الإخوان تجامل"الجزيرة".. هيكل: منحها ترخيص البث من مصر رد جميل.. "العالم": منعت لعدم حياديتها.. عميد إعلام القاهرة: حقها
أثار إعادة بث قناة الجزيرة مباشر مصر بعد منع بثها لفترة لعدم توفيق أوضاعها، بعد أن منحت الهيئة العامة للاستثمار قناة "الجزيرة مباشر مصر" ترخيصا باعتبارها شركة مساهمة مصرية لنقل الأحداث الجارية، جدلًا في الشارع السياسي عامة والأوساط الإعلامية بشكل خاص لما في ذلك من مخالفة للقانون الذي يمنح هذا الحق فقط لاتحاد الإذاعة والتليفزيون المصري.
كما منحت الهيئة أربع شركات أخرى كلها مملوكة لجماعة الإخوان المسلمين والتي يمتلك أحدها الشيخ صفوت حجازي الحق في إنشاء قنوات لنقل الأحداث الجارية وإذاعة نشرات الأخبار منها قنوات الشعب.
وفي تصريحات خاصة قال الكاتب الصحفي أسامة هيكل، إنه حينما كان وزيرا للإعلام اكتشف قيام قناة "الجزيرة مباشر مصر" بالعمل والبث المباشر بدون ترخيص فأصدر قرارا بإلغائها، ما عرضه وقتها إلى هجوم شديد من جماعة الإخوان المسلمين ونوابها في البرلمان آنذاك.
وأضاف هيكل أن منح ترخيص لقناة الجزيرة مباشر مصر هو رد جميل من الإخوان للجزيرة، ولكنه مخالف للقانون وانتهاك للسيادة الوطنية المصرية ولأمنها القومي لأنه لم يحدث في التاريخ أن قامت دولة بإنشاء قناة تحمل اسم دولة أخرى وتختص فقط بأخبارها سوى مرة واحدة في العراق حينما احتلتها الولايات المتحدة الأمريكية فأنشأت قناة الحرة العراقية، ولهذا فإن منح الترخيص لقناة "الجزيرة مباشر مصر" يعني احتلال قطري لمصر والأمر يختلف عن قناة الجزيرة العامة والتي لها مكتب في مصر تبث من خلاله مادة إعلامية كجزء من خدمتها الإخبارية على مستوى العالم مثل كل القنوات الفضائية العربية والأجنبية الأخرى.
وقال "هيكل"، إن هذا الأمر قد يفتح على مصر بابا لا ينسد بأن تطالب قنوات أخرى المعاملة مثل الجزيرة.
وأكد هيكل أن قناة النيل للأخبار المصرية لا تستطيع إنشاء قناة خاصة بها في قطر تحمل اسمها وتختص فقط بمتابعة الأحداث هناك.
ومن ناحيته قال ياسر عبدالحليم المحامي، إنه سوف يلجأ إلى القضاء الإداري لإلغاء ترخيص قناة "الجزيرة مباشر مصر" لمخالفتها للقانون وانتهاكها للسيادة الوطنية المصرية، مضيفا أن منح "الجزيرة" هذا الترخيص يؤكد مخاوفنا من أطماع قطر في مصر.
ومن جانبه قال الدكتور صفوت العالم، أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة، إنه لم تصله معلومات دقيقة حول الترخيص لقناة "الجزيرة مباشر" للبث من داخل مصر، وبالتحديد هل تم توقيع عقود بين مصر وقطر بخصوص هذا الشأن، وما التفاصيل حول هذا الترخيص، مشيراً إلى أن العقد شريعة المتعاقدين، نافيًا أن تكون هناك مشكلة فى إعطاء قطر ترخيص للبث الداخلى، مرجحًا أن يكون سبب تأخير إعطاء الموافقة على البث هو الحساسية الحالية تجاه دولة قطر نتيجة بعض التصريحات والتصرفات من الإخوان، إضافة إلى أن الجزيرة مباشر بعيدة عن الموضوعية كل البعد وسياسة التحيز تغلب على كل برامجها.
وعلي جانب آخر أكد الدكتور بسيونى حمادة، عميد كلية الإعلام جامعة القاهرة أن إعطاء حق البث من داخل مصر لقناة "الجزيرة مباشر" منطقى جدًا؛ لأننا فى عصر الانفتاح الفضائى الذى من خلاله يحق لأى دولة أن تسمح لأخرى بالبث الداخلى.
أضاف أنه من حق الجزيرة أن تبث وتخاطب الشعب المصرى، مؤكدًا أنه لابد من مد جسور التعاون بين الدول العربية، نافيًا أن يكون هذا الأمر بمثابة نوع من الاحتلال الإعلامى إذا ما التزمت القناة بالمهنية ومخاطبة الرأى العام.