«قاعدة حميميم».. نقطة ارتكاز روسيا للسيطرة على الشرق الأوسط
بعد إعلان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن سحب جزء كبير من القوات الروسية المتمركزة في سوريا، مع الإبقاء على بعض القوات الروسية في قاعدة حميميم العسكرية في محافظة اللاذقية لمدة 50 عاما مع إمكانية تمديدها لمدة 25 سنة إضافية، بما يجعلها نقطة ارتكاز رئيسية لبسط النفوذ على الشرق الأوسط.
ترسانة حديثة
وبحسب شبكة "بي بي سي" البريطانية، تقع قاعدة حميميم قرب بلدة حميميم وهي تبعد 4 كم عن مدينة جبلة و19 كم جنوب شرق مدينة اللاذقية الواقعة على البحر المتوسط.
تسربت الأنباء عن نشاط ملحوظ في القاعدة الجوية الصغيرة في بداية اغسطس2015 وقيام المهندسين الروس بزيادة طول مهبط الطائرات وتوسيعه وتحسين الإضاءة وإقامة أبنية جديدة، وفي 30 سبتمبر من نفس العام أعلنت روسيا أن القاعدة جاهزة للاستخدام وأنها تأوي ألف عسكري روسي و30 طائرة مقاتلة، وانطلقت أثرها الطائرات الروسية مباشرة لتنفذ غارات جوية دعما لقوات الأسد في مختلف أرجاء سوريا.
يمكن للقاعدة في الوقت الراهن إيواء 50 طائرة مقاتلة كحد أقصى وكانت تضم 44 مقاتلة في النصف الأول من عام 2016، ونشرت روسيا في القاعدة الطائرات القاذفة من طراز: سوخوي -24 وسوخوي- 34 وطرازين من سوخوي-25 وطائرات الدورية الجوية والحماية من طراز سوخوي- 30 وسوخوي-35 اس.
واستقبلت القاعدة طائرات شحن عملاقة من طراز أنتونوف- 124 واليوشن -76 التي تحتاج لمدرجات هبوط خاصة لا يقل طولها عن 2.8 كم.
كما ضمت القاعدة عددا من الطائرات العمودية القتالية والخاصة بعمليات الاسناد والنقل.
بلغ متوسط عدد الطلعات القتالية التي نفذتها الطائرات الروسية إلى 70 - 100 طلعة يوميا حسب الإحصاءات الروسية انطلاقا من قاعدة حميميم.
كما نشرت موسكو أحدث أنظمة الدفاع الجوي في حميميم وشملت نظامي اس- 400 واس-300 تم نقلهما جوا مع أطقمها من روسيا وتم وضعها قيد خلال فترة قصيرة بغية تأمين الحماية للقاعدة ضد أي هجمات جوية محتملة.
لم تقتصر العمليات العسكرية الروسية على الطلعات الجوية من قاعدة حميميم بل شملت أيضا طلعات جوية لقاذفات بعيدة المدى انطلقت من قواعدها في روسيا وقصفت أهدافا في سوريا وعادت إلى قواعدها.
وجود طويل الأمد
ومنذ نشر القوات الروسية في القاعدة القريبة من البحر في أغسطس 2015 شهدت القاعدة عمليات تطوير كبيرة وبات بمقدورهم استقبال العشرات من أحدث المقاتلات إلى جانب الآلاف من الجنود.
عملية انتشار القوات الروسية في سوريا هي الأكبر منذ دخول القوات السوفييتية إلى أفغانستان عام 1979 والتي استمرت 10 سنوات وقتل خلالها 14 ألف جندي روسي وانسحابها دون تحقيق نصر عسكري.
لا يعرف بالضبط عدد الأفراد والجنود الروس المتمركزين في سوريا برمتها أو في قاعدة حميميم، ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن الخبير العسكري الروسي بافل فيلغنهاور تقديره أن عدد الجنود والخبراء العسكريين الروس في سوريا يتراوح بين 4 آلاف إلى 5 آلاف عسكري بما فيهم الجنود والخبراء في قاعدة حيميميم الجوية.
سرية تامة
وأحاط الروس نقاط تمركز وانتشار قواتهم خارج قاعدة حميميم الجوية وقاعدتهم البحرية في مدينة طرطوس بسرية تامة حرصا على سلامتهم من هجمات المعارضة لكن بات من المعروف أن هناك ما بين ألفين إلى ثلاثة آلاف عنصر من شركة أمنية روسية خاصة يعملون في سوريا، فضلا عن عدة مئات من عناصر الشرطة العسكرية الروسية وخصوصًا من جمهورية داغستان وهم منتشرون في مختلف أرجاء سوريا وبالتحديد في ما يعرف بمناطق خفض التوتر.
تراجعت العمليات العسكرية والمعارك في سوريا إلى حد بعيد خاصة بعد القضاء على وجود تنظيم "الدولة الإسلامية" في سوريا وصولا إلى الحدود السورية العراقية، لكن الوجود العسكري الروسي في سوريا سيستمر لعقود قادمة.