبيا وأوغندا ) وأن هذه المشروعات ستعمل على تخفيض حصة مصر من المياه .

وهناك أصوات تنادى بأنه يجب أن يتم بيع المياه لمصر والسودان لأن هذا يعد موردًا طبيعيًا مثله مثل البترول وجميع المعادن وهذه الحرب كان يتم التجهيز لها منذ حوالى عشر سنوات ولكن مصر ليست على دراية بماكان يجرى .

والسؤال هنا ما فائدة السفارات المصرية الموجودة فى الدول الأفريقية إذا لم تكن تعلم وترصد هذه الأحداث وتقوم بإخطار الدولة بهذه الآراء وهذه المناقشات الدائرة هناك فى الـ 7 دول وترصد دور دول أخرى فى هذه الأحداث مثل إسرائيل والصين وإيطاليا.. 

مافائدة هذه السفارات وهؤلاء المسئولين الموجودين بالسفارات إذا لم يتم رصد أحداث ذات أهمية مثل هذه الأحداث والسؤال الآخر مصر قامت بالتوقيع على اتفاقيات الكوميسا وهذا التجمع الأفريقى الاقتصادى ذات الـ 16دولة .

ماذا استفادت منه مصر منذ توقيع المعاهدة والاتفاقية فى 2002 وحتى الآن ، وبمراجعة جميع الأرقام نجد أن جميع دول اتفاقية الكوميسا قد استفادوا من هذه الاتفاقية فيماعدا مصر هى الدولة الوحيدة التى لم تستفد من هذه الاتفاقية لأن جميع المستوردين وخاصة مستــوردى الشاى والبن والياميش قاموا بالاستيراد من هذه الدول وقاموا بإدخال هذه البضائع دون جمارك ولكن مصر لم تقم بزيادة الصادرات إلى الدول الأفريقية الموقعة على الاتفاقية أى زيادة ملحوظة أو محسوسة .

وحتى الآن مصر لم تقم بصفتها أكبر الدول الأفريقية الموقعة على اتفاقية الكوميسا لعمل آلية لزيادة الصادرات مثل وجود خطوط ملاحية مع الدول الأفريقية أو خطوط طيران متواصلة أو وجود آلية للبنوك المصرية فى الدول الأفريقية أو وجود أى تواجد لشركات التأمين المصرية فى أفريقيا أو وجود شركات مهنية مثل الشركات الهندسية والمحاسبة والمحامين وخلافه فى هذه الدول الأفريقية .

حتى الإعلام المصرى لم يعد كما كان من قبل خلال فترات الستينات والسبعينات حيث كان يوجد إذاعات موجهة إلى الدول الأفريقية وباللهجات العامية هناك وهو مايعرف باسم اللهجة السواحلية كل هذا تقلص وانتهى وأصبح دور مصر هامشيًا فى هذه الدول الأفريقية .

ونجد أن مصر لم تقم مثلًا بالتواجد الإعلامى والثقافى فى هذه الدول مثل إرسال الأفلام والمسلسلات والمسرحيات المترجمة أو المدبلجة باللهجات الأفريقية حتى يكون هناك تواصل مع هذه الدول والنتيجة والمحصلة النهائية أن مصر قد أخذت أيضًا (حتى الآن) صفرًا فى موضوع مياه حوض النيل ونأمل أن يتم تدارك هذه الأخطاء فى الفترة المقبلة وأن يتم مراجعة كل الأخطاء وأن تقوم السفارات بدورها فى هذه الدول.

وهذا هو القصد من تقليص عدد السفارات حول دول العالم وخاصة الدول التى ليس لمصر علاقات متميزة معها سواء على المستوى السياسى أو الاقتصادى ونكتفى بأن يكون هناك سفيرًا لأكثر من دولة وأكثر من تجمع كما تفعل الدول الكبرى وذلك توفيرًا للنفقات .

الجريدة الرسمية