رئيس التحرير
عصام كامل

عثمان أحمد عثمان.. ملك المقاولات

عثمان أحمد عثمان
عثمان أحمد عثمان

شارك فى بنى السد العالى وأسس شركة المقاولون العرب، أكبر شركة مقاولات عربية فى الستينيات وظل رئيسا لها.. كان له دور بارز فى تعمير الإسماعيلية ومنطقة القناة بعد العدوان، وبناء كوبرى أكتوبر، وقاعدة الصواريخ، ونفق الشهيد أحمد حمدى، وضعته مجلة فورس الأمريكية ضمن أكبر ٤٠٠ ثرى فى العالم لأكثر من عشرين عامًا.

ولد عثمان أحمد عثمان فى مدينة الإسماعيلية عام ١٩١٧ لأب يمتلك محلاً للبقالة، وبعد وفاته انكبت الزوجة على تربية أبنائها الخمسة، ثلاثة أولاد وابنتين، على قيم الدين ومكارم الأخلاق، وصفته أمه بأنه «إيد خضرة» وهو صغير؛ لأنه كان يزرع حوش المنزل، وبعد انتهاء اليوم الدراسى يعمل صبى ميكانيكًا.
التحق عثمان بكلية الهندسة بعد أن قدم شهادة فقر للكلية لاعفائه من المصاريف، وأقام فى شقة شقيقته المتزوجة بباب الخلق، وكان يقطع المسافة من باب الخلق إلى الكلية بالجيزة سيرًا على الأقدام حتى تخرج عام ١٩٤٠ ليبدأ رحلته فى مجال الإنشاء والتشييد بادئًا بإنشاء منزل صغير؛ حتى كان أول تعامل له مع شركة عبود باشا عام ١٩٤٧ حيث أدرج عبدالقوى باشا اسم عثمان ضمن أسماء المقاولين المقيدين بمكتبه، سافر إلى السعودية للمشاركة فى عملية أعلنت عنها وزارة الدفاع السعودية ثم ذهب إلى الكويت والعراق، ويعود ليؤسس شركته للمقاولين العرب التى قامت بتنفيذ مشروعات فى جميع البلاد العربية فتوطدت علاقته بالملوك والرؤساء العرب.
فى عام ١٩٦١ بدأت مؤامرات ضده داخلية وخارجية؛ فحين رسى العطاء عليه فى مشروع السد العالى طلب الروس تأجيل المرحلة الأولى من بناء السد سنتين مع بقائهم فى مصر ورفض عثمان وتعهد بإتمام العمل قبل موعده وسانده المشير عامر فى ذلك وانتهى العمل فى المرحلة الأولى فى مارس ١٩٦٤.
كما يذكر المهندس عثمان أحمد عثمان فى كتابه «صفحات من تجربتى» كيف توطدت علاقته بالرئيس السادات حتى أصبح فى عهده نائبًا لرئيس الوزراء ووزيرًاِ فى ثلاث وزارات، ثم ترك العمل الوزارى عام ١٩٧٦؛ حتى اختاره المهندسون نقيبًا لهم فى دروتين ١٩٧٩، ١٩٨٣.
أيضا تولى عثمان أحمد عثمان رئاسة النادى الإسماعيلى، وحينما وقعت نكسة ١٩٦٧ سافر بفريق الدراويش إلى الدولة العربية لجمع الأموال لصالح المجهود الحربى، وفى السبعينيات أنشأ نادى "المقاولون العرب" وسط صخور الجبل الأخضر.
أعطى عثمان أحمد عثمان على مدى أكثر من ٧٠ عامًا الكثير لمصر حتى رحل فى الأول من مايو ١٩٩٩.
يقول عثمان فى كتابه: «لا أنكر أننى أقمت العديد من الشركات الجديدة، ولكن الناس لا تصدق أنى لا أملك سهمًا واحدًا فى أى منها».
يقول: «لا أحب أبدًا المواقف المترددة؛ لأنى أميل إلى الحس السريع للأمور دون إغراق فى التمحيص والتدقيق، والدراسة هى طريقى فى الإدارة.. والممارسة هى طريقى للتعلم.
الجريدة الرسمية