نتنياهو يعتمد «الخطة ب» لإقناع العالم للاعتراف بالقدس
بدأ رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو للجزء الثاني من خطته بإقناع العالم بنقل سفاراته من تل أبيب إلى القدس المحتلة، كخطوة لوضع جميع الدول العربية والإسلامية أمام الأمر الواقع، وتنفيذ مخطط تهويد القدس.
يأتي هذا بعد أيام من تنفيذ الخطة الصهيونية بدقة كبيرة واعتراف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالقدس عاصمة للاحتلال الإسرائيلي، وتوقيع قرار نقل سفارة واشنطن من تل أبيب، بالمخالفة لقرار الأمم المتحدة الذي أقر أن القدس مدينة تقع تحت الاحتلال.
المحافل الدولية
وبدأ نتنياهو في تنفيذ خطته من بروكسل، الإثنين الماضي؛ لإجراء محادثات مع الاتحاد الأوروبي، حيث يتوقع أن تحذو الدول الأوروبية حذو الولايات المتحدة في الاعتراف بالقدس عاصمة لبلاده، وفور وصوله إلى بروكسل أعاد ترحيبه بإعلان ترامب، قائلا إن القدس كانت عاصمة الشعب اليهودي لـ 3000 سنة، وإن ترامب "وضع الحقائق على الطاولة".
وأضاف: "أعتقد أن جميع، أو معظم البلدان الأوروبية، سوف تنقل سفاراتها إلى القدس، معترفة بها عاصمة لإسرائيل، وتنخرط بقوة معنا في الأمن والرخاء والسلام"، إلا أن رد الاتحاد الأوروبي جاء صادما من قبل المفوضة العليا للسياسة الخارجية والأمن في الاتحاد الأوروبي فيديريكا موجيريني، أن دول الاتحاد لن تنقل سفاراتها من تل أبيب إلى القدس اقتداءً بواشنطن.
ورأى مراقبون أن زيارة نتنياهو للاتحاد الأوروبي لن يتقبلها عشرات النواب الأوروبيون الذين عبروا عن استهجانهم للاستقبال الحافل الذي حظي به في باريس وبروكسل، واستنكروا انتقاده موقف الاتحاد الأوروبي الرافض لقرار واشنطن اعتبار القدس المحتلة عاصمة للكيان الإسرائيلي، ونقل السفارة الأمريكية إليها.
كما أن منظمات حقوقية اعترضت على استقبال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لنتنياهو في قصر الإليزيه، دون التطرق صراحة لملف المستوطنات والأسرى وحصار غزة.
المقاومة الإرهابية
وتحاول حكومة الاحتلال الترويج لما تقوم به المقاومة الفلسطينية من ضربات بأنها اعتداءات إرهابية، من خلال الحديث في المحافل الدولية عن العناصر المسلحة التابعة لحركتي حماس والجهاد الإسلامي، من خلال شن الهجمات الإعلامية من قبل وزير الحرب الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان ورئيس أركان الاحتلال جادي آيزنكوت، إلى جانب المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي، والذي ادعى أنها منذ نشأتها: "لم تعبر عن مطالب الفلسطينيين بل كانت بندقية حرب تستعملها إيران تارة وجهات أخرى تارة أخرى، إلى جانب أن تقودها مصالحها الضيقة لتحقيق مآربها غير المشروعة، وهي لا تشكل خطرًا على الفلسطينيين وإسرائيل، إلى جانب اعتبار الحركة في معظم منشوراته على صفحته الشخصية بموقع التواصل الاجتماعي فيس بوك، بأنها المسئولة رسميا عن إطلاق الصواريخ على دولة الاحتلال".
عباس وتدمير السلام
دائما ما يروج نتنياهو في المحافل الدولية وأثناء الزيارات الخارجية إلى أن المسئول الرئيسي في عدم إقرار السلام هو الرئيس الفلسطيني محمود عباس، كونه يرفض العودة لطاولة المفاوضات من جديد، مستغلا ذلك بالضغط على الرئيس الفلسطيني للاعتراف بأن إسرائيل الدولة القومية للشعب اليهودي، مقابل إقرار حل الدولتين، حيث زعم نتنياهو في أولى تصريحاته فور زيارته لباريس الأسبوع الجاري، قائلا: أن «السلام يتحقق عندما يستوعب الفلسطينيون أن القدس عاصمة إسرائيل.. وأن الفلسطينيين سيقرون في وقت قريب بأن القدس هي عاصمة إسرائيل وسيكون هناك سلام».