رئيس التحرير
عصام كامل

«العنقود الخفي».. مخطط داعش لبقاء التنظيم داخل سوريا

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

إعلان سوريا القضاء على تنظيم "داعش" الإرهابي في سوريا، هو أمر مشكوك فيه في ظل وجود جيوب للتنظيم الإرهابي، تهدد الدولة السورية، عبر نقاط ومراكز إرهابية داخل سوريا المفيدة أو في منطقة البادية والمناطق الحدودية ن معتمد على استراتيجية "العنقود الخفي" وهو عبر وجود مناطق خفية ومترابطة في عدة مدن وقرى سورية.


خطة العنقود الخفي:
يرى مراقبون أن داعش لن يرحل عن سوريا، بل سيحافظ على جيوب له في عدة مناطق سورية، تحت مسمى"العنقود الخفي" وهي جيوب ومرتكزات لـ"داعش" في مدن سورية سواء في المناطق الآهلة بالسكان أو مناطق البادية والحدودية، تترابط فيما بينها عبر سلسلة من المقاتلين والعناصر تؤمن بقاء التنظيم في الأراضي السورية حتى الحصول على فرصة للإجهاز على القوات العاملة في سوريا وعودة "داعش" مرة أخرى للسيطرة.

وأوضح المراقبون أن هذه الخطة تمثل إحدى سيناريوهات "داعش" للبقاء والتمدد في سوريا، مع استمرار فشل الحل السياسي ومفاوضات جنيف بالإضافة إلى الصراع الكردي التركي والصراع الكردي العربي، وكذلك رحيل عددا من القوات الروسية عن سوريا.

داعش في دمشق:
أولى نقاط "العنقود الخفي" كان سيطرة تنظيم "داعش" على كتل أبنية داخل حي التضامن جنوبي العاصمة السورية دمشق، بعد هجوم بدأه صباح أمس الأربعاء ضد قوات الجيش السوري جنوب دمشق.

وذكرت وكالة “أعماق” التابعة للتنظيم، أن مقاتلي “داعش” سيطروا على عدة نقاط لقوات النظام السوري في حي التضامن جنوب مدينة دمشق.

بينما ذكرت شبكة “دمشق الآن”، الموالية للنظام السوري، أن “خرقًا أحدثه المسلحون في منطقة التضامن استطاعوا من خلاله السيطرة على عشر كتل أبنية”وقالت إن “قوات الدفاع الوطني تستعد لاسترجاع النقاط”.

ويعتمد تنظيم “داعش” في معاركه جنوبي دمشق على عمليات القنص، وهو ما أكده الإصدار الأخير له تحت مسمى “سبيل العز” وعرض فيه أبرز عمليات قنص قوات الأسد في محيط مخيم اليرموك.

مخيم اليرموك:
تنظيم “داعش” ما زال يسيطر على قرابة 85% من مساحة مخيم اليرموك، وهو يتمركز في حي الحجر الأسود (معقله الرئيسي)، ومنطقة العسالي في حي القدم، بالإضافة إلى سيطرته على قسم من حي التضامن جنوب العاصمة السورية "دمشق".

وروجت مصادر تابعة للنظام السوري، في أكتوبر الماضي، إلى عمل عسكري على مناطق تنظيم “داعش” في المنطقة، عقب تفجيرات استهدفت مراكز أمنية وسط العاصمة دمشق.

البوكمال:
ثالث نقاط "العنقود الخفي" لـ"داعش" كانت حضور التنظيم في مدينة "البوكمال" السورية الواقع على الحدود العراقية، فقد أسر تنظيم “داعش” جنودًا من الجيش السوري شمال غربي البوكمال، وفق ما أعلنت وكالة “أعماق” الناطقة باسمه.

ونشرت الوكالة صورة لثلاثة من الأسرى، في وقت متأخر من مساء الأربعاء 13 ديسمبر 2017، وقالت إنهم عناصر من القوات أسروا خلال المواجهات في محيط المدينة.

ولم يعلق الإعلام الحربي للجيش السوري على أسر الجنود، حتى ساعة إعداد الخبر.

وتمتاز البوكمال بنقاط قوة يمكن الاستناد عليها في أي عملية تهدف إلى السيطرة أو المحافظة عليها، إذ تعتبر ثاني أكبر منطقة إداريًا في محافظة دير الزور.

دير الزور:
كما ما زال تنظيم "داعش" يحتفظ بوجود في مدينة الميادين بدير الزور، التي خسرها التنظيم مطلع أكتوبر الماضي.

وفي آخر الهجمات سيطر التنظيم على كل من بلدة الصالحية وقرية التواطحة وقريتي العباس والمجاودة شمال غربي البوكمال، ويحاول استعادة السيطرة على طريق البوكمال- الميادين.

داعش في إدلب:
وخلال الأيام الماضية ظهر تنظيم "داعش" من جديد في إدلب بعد أربع سنوات من طرده، لتكون عاصمة الجماعات المسلحة في سوريا، ضمن نقاط "العنقود الخفي" لتتزين أبو بكر البغدادي في سوريا.

وقد تمكن مقاتلو تنظيم "أبو بكر البغدادي" السبت الماضي، من استعادة أراض في محافظ إدلب في شمال سوريا إثر اشتباكات مع تنظيم جهادي آخر، وذلك بعد نحو أربع سنوات من طردهم من المنطقة، بحسب ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان.

وجاء ذلك بعد أيام من المواجهات بين تنظيم داعش و"هيئة تحرير الشام" في محافظة حماة المجاورة، تمكن خلالها التنظيم المتطرف من السيطرة على مجموعة قرى في شمال شرقي المحافظة، بحسب المرصد.
الجريدة الرسمية