الوحدات الصحية المستأجرة.. «مستشفيات على ما تفرج » في قرى الفيوم
يناقش مجلس النواب قانون التأمين الصحي الشامل، تزامنا مع بحث الحكومة عن زيادة موارد الصحة لتضيف أعباء على المواطنين بينما تترك الوحدات الصحية الريفية بدون خدمات لينهش المرض أجسام الفقراء.
وتعد الوحدات الريفية في الفيوم أهم المؤسسات العلاجية كونها تخدم مليونين من أهالي القري والنجوع، إلا أن بعضها انهار تماما رغم أن منها ما تم إنشاؤه في عام 2008.
وحدات مستأجرة
وخوفا على حياة العاملين بتلك الوحدات اضطرت مديرية الصحة لتأجير شقق يمارسون فيها عملهم، وأكبرها مساحة لا تتعدى 100 متر مربع مقسمة إلى 3 حجرات وصالة انتظار للمرضى، ما يتسبب في زحام شديد، وأبرز الوحدات المؤجرة، الوحدة الصحية بدمشقين وتتبع إدارة مركز الفيوم، والوحدة الصحية بيوسف الصديق، والتي تعمل في وحدات إسكان شعبي.
تجهيزات منقوصة
وتشهد محافظة الفيوم نقصا وترديا في الخدمات الصحية بوحدات القرى الصحية، فبعضها غير مجهز، والآخر بدون طبيب، ومنها المغلقة تماما، كما في قرى حنا حبيب، وسيدنا الخضر، والمفترض أنها مجهزة بتخصصات الباطنة، والأسنان، والمسالك البولية، وأمراض النساء والتوليد.
مصل العقرب
ويقول سعيد ميخائيل من أهالي يوسف الصديق: إن المشكلة في حرمان الوحدات الصحية من مصل العقرب والثعبان واقتصارها على المستشفيات المركزية، ما يؤدي لمصرع أي مصاب بلدغة عقرب أو ثعبان خاصة في القرى النائية، ويلجأ أهلها مضطرين إلى مستشفى أبشواي المركزي لعدم وجود مستشفى مركزي في مركز يوسف الصديق.
دولة كتبة الصحة
يعتبر كاتب الصحة بالوحدة الصحية إمبراطور قريته فهو المتحكم الوحيد في شهادات الميلاد والوفاة، وهناك تسعيرة لإثبات قيد الأطفال حديثي الولادة في سجلات الصحة لأول مرة، البنت تسجل بـ50 جنيها والولد 100 جنيه والتوأم 600 جنيه يحصل عليها كاتب الوحدة، ولا يجرؤ طبيب من مديري الوحدة أن يلغي هذه التسعيرة وإلا حيكت ضده المؤامرات وتم نقله إلى وحدة نائية.
وأكد مصدر بمديرية الصحة بالفيوم: أن هناك وحدات لا يذهب إليها الطبيب المكلف لأنها تقع وسط الصحراء والمواصلات إليها غير جيدة بالإضافة إلى أن سكن الأطباء في مثل هذه الوحدات غير آدمي، وكل مسئولي المديرية يعرفون ذلك ويعذرون الطبيب.
وتابع: أما الوحدات المؤجرة فهي واقع فعلي لكنها ليست مسئولية المديرية، بل مسئولية الوزارة التي تم إبلاغها لإدراج الوحدات المتهالكة والآيلة للسقوط في ميزانية الإنشاءات الجديدة لكن دون جدوى، وبعض الوحدات المؤجرة تعمل في المكان المستأجر منذ أكثر من 10 سنوات.