رئيس التحرير
عصام كامل

منظمات الدفاع عن الأمة «ضجيج بلا طحن»

جامعة الدول العربية
جامعة الدول العربية

اتفقت الدول العربية والإسلامية على رؤية واحدة رافضة للقرار الولايات المتحدة الأمريكية بشأن نقل سفارة واشنطن من تل أبيب إلى القدس، واعتبار القدس عاصمة لدولة الكيان الصهيوني.


وأصدرت جميع الدول العربية والإسلامية بيانات رسمية منها الصريح، ومنها الذي نسب إلى مصادر رسمية أو دبلوماسية مجهولة، كما شهدت الاجتماعات العلنية توافقا في الرؤى والمواقف تجاه التمسك بالقدس عاصمة أبدية لدولة فلسطين على حدود 1967، والتنديد بالقرار الأحادي للولايات المتحدة الأمريكية المنافي لجميع القوانين والاتفاقيات الدولية ذات الصلة.

اجتماعات مغلقة
وشهدت الاجتماعات المغلقة اختلافا في طريقة التصدي للقرار الأمريكي المحابي للكيان الصهيوني والمخالف للقوانين الدولية بعض الدول طالبت باتخاذ قرارات تلبي طموحات الشارع العربي والإسلامي والبعض الآخر فضل اتباع سياسة القرارات التصاعدية وهو ما تم إقراره بالفعل.

اختلاف الرؤية كانت في ثلاثة اجتماعات عربية منذ صدور القرار الأمريكي في «مجلس جامعة الدول العربية على المستوى الوزاري، البرلمان العربى، القمة الإسلامية» ليبقى عقد قمة مزمعة في الأردن خلال شهر هي المشهد العربي الوحيد والقادر على إرضاء الشارع العربى والإسلامى من مغبة انتفاضة لا يعلم تأثيرها سوى الله عز وجل.

موقف مصري ثابت
وجاء موقف مصر ثابت وواضح تجاه دعم القضية الفلسطينية برمتها سواء في عملية المصالحة الفلسطينية الفلسطينية التي تمت برعاية القاهرة أو من خلال مواقفها المعلنة وغير المعلنة في الغرف المغلقة، وأكد ذلك جميع المسئولين الفلسطينيين من خلال كلمات الشكر التي وجهها الرئيس الفلسطينى محمود عباس وكبار المسئولين.

وأكدت مصر في العديد من الاجتماعات والمحافل العربية والدولية والإقليمية على أنها التزمت منذ عام 1948 بالدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني، وستكون في طليعة أي تحرك عربي أو إقليمي أو دولي لرفض أية محاولة لإضفاء الشرعية على واقع احتلال القدس.

القمة الإسلامية
وجاءت مخرجات قمة التعاون الإسلامي اليوم مثل سابقيها من اجتماعات مجلس جامعة الدول العربية والاجتماع الاستثنائية للبرلمان العربى لم تختلف كثيرًا ولكنها اختلفت في تسمية الحضور حيث أنه شارك عدد من رؤساء وأمراء الدول العربية والإسلامية.

‏‏‫البيان الختامي للقمة الإسلامية الطارئة بإسطنبول اليوم دعا جميع دول العالم إلى الاعتراف بـ القدس الشرقية‬‏ المحتلة، عاصمة لدولة فلسطين وهو نفس الشيء الذي دعت إليه الاجتماعات السابقة في هذا الشأن ولم يقدم جديدا ملموسا على أرض الواقع أو اتخاذ خطوات فعلية على الأرض وسط بيانات شجب وإدانة أما صيغة القرار يحمل العديد من العبارات المطاطة.

القمة العربية
يبقى الأمل الوحيد في عقد قمة عربية مزمعة في الأردن خلال الشهر الجارى لتكون طوق النجاة في حفظ كرامة الحكام العرب أمام شعوبهم للدفاع عن القدس ليس المقصود بها قطعة الأرض ولكن المقصود بالقدس العلاقة الروحانية بينها وبين الشعوب العربية والإسلامية.

القمة العربية بدأها الرئيس عبد الفتاح السيسي وبشكل منفرد مع الرئيس الفلسطينى محمود عباس خلال قمة ثنائية في القاهرة للتأكيد على الموقف المصري الثابت الداعم تجاه القضية الفلسطينية ‬‏وبحث الطرق التي يمكن لمصر أن تسعى من خلالها توسيع دائرة الاعتراف بالدولة الفلسطينية.

من المؤكد أن الغضب الفلسطيني بشكل خاص يعجل بعقد قمة عربية خاصة بعد التصريحات التي أدلى بها وزير الخارجية الفلسطيني في خلال كلمته في البرلمان العربي، والتأكيد على أن البيانات العربية لن تكون مجدية دون اتخاذ خطوات فاعلة مثل قطع العلاقات وطرد السفارات والامتناع عن استقبال الوفود من واشنطن مما يؤكد وجود حالة من الغليان داخل الأراضي المحتلة على المستويين الرسمى والشعبى والذي يتطلب تحرك سريع امتصاصه على المستوى العربى على الأقل.
الجريدة الرسمية