رئيس التحرير
عصام كامل

حتى الموتى.. يخشاهم مرسى


حاكم مصر الإخوانى، الذى تظاهر يوما، فى ميدان التحرير، فور إعلان فوزه بانتخابات رئاسية، مطعون فى صحتها، بأنه لا يخشى أحدا ولا شيئا، وفتح بذلته على مصراعيها، أصبح مرعوبا من شعبه، حيا وميتا!.


آه والله، فقد ذهب الحاكم المُفدى، مع حشد من أهله وعشيرته، إلى مسجد "الرحمن الرحيم"، لأداء صلاة الجمعة الماضية، وسط حراسة أمنية غير مسبوقة، ملأت المسجد، وأربكت المصلين، ولو لزم الرجل داره، وصلاها "ظهرا" لأراح واستراح.

ورغم أن الجمعة الماضية واكبت ذكرى تحرير سيناء، إلا أن الرئيس آثر ألا يؤدى الصلاة مع رجال القوات المسلحة، كما لم يفعل فى الاحتفال بتحرير "طابا"، منذ أسابيع قليلة، فالرجل صار يخاف من أى شىء، وربما لا يريد أن يلقى بنفسه إلى التهلكة، كما تصور له جماعته، مُفضلا أن يُصلى فى مسجد قريب من منزله، وسط أعداد غفيرة من الحرس، قد تفوق أعداد المصلين أنفسهم.

وفى الجمعة الأخيرة، التى حرص وزير الأوقاف الدكتور "طلعت عفيفى" على حضورها بصحبة الرئيس كعادته، وإلقاء خطبتها كعادته أيضا!!، حدثت واقعة مؤسفة، تؤكد أن فرائص حاكم مصر أصبحت ترتعد من أى شىء، وأن الخوف يسكن جوانحه، حتى من الموتى فى نعوشهم.. وقد تسألنى عزيزى القارئ: كيف؟

والإجابة: إنه تصادف أثناء وجود الرئيس فى المسجد، إدخال نعش به جثمان، لأداء صلاة الجنازة عليه، إلا أن حرس الرئيس، على كثرتهم، احتشدوا حول المتوفى المسكين لتفتيشه، خشية أن يكون قد أوصى أهله قبيل وفاته بأن يلفوه فى كفن ناسف، فينفجر فى الرئيس والذين معه.

واقعة تفتيش "مُتوفى".. مؤلمة رغم طرافتها، وتعكس الحال المتأخرة، التى آل إليها حاكم مصر، الذى تظاهر يوما بالشجاعة وعدم الخوف، وتؤكد أنه وصل إلى قناعة، بأنه لم يعد مرغوبا فيه حتى من الموتى فى أكفانهم، وربما فى قبورهم.

وإذا كان الخوف يتملك رئيسنا المفدى، إلى هذا الحد، فلماذا يكلف نفسه كل هذا العناء، ولماذا لا يريح ويستريح؟ فصلاته التى تصحبه فيها التشكيلات الأمنية، سواء فى القاهرة، أو خارجها، مكلفة ماديا، وتثير غضب المواطنين، وتصيب الحالة المرورية بالشلل، وتفسد على المصلين صلواتهم..

سيادة الرئيس..حكمت، فلم تعدل، ولم تأمن، فصرت خائفا مرعوبا، فلتستقل، ولتبحث عن عمل آخر يناسبك، لا يجعل الموتى يكيدون لك فى أكفانهم.

الجريدة الرسمية