الصحافة العمانية: الشجب والإدانة لا ينفعان شعب فلسطين وقضيته
تتابع الصحافة العمانية وسائر وسائل الإعلام في سلطنة عمان، التأكيد على التضامن مع الشعب الفلسطيني تعبيرًا عن مواقف السلطان قابوس بن سعيد سلطان عمان الثابتة.
في هذا الإطار نشرت جريدة عمان مقالا افتتاحيا تحت عنوان: الشجب والإدانة لا تنفع الشعب الفلسطيني وقضيته. وذكرت فيه: ليس من المبالغة في شيء القول بأن إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، ونقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس عند الانتهاء من إنشائها، قد أحدث هزة بالغة، عربية وإسلامية وإقليمية ودولية، عبرت عن نفسها في الاستنكار الشديد لهذا الموقف، الذي اتخذته الولايات المتحدة، التي تعد القوة الأعظم في عالم اليوم، والتي ترتبط بمصالح حيوية، متعددة ومتنوعة مع الدول العربية والإسلامية، والتي تقوم بدور حاسم ومؤثر بالنسبة لعملية السلام ومحاولات حل الصراع العربي الإسرائيلي، وفي القلب منه القضية الفلسطينية، وهو دور تدركه كل الأطراف، عربية وغير عربية، امس واليوم وغدا.
أضافت الصحيفة العمانية: إذا كانت العديد من القوى والأطراف الدولية، بما في ذلك روسيا الاتحادية ودول الاتحاد الأوروبي – فرادى ومجتمعة – قد أكدت معارضتها، وعدم اتفاقها مع الموقف الأمريكي، فضلا عن عدم نيتها الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، فان الدول العربية طالبت الولايات المتحدة بالعودة عن قرارها، كما سجلت شجبها واستنكارها لهذا الموقف الذي يصب في صالح إسرائيل، ولا يمكن أن يحقق أية فائدة، ولا أية مساعدة لمحاولات استئناف محادثات السلام بين الفلسطينيين وإسرائيل، فضلا عن أن أية محاولات من جانب الإدارة الأمريكية، للتخفيف من الآثار المترتبة على القرار، لن تنجح في الحد من الأضرار التي تترتب عليه، والتي بدأت تظهر بوضوح في المواقف والممارسات الهمجية الإسرائيلية في الضفة الغربية وقطاع غزة وضد الفلسطينيين في القدس المحتلة وغيرها من المدن الفلسطينية الأخرى على مدى الأيام الأخيرة.
وبينما عقد وزراء خارجية الدول العربية اجتماعا استثنائيا لهم في مقر جامعة الدول العربية بالقاهرة، واجتمع البرلمان العربي المشترك كذلك، فإن الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي تجتمع اليوم، في قمة استثنائية أيضا، وبتكليف من السلطان قابوس بن سعيد سلطان عُمان يترأس وفد السلطنة فيها السيد أسعد بن طارق آل سعيد نائب رئيس الوزراء لشئون العلاقات والتعاون الدولي والممثل الخاص للسلطان قابوس، ومن المأمول أن تتمخض هذه التحركات العربية والإسلامية والدولية عن بلورة خطوات عملية محددة، يمكن تنفيذها والتأثير من خلالها على نحو يعزز الموقف الفلسطيني والتمسك بالحقوق الفلسطينية المشروعة، ومنها حقه في إقامة دولته المستقلة على حدود الرابع من يونيو عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
أشارت الصحيفة إلى أنه مع الوضع في الاعتبار حملات الشجب والإدانة والاستنكار للقرار الأمريكي، والتي انتشرت على نطاق واسع خلال الأيام الأخيرة، منذ صدور قرار ترامب، فإن دعم الموقف الفلسطيني يقتضي العمل على الاستفادة من مختلف المواقف، وخاصة المواقف الأوروبية والروسية، وبالطبع الإسلامية والعربية، لتعزيز وتأكيد الاعتراف بالحقوق الفلسطينية، وبالقدس الشرقية عاصمة للدولة الفلسطينية المستقلة المزمع قيامها، والتمسك بعدم القبول بأية قرارات أحادية الجانب تتعلق بمستقبل القدس، التزاما بقرارات الشرعية الدولية، وحفاظا على إمكانية استئناف عملية السلام عندما تتهيأ الظروف المناسبة لذلك، وهو أمر يتطلب ضرورة إعادة واشنطن النظر في موقفها، حتى تتمكن من مواصلة دورها في العمل من أجل حل سلمي عادل وشامل للقضية الفلسطينية، لأن انحيازها السافر والكامل إلى جانب إسرائيل لا يمكن أن يخدم ذلك لا اليوم ولا غدا.