رئيس التحرير
عصام كامل

إبراهيم أبو ثريا.. قصة شهيد قاوم الاحتلال بنصف جسد (فيديو وصور)

فيتو

صباح اليوم الجمعة، انتشر مقطع فيديو لشاب فلسطيني قعيد بـ"نصف جسد" وهو يشارك في المظاهرات التي شهدها قطاع غزة ضد قرار الرئيس الأمريكى دونالد ترامب بنقل سفارة واشنطن لدى الكيان الصهيوني إلى القدس.

ظهر الشاب القعيد الذي فضل الجلوس على الأرض بعيدا عن الكرسي المتحرك بهدف غرس علم فلسطين في الرمال التي ارتوت بدماء الشهداء، وقف بكل شجاعة على خطوط التماس مع قوات الاحتلال مع غيره من المتظاهرين، مؤكدا بأنه يرغب في أن يوصل رسالة للجيش الإسرائيلي قائلا: "هذه الأرض أرضنا ومش راح نستسلم"، موجها حديثه إلى أمريكا بضرورة التراجع عن قرارها القاضي بإعلان القدس عاصمة لإسرائيل.

الشاب الفلسطينى القعيد الذي ظهر حامل في يده علم بلاده ولم يظهر معه مسدس أو بندقية، اعتبره جنود الكيان الصهيوني هدفا مشروعا لتنتهى حياته برصاصة غدر في الرأس.


إبراهيم أبو ثريا (29 عاما) شهيد انتفاضة القدس، كتبت رصاصة الغدر الصهيوني، لم تتحمل إسرائيل قوته وعزيمته التي تساوي أمة من فوق كرسيه المتحرك، الذي يجلس فوقه منذ عام 2008 بعدما بتر قدميه نتيجة قصف طائرات الاحتلال للقطاع آنذاك، ويبدو أن كيان الاحتلال بعدما فوت القدر عليه فرصة اغتياله في هذا القصف، قررت عصابته المسلحة اليوم سرقة روحه بإطلاق النار على رأسه بدم بارد، ليرتقي شهيدًا.


الثائر والمقاوم المعروف في قطاع غزة تحدّى إعاقته وواصل نضاله على مدى سنوات ولا تكاد تخلو مسيرة أو تظاهرة هناك إلا ويشارك فيها رافعًا العلم الفلسطيني.

وقبيل استشهاده بدقائق، وجّه الشهيد إبراهيم رسالة قال فيها "هذه الأرض أرضنا، ولن نستسلم"، كما أكّد على ضرورة أن تتراجع الولايات المتحدة الأمريكية عن قرارها بخصوص القدس المحتلة، مضيفًا أن الشعب الفلسطيني هو شعب الجبارين.

وخلال الأعوام الماضية كان إبراهيم أبو الثريا، حديث وسائل الإعلام العربية والعربية، ويعد أبرز ما نشر عنه تقرير لشبكة "سكاي نيوز" تم إعداده العام الماضى 2016.

ورصدت الشبكة حينها تفاصيل حياته اليومية جهده في السعي لكسب قوت يومه بكرامة متحديا الإعاقة.

وروى إبراهيم حينها طريقة بتر قدمه في قصف الكيان الصهيوني للقطع عام 2088، مؤكدا أنه كان يتبادل وقتها أطراف الحديث مع مجموعة من أصدقائه في منزل أحدهم بمنطقة البريج وسط قطاع غزة.

وفجأة ودون سابق إنذار أطلقت طائرة إسرائيلية صاروخا على مكان جلوسهم فقتل سبعة من أصدقاء إبراهيم فيما أصيب هو بجراح بالغة فقد على إثرها ساقيه وإحدى كليتيه.

انقلبت حياة إبراهيم إثر هذا الحادث رأسا على عقب، وأضيف هـم جديد إلى قائمة من الهموم التي كانت تعصف بعائلته.

كان إبراهيم العائل الوحيد لأسرته، فوالده معاق لا يستطيع الحركة ووالدته مصابة بأمراض السكر والضغط.

الشهيد الذي سوف يضاف اسمه إلى قائمة شرفاء القضية الفلسطينية، كان يعمل في صيد السمك وكان ينفق على أسرته مما يجود به البحر في أيام الصيد التي كان يخرج فيها مع رفاقه.

كغيره من مصابي الهجمات الإسرائيلية تلقى إبراهيم مساعدة مالية من وزارة الشئون الاجتماعية، لكن هذه المساعدة لم تكن تكفي إلا لسد الاحتياجات الأساسية لأسرة مكونة من ثلاثة أشقاء وثلاث شقيقات إحداهن تدرس في الجامعة وتضطر لتقسيط رسوم دراستها.

واضطر إبراهيم للخروج إلى العمل وحانت له فكرة العمل في غسيل السيارات وبيع العلكة في الطرقات.



الجريدة الرسمية