مصر عادت شمسك الذهب..القضية الفلسطينية على رأس أولويات السيسي..الرئيس: ندعم الحقوق المشروعة للشعب الشقيق..نسعى لإقامة الدولة العربية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية
احتلت القضية الفلسطينية منذ عام 1948 اهتمام جميع الزعماء المصريين، خاصة بعد الجلاء البريطاني عن مصر، إلا أن كل رئيس تعامل معها بطريقة مختلفة، حيث كان جمال عبد الناصر من أكثر الزعماء اهتمامًا بها، حيث اعتبرها جزءًا من الأمن المصري، وليس مجرد قضية فلسطينية؛ لذا كان ينظر إليها وكأنها جزء من مصر.
وعندما تولى الرئيس السادات تغيرت الأوضاع قليلا بعد توقيع معاهدة كامب ديفيد التي اهتمت بتحقيق السلام مع مصر وفي نفس الوقت المطالبة بحصول الشعب الفلسطيني على كامل حقوقه.
وحينما تولى الرئيس مبارك سار على نفس نهج السادات. والآن مصر تسعى بشتى الطرق الودية للتفاوض لتهدئة الأوضاع في قطاع غزة والوصول إلى حلول شاملة وعادلة.
قضية مركزية
بعد تولي الرئيس عبد الفتاح السيسي ظلت القضية الفلسطينية قضية مركزية بالنسبة لمصر، التي بذلت ومازالت العديد من الجهود لوقف إطلاق النار، لتجنب المزيد من العنف وحقن دماء المدنيين الأبرياء من أبناء الشعب الفلسطيني، الذين يدفعون ثمن مواجهات عسكرية لا ذنب لهم فيها، فضلا عن الجهود الإنسانية التي قدمتها مصر من خلال فتح معبر رفح لاستقبال الجرحى والمصابين الفلسطينيين والمساعدات الغذائية والدوائية للشعب الفلسطيني والمصالحة الفلسطينية.
ملك الأردن
وأجرى الرئيس عبد الفتاح السيسي مؤخرا العديد من الاتصالات، لبحث تطورات قرار ترامب، حيث أجري اتصالًا هاتفيًا بالملك عبد الله الثاني عاهل المملكة الأردنية الهاشمية.
وتناول الاتصال بحث آخر مستجدات الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط، وخاصة على صعيد القضية الفلسطينية وما تشهده من تطورات خلال الأيام الماضية عقب قرار الإدارة الأمريكية نقل سفارتها في الكيان الصهيوني إلى القدس.
كما تم خلال الاتصال التباحث حول سبل دعم الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني وفي مقدمتها إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.
قضية القدس
كما أجرى الرئيس عبد الفتاح السيسي اتصالًا هاتفيًا مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس للتشاور بشأن آخر التطورات على صعيد قرار الإدارة الأمريكية نقل سفارة الولايات المتحدة في الكيان الصهيوني إلى القدس.
وتم خلال الاتصال بحث تداعيات القرار وسبل التوصل إلى حل عادل يضمن حقوق الشعب الفلسطيني المشروعة في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.
كما تباحث الرئيسان حول سبل التعامل مع هذا القرار، حيث تم الاتفاق على أهمية تكثيف الاتصالات مع مختلف الأطراف الدولية لشرح التداعيات السلبية لهذا القرار، في ضوء ما أقرته المواثيق والقرارات الدولية بشأن القضية الفلسطينية ووضع مدينة القدس.
قرار ترامب
كما عقد الرئيس عبد الفتاح السيسي جلسة مباحثات مطولة مساء الإثنين الماضي مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس بقصر الاتحادية، ضمت وفدي البلدين. وتم استعراض آخر المستجدات على صعيد القضية الفلسطينية، وذلك على خلفية قرار الولايات المتحدة الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، ونقل سفارتها إليها.
أكد الرئيس خلال المباحثات على موقف مصر الثابت بضرورة الحفاظ على الوضعية التاريخية والقانونية للقدس في إطار المرجعيات الدولية والقرارات الأممية ذات الصلة، مع استمرار مصر في دعم الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.
عرض مفصل
ومن جانبه قدم الرئيس الفلسطيني للسيسي عرضًا مفصلًا لكافة الجهود والمساعي الفلسطينية منذ عام، وحتى الآن، فيما يخص القضية ومحاولات استئناف عملية السلام، موضحًا أن القرار الأمريكي الأخير جاء مفاجئًا رغم كل ما أظهرته السلطة الفلسطينية من مرونة واستعداد للوصول إلى حل استنادًا إلى المحددات الثابتة، وأهمها حل الدولتين، وأن تكون القدس الشرقية عاصمة لفلسطين وفق حدود الرابع من يونيو 1967.
وأعرب الرئيس الفلسطيني عن تقديره للجهود المصرية الساعية إلى التوصل لحل للقضية الفلسطينية، فضلًا عن تحركاتها لتحقيق الوحدة الوطنية الفلسطينية، مؤكدًا حرصه على التشاور والتنسيق مع مصر في ظل هذه الظروف الدقيقة التي تمر بها القضية الفلسطينية، والتي تشهد تهديدًا لمستقبل عملية السلام في الشرق الأوسط.
خطوات التحرك
وتم التطرق خلال المباحثات بين السيسي وأبو مازن إلى سبل التعامل مع التداعيات الخطيرة لقرار الولايات المتحدة على وضعية مدينة القدس، وعلى عملية السلام في الشرق الأوسط، وخطوات التحرك على الأصعدة المختلفة، سواء في إطار الجامعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي أو في إطار المحافل الدولية. أكد الجانبان أهمية تضافر الجهود الدولية للحفاظ على فرص التوصل إلى تسوية نهائية للقضية الفلسطينية، والمضي قدمًا في عملية المصالحة الفلسطينية كخيار إستراتيجي لا غنى عنه، خاصة في الوقت الراهن وفي ضوء ما تتعرض له القضية الفلسطينية والقدس من مخاطر غير مسبوقة، بما يمكن الفلسطينيين من الوقوف صفًا واحدًا للتعامل مع يواجهونه من تحديات.
واتفق الرئيسان على مواصلة التنسيق والتشاور المكثف، واستغلال الزخم الدولي الرافض بالإجماع للقرار الأمريكي الأخير من أجل الحفاظ على حقوق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.
السيسي وبوتين
كما تناولت مباحثات الرئيس عبد الفتاح السيسي مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عددًا من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، وعلى رأسها القضية الفلسطينية وتداعيات القرار الأمريكي بنقل سفارة الولايات المتحدة في إسرائيل إلى القدس، حيث أكد الرئيسان ضرورة العمل الجاد على التوصل لتسوية عادلة وشاملة للقضية الفلسطينية تستند إلى قرارات الشرعية الدولية، التي تنص على تسوية كافة الجوانب الخاصة بالوضع النهائي بما في ذلك وضع مدينة القدس عبر المفاوضات المباشرة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي.
وأكد الرئيسان أهمية عدم اتخاذ أية قرارات من شأنها تعقيد الأوضاع في الشرق الأوسط وتقويض فرص التوصل لسلام عادل ودائم.
رئيس المخابرات
وفي إطار الدعم المصري استقبل رئيس دولة فلسطين محمود عباس، من قبل في مقر الرئاسة بمدينة رام الله مبعوث الرئيس عبد الفتاح السيسي الوزير خالد فوزي رئيس المخابرات العامة والوفد المرافق له.
ونقل الوزير فوزي تحيات الرئيس السيسي وسعادته ببدء انطلاق الخطوات العملية لطي صفحة الانقسام وإعادة اللحمة الوطنية الفلسطينية، وذلك بوصول حكومة الوفاق الوطني إلى غزة لتسلم مهامها.
الجهود المصرية
وأعرب الرئيس عباس عن شكره وتقدير الشعب الفلسطيني وقيادته للجهود المصرية الرامية إلى طي صفحة الانقسام في الساحة الفلسطينية وتعزيز الوحدة الوطنية الفلسطينية ليتمكن الشعب الفلسطيني من مواجهة التحديات وتذليل العقبات أمام عملية السلام التي تمكن الشعب من إنهاء الاحتلال وتنفيذ قرارات الشرعية الدولية بإقامة الدولة الفلسطينية.
حكومة الوفاق الوطني
وأكد الرئيس الفلسطيني أنه أصدر تعليماته الواضحة لحكومة الوفاق الوطني، وكافة الهيئات، والمؤسسات، بضرورة التعاون إلى أقصى الحدود وتذليل أية عقبات أمام إنجاز ما تم الاتفاق عليه في القاهرة بعد إعلان حل اللجنة الإدارية والسير قدما خطوة خطوة لتنفيذ كافة بنود اتفاق المصالحة الذي وقع في القاهرة برعاية مصر بتاريخ 4-5-2011.
مظاهر الانقسام
ومن جانبه أكد اللواء خالد فوزي للرئيس عباس أن مصر ماضية في رعايتها، لجهود إنهاء الانقسام ومتابعة خطواتها كاملة حتى يتم إنهاء كافة مظاهر الانقسام، وآثاره.
وأضاف أن مصر ستدعو حركتي فتح وحماس قريبا إلى القاهرة وفقا لما تم الاتفاق عليه في القاهرة مؤخرا، لتقييم ما تم بشأن تمكين حكومة الوفاق الوطني من ممارسة مهامها، تمهيدا لعقد اجتماع موسع في القاهرة لكافة الفصائل الفلسطينية الموقعة على اتفاق المصالحة في 4-5-2011، وذلك للانطلاق نحو تنفيذ كافة بنوده وطي صفحة الانقسام.
التحديات
ومن جانبه أكد الرئيس السيسي أن مصر كانت دوما رغم التحديات الجسيمة الداعم الرئيسى لتحقيق المطالب المشروعة للشعب الفلسطيني مشيرا إلى أن القضية الفلسطينية في مقدمة أولويات مصر في المحافل الدولية كافة.
مخاطر الانقسام
وأضاف الرئيس خلال كلمة مسجلة بثت خلال اجتماع حكومة الوفاق الفلسطينية بحضور رئيس المخابرات المصرية: "اليوم العالم بأسره يترقب جهودكم لتحقيق الوفاق بين أطياف الشعب الفلسطينى وتخطى كافة العقبات التي أدت للانقسام".
وقال السيسي: "لدى إيمان بأن الاختلافات بين مكونات الشعب الفلسطينى يجب حلها داخل البيت الفلسطينى مع عدم قبول تدخل أي قوى خارجية في هذا الشأن" مشددا على أن تجربة السنوات الماضية أثبتت أن الجميع خاسر من الانقسام ولم يستفد منه سوى القوى التي استغلت التطرف بين بعض الفصائل الفلسطينية.
وأضاف السيسي: "لقد حرصت على إيفاد رئيس المخابرات العامة لحضور المناسبة تأكيدا لحرص مصر على تقديم العون والمساعدة لدعم جهود ترتيب البيت الفلسطينى من الداخل" مؤكدا عدم توقف دعم مصر للشعب الفلسطينى.
تحقيق السلام
وأشار السيسي إلى وجود فرصة لتحقيق السلام في المنطقة شريطة مشاركة جميع الأطراف، مضيفا: "يجب أن نتعاون جميعا لاستعادة حقوق الشعب الفلسطينى المشروعة".
وقال الرئيس إن العالم يترقب جهود حكومة الوفاق الفلسطينية في إكمال خطوات المصالحة الوطنية وأضاف: "أؤكد للجميع أنه لا يوجد وقت لنضيعه".
التاريخ
وأكد السيسي أن التاريخ سيحاسب من سيتسبب في تضييع الفرصة السانحة لتحقيق السلام، كما وجه تحية للشعب الفلسطينى بكل طوائفه، قائلًا: "مصر ستظل عاقدة العزم على تحقيق نقلة نوعية نحو مستقبل أفضل لفلسطين".