رئيس التحرير
عصام كامل

أبرز محطات التعاون الاقتصادي بين تركيا وإسرائيل

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

على الرغم من تهديد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، بقطع العلاقات الدبلوماسية مع دولة الاحتلال ردًا على الخطوة الأمريكية بشأن القدس، فإن الكيان الصهيوني سيظل الحليف الأقوى لأنقرة ولا يمكن لأى طرف منهما التخلي عن الأخر من أجل مصالحه الشخصية ويرصد ذلك حجم التعاون الاقتصادي بين الطرفين.


وبالنظر إلى حجم المصالح الاقتصادية بين دولة الاحتلال وتركيا يتضح أنها كبيرة جدًا، علمًا أن أنقرة كانت أول دولة مسلمة اعترفت بدولة الاحتلال بعد إنشائها في عام 1948 وأنشأت لاحقا علاقات دبلوماسية كاملة معها.

تطبيع تركيا
ويؤكد المحللون أن تطبيع تركيا ودولة الاحتلال يأتي نتيجة فقدان تركيا نفوذها في الشرق الأوسط بعد الإطاحة بنظام الإخوان في مصر لذا تعتبر دولة الاحتلال صديق جديد قوي في المنطقة يمكنها من لعب دورا في القضايا الرئيسية من أجل مصالحها.

ويوضح المحللون أن تركيا تتجه نحو الكيان الصهيوني من أجل نيل رضا الغرب والولايات المتحدة الأمريكية بعد انتقادات عنيفة وجهت للحكومة التركية بعد الكشف عن فساد مسؤولين في الحكومة التركية.

ويأتي التحرك التركي نحو الكيان الصهيوني بالتزامن بالتحرك نحو إيران الأمر الذي دفع المحللون إلى الاعتقاد أن تركيا تحاول الضغط على التحالف العربي بقيادة مصر والمملكة العربية السعودية والإمارات.

والتعاون الاقتصادي بين تركيا ودولة الاحتلال له محطات عديدة منذ قيامها وفي آخر جولة محادثات بين تركيا والكيان الصهيوني، شارك فيه مندوبون من وزارتي خارجية الدولتين، في إطار "الحوار الاقتصادي" بينهما.

وقالت رئيسة الوفد الإسرائيلي ونائبة مدير عام وزارة الخارجية الإسرائيلية للشئون الاقتصادية، يافا بن آري، وقتها، إنه جرى البحث خلال المحادثات في "توثيق وتحفيز التعاون الاقتصادي، الذي يأتي استمرارا للحوار السياسي بين مديري وزارتي الخارجية" الإسرائيلية والتركية.

وأضافت يافا بن آري أنه "جرى الحديث عن تبادل وفود، وزيارة وزير الاقتصاد التركي إلى إسرائيل قريبا، وعن استئناف مباحثات اللجنة الاقتصادية المشتركة".

ومنذ اعتراف تركيا بدولة الاحتلال عام 1949م، أصبحت دولة الاحتلال هي المورد الرئيسي لحصول تركيا على السلاح، بالإضافة إلى التعاون العسكري، الدبلوماسي، الإستراتيجي فيما بينهما.

صفقات أسلحة
والحديث عن أي صراع أو توترات في العلاقات بين الطرفين فهو عداء وهمي تؤكده التقارير الإسرائيلية المؤخرة عن تزويد تل أبيب لتركيا بصفقات أسلحة، إلى جانب العلاقات الاقتصادية المنتعشة بينهما.

وزودت إسرائيل تركيا مؤخرًا بحسب الإذاعة العبرية بعدد من طائرات «هارون»، وطورا سويًا الدبابة «باتون»، ويرى المراقبون أن البلدين علاقتهما قوية، ولكن «أردوغان» يختلق عداءً وهميًا لخداع مؤيديه.

اتفاقية التجارة
كما وقع البلدان اتفاقية للتجارة الحرة بينهما في يناير 2000، وسميت «اتفاقية التجارة الحرة التركية – الإسرائيلية»، واعتبرت مهمة جدًا بالنسبة إلى إسرائيل لأنها الأولى التي توقعها مع أي بلد آخر ذي أكثرية سكانية من المسلمين.

الصادرات السنوية
وتبلغ الصادرات الإسرائيلية السنوية إلى تركيا 1.5 مليار دولار، والواردات منها مليار دولار.

وكانت تل أبيب وضعت خططًا أولية لتوسيع التبادل التجاري ليشمل بناء خط لنقل المياه العذبة من تركيا إلى إسرائيل، بالإضافة إلى الكهرباء والغاز والنفط.

وفي ظل الحديث عن العلاقات المتوترة باعت تل أبيب لأنقرة القمر الصناعي الإسرائيلي «أفق» ونظام الدفاع الجوي «أرو» المضاد للصواريخ، ويحتاج هذا الاتفاق إلى موافقة أمريكا ليصبح ساري المفعول.

وتعطي هذه الصفقة، في حال الموافقة عليها، قدرات متقدِّمة لتركيا سواء في مجال الدفاع ضد الصواريخ أو في مجال الاستعلام الإستراتيجي.

مشاريع عسكرية
وتبلغ قيمة مجموعة المشاريع العسكرية بين البلدين نحو 1.8 مليار دولار، وتشكّل قيمة المشاريع نسبة عالية إذا ما جرى قياسها بالميزان التجاري بين البلدين والذي يبلغ 2.6 مليار دولار سنويًا.

ومن بين هذه المشاريع تحديث أسطول طائرات الفانتوم «F-4» وطائرات «F-5» بكلفة 900 مليون دولار، وتحديث 170 دبابة من طراز M60AI بتكلفة 500 مليون دولار.
الجريدة الرسمية