رئيس التحرير
عصام كامل

فضائح الطلاق والخلع في المنيا.. أزواج يستغلون أجساد زوجاتهن لكسب الأموال.. رجل يفبرك فيلما إباحيا لزوجته.. ونساء يطرقن أبواب المحاكم للحصول على المعاش (فيديو)

فيتو

ارتفعت حالات الطلاق والخلع بشكل كبير بمحافظة المنيا، التي يغلب عليها الاحتفاظ بالعادات والتقاليد، كركيزة أساسية يستند إليها المواطنون في جميع تفاصيل حياتهم، ودفع سعي الكثير من السيدات لطلب الطلاق، بعض الرجال للتفكير في استغلال أجساد زوجاتهن لرجال آخرين؛ لتحقيق استفادة مادية، ومنهم من صور فيلما إباحيا لزوجته؛ كي يجبرها على التنازل عن حقوقها الشرعية، حتى تحصل على الطلاق.


محكمة الأسرة
وتزدحم محكمة الأسرة بشكل يومي بالسيدات اللواتي لم يجدن حلا لمشكلاتهن سوى طرق أبواب المجلس القومي للأسرة؛ للاستشارة، والوقوف على أعتاب محكمة الأسرة لإيجاد حل لأزمتهن التي نالت من شرفهن.

في البداية تقول "منى. ا"، وهي الزوجة البائسة التي لم تستطع استكمال مشوار حياتها مع زوجها: «لم أستطع المعيشة مع زوجي بعد ارتفاع حدة المشكلات بيننا، وكان لدينا 4 أبناء، وحينما أعلنت أمامه أنني أريد الطلاق، طالبني بالتنازل عن جميع حقوقي المادية؛ كي أحصل على الطلاق».

فيلم إباحي
واستكملت: «فوجئت بقيام زوجي بتركيب صورتي على فيلم إباحي، واحتفظ به على هاتفه المحمول، وأخبرني أنني في حال عدم التنازل عن حقوقي المادية سيقوم بنشر الفيديو بين أهالي القرية، التي نعيش بها، وسيفضح أمري، خاصة وأننا في بلدة ريفية، ينتشر بها الخبر بسرعة البرق، لكنني أعلم جيدا أن الفيديو ليس له علاقة بي، وإنما قام هو بتركيبة لإجباري على التنازل».

وتابعت: «إنني توجهت إلى المجلس القومي للمرأة وقمت بمشورتهم، ومن ثم توجهت إلى مركز الشرطة وأخبرتهم بما حدث عن ذلك الفيديو، وحررت محضرا، ومن ثم قاموا باستدعاء زوجي، وتحققوا من كون الفيديو مفبرك، ومن ثم تحول إلى جنحة، وحصل على حبس 6 أشهر، وحصلت على الطلاق وجميع حقوقي المادية».

وأضافت «ف. ا» سيدة قارب عمرها على الخمسين: «زوجي كبر في السن ولم يعد له مصدر رزق يعينه على الحياة؛ بسبب الظروف الاقتصادية، ولكنني تحملت معه كثيرا وساعدته على الظروف المعيشية، ولكني فوجئت بقيامه بالزواج من أخرى، فاعترضت على الأمر لعدم إخباري، وطلبت حينها الطلاق فرفض تحقيق طلبي».

استغلال جسد الزوجة
وواصلت: «لم تنتهِ الصراعات بيني وبين زوجي الذي طلب مني استغلال جسدي لرجال آخرين؛ كي أدر له دخلا ماديا، الأمر الذي رفضته لكوني لا أريد فعل شيء يغضب المولى عزو جل، ولا أريد أن أقل في نظر أبنائي، فلم أجد حلا سوى البحث عن الحرية، وقررت التنازل عن جميع حقوقي في سبيلها».

وأردفت: «إنني توجهت إلى المجلس القومي للمرأة، ومنها إلى محكمة الأسرة وقررت أن أقوم بخلع زوجي وليس الطلاق فقط، وقريبا سيتحقق حلمي وتحقيق حريتي التي طال انتظارها».

وعلي صعيد متصل تقول نهى عبد المجيد، محامية بمكتب الشكاوى بالمجلس القومي للمرأة، إن ظاهرة الطلاق مرتفعة بمحافظة المنيا، وأغلب الحالات التي تقصد أعتاب المجلس القومي للمرأة ترغب في الخلع أكثر من الطلاق، وربما يعود السبب لكون قضايا الطلاق تأخذ وقتا أطول من الوقت الذي تأخذه قضايا الخلع التي تنتهي بحكم أول درجة.

تنازل الزوجة عن حقوقها
وأوضحت نهى عبد المجيد، أنه في حالات الخلع هناك اعتقاد خاطئ أن الزوجة تتنازل عن جميع حقوقها وقائمة المنقولات، وهذا ليس صحيحا، وأشارت إلى أن الزوجة تتنازل فقط عن النفقات من مؤخر الصداق، لكنها تحصل على قائمة المنقولات وجميع حقوقها الأخرى.

وأشارت نهى عبد المجيد، إلى أنه في السابق لم تشهد محافظة المنيا ارتفاعا في عدد حالات الطلاق والخلع، إلا أنه في الفترة الحالية ارتفع عدد الحالات التي ترد بشكل مبالغ فيه، والتي تتركز بشكل أكبر في الخلع ومن ثم يأتي الطلاق، موضحة أن أسباب ارتفاع عدد ضحايا الخلع يرجع في المقام الأول إلى الظروف الاقتصادية، ويليها الجهل وبعض العادات والتقاليد الخاطئة، وعدم وجود وعي لدى الزوجة.

وأضافت: «إننا في المجلس القومي للمرأة نقوم بتوعية بعض الفتيات لما قبل الزواج كي يكن قادرات على استيعاب الحياة بعد الزواج، إلا أننا نحتاج إلى توعية أكبر لجميع الفتيات المقبلات على الزواج، فالوقاية خير من العلاج، والوقاية الأفضل لابد وأن تخرج من البيت ذاته والمدرسة والمجتمع المدني».

وتابعت: «بعض السيدات يردن اللجوء إلى المحاكم والحصول على الطلاق بهدف الحصول على معاش يعينهن على الحياة دون وجود أي أسباب تستدعي الطلاق لعدم وجود دخل ثابت للزوج وهذا مؤشر خطير جدا لكون الظروف الاقتصادية لها دور كبير جدا في الزواج والطلاق».

ظواهر غريبة
وأكد محمد محمود أبو حطب، وكيل وزارة الأوقاف بالمنيا، أن انتشار الطلاق والخلع التي وصلت لإهانة النساء واستغلال أجسادهن ظواهر غريبة على المجتمع الصعيدي والريفي، لم تحدث من قبل، وكان مستبعدا أن تحدث مثل تلك الحالات بمحافظة المنيا.

ابتعاد المؤسسات الدينية
وأوضح أن ذلك يرجع إلى تردي الأخلاق وعدم الرجوع للدين والمؤسسات الدينية للفصل في أزماتنا، كما أن البعض لم يتخذ من مواقف الرسول الكريم مؤشرا للسير عليها في حياته، ولم يتخذ من القرآن والسنة ما يجعله يراعي المولى عز وجل في أهل بيته وأن يغار عليهم.
الجريدة الرسمية