محمود أمين العالم يكتب: الحق الفلسطيني

في مجلة روز اليوسف في ديسمبر 1956 كتب محمود أمين العالم مقالا قال فيه: "ناديت مرارا بضرورة العمل على حل القضية الفلسطينية، وطالبت بعقد مؤتمر للشرق الأوسط لبحث الحقوق الفلسطينية".

وتلقيت تعليقات على ما طالبت به ومن بين هذه التعليقات الاتهام بالخيانة والحمق والتهديد بالتطويح برأسى كما ذهب إلى ذلك فايز أحمد زغبى من مصر، لاحظت أولا أن الدافع الأول لهذه الحدة في التعليق هو أن هؤلاء استنتجوا اننى ادعو للصلح مع إسرائيل، وهذا أمر يدعو إلى الدهشة والتعجب.

لقد كان اقتراحي قائما على عقد مؤتمر لحل مشكلات الشرق الأوسط كلها وعلى رأسها مشكلات الفلسطينيين في الضفة، واقترحت أن تشترك فيه الهند وأندونيسيا والصين والدول العربية وإنجلترا وأمريكا والاتحاد السوفيتى، ثم اقترحت اشراك إسرائيل مقابل اشراك وفد شعبى يمثل فلسطين العربية.

من ناحيتى حقا أرفض الصلح مع إسرائيل لكن هذا لا يقدمنا خطوة إلى الأمام في سبيل إعادة الشعب الفلسطينى إلى أرضه، أعترف بأننى لم أكن أهدف من افتراضى هذا إلا لقطع الطريق في وجه التدخل العسكرية لدول الاستعمار وطمس أي اتفاقات ضد حق الفلسطينيين في أرضهم، هذا الحق الذي أثبته التاريخ، وضاع بسبب الخيانات والحكومات العربية العميلة وأخيرا بسبب الأطماع الصهيونية العالمية.