رئيس التحرير
عصام كامل

مصر بين دولة السيسى ودولة الجماعة 41


يدافع من أطلق عليهم الإعلام "ثواراً"، منذ اللحظة الأولى عن الشكل ويتناسون المضمون. يُهاجمون أشخاصاً ويمجدون أشخاصاً.

وحينما يُدافعون عمن يعبدون، يبررون كُل أخطائهم، وكأنهم بل إنهم بالفعل لا يرون مصر ومصالحها في المُجمل أو غيرهم من مصريين، فيما يقومون به!!


وحينما هاجموا كل من عادهم، لم يدروا أنهم كانوا يبنون جُدراً من الكراهية والانتقام بين المواطنين لأن هجومهم كان أعمى، لا يرى أى حسنات، بينما هم فى حد ذاتهم نتاج هذا العصر، فإن كان سيئًا، كانوا جميعهم من "الشياطين"، وهو ما لا يمكن أن يكون!!

ولذا رأيت من البداية، أن مصر كانت الغائب الأساسى عن الحدث كله، وفي أغلب لحظاته!!

لقد تكلموا بفكر "قبلي" وكأننا نقف أمام مُشجعي كرة قدم وليس مواطنين في دولة، لتُصبح "الشعبوية Populism" هي أساس المسألة. لقد أوجدوا استقطابًا شديدًا فى الشارع وليس فكراً يبنى مؤسسات دولة ويُغير بلداً وشعبه للأفضل.

كانوا يقوضون دعائم تلك الدولة، بنشر ثقافة لا تمُت بصلة إلا لمن يحيا في مجاهل إفريقيا أو في وسط الصحراء. 

وبالتالي، يُصبح انتخاب الإخوان والوضع الذي نُعانيه طبيعيًا جداً من مُنطلق تلك الثقافة التي مهد لها فكر الميدان!!

ولذا كانت مُصطلحاتهم تُعبر عن كم هائل من الخداع. فقد رفعوا شعارات لا يُمكن لأحد أن يختلف عليها في عمومها، ولكن الاختلاف في التعريفات التى لم تُقدم منهم من الأساس حول ما يقصدونه "بعيش – حرية – عدالة اجتماعية".

وبينما رفعوا هذه الشعارات، تحول مسار فعلهم بعيداً عن هذا العموم كُلياً، وأصبحوا يتكلمون عن "حقوق الشهداء" على أنها هدفاً أساس من أهداف ما قاموا به، وتحول الأمر "لمُتاجرة" بهؤلاء الشُهداء الذين يُحدد وصفهم بالشهادة الله وحده. وقد كره الأغلبية القصوى من المصريين هذا الأمر، بينما كانوا وما زالوا يُعانون الأمرين وهم أحياءً يرزقون.

لقد طفح الكيل، حينما ظن من بالميدان، أن "لعبهم بعواطف الناس"، يُمكن أن يجعل المواطنين ثوريين أكثر منهم، ولكنهم حققوا العكس تماماً بذلك!!

ويُكرر المغفلين أن ما يصفونه "بالثورة" قد سُرقت منهم، بينما أحداث 28 يناير التي أدت لتلك النكسة، من فعل الإخوان!! فمن الذي سرق من؟

بل إنهم قالوا في البدايات، مُدافعين عن الإخوان الذين وصفوهم وقتها "بالفصيل الوطني"، إنه لولا الإخوان في موقعة الجمل، لما نجح فعلهم. فإذا بالأيام تُثبت، أن الإخوان قاموا في ليلة هذا اليوم أو "موقعة القناصة" بقنص المُتظاهرين بأنفسهم لإزاحة الرئيس مبارك، وأن الشرطة لم تكن متواجدة من الأساس ليلتها!!

ثم من الذي يُسرق غير المُغفلين؟ وهل يحميهم القانون في تلك الحالة؟!

وطيلة الوقت يحدثون الناس عن "الثورة المضادة" كذريعة لتقسيم المصريين، بينما وفقاً للتعريف السياسي، لم يكن هناك أية "ثورة" من الأساس، وبالتالي عليهم بأن يقوموا بثورة أولاً، كي يتحدثوا عن "ثورة مُضادة"!!

إنهم يتكلمون عن مليونيات بينما لا يتخطى عددهم في أغلب الأحيان مئات الآلاف في أوج تلك الوقفات، بالإضافة إلى أن ميدان التحرير وفقاً للدراسات لا يسع مليون نسمة!! فهل يمارسون الكذب ويصدقونه أيضاً؟!

لقد تحولت الشعارات الكُبرى إلى فرعيات بلهاء، وقد أدرك المصريون ذلك وأصبحت الشخصنة حول هوية الحاكم هي السائد، وليس الاهتمام بكيفية التحول بمصر إلى الأفضل، ليُصبح حلم أغلب المصريين اليوم، هو العودة لاستقرار ليلة 24 يناير 2011!!

ولكن.. لن تسقط مصر!!
وللحديث بقية..
والله أكبر والعزة لبلادي،
وتبقى مصر أولاً دولة مدنية

الجريدة الرسمية