رئيس التحرير
عصام كامل

مفتى الإخوان يؤكد تصريحاته: تهنئة "الأقباط" بعيد القيامة غير مشروع ويناقض العقيدة.. ويتحدى: لا يلزمنا تهنئة أحد بما نعتقد يقينًا ببطلانه.. ولن نشارك فى صلوات تتعارض مع الإسلام

الدكتور عبد الرحمن
الدكتور عبد الرحمن البر القيادى بجماعة الإخوان

انتقد الدكتور عبدالرحمن البر، مفتى جماعة الإخوان المسلمين وعضو مكتب الإرشاد، ما وصفه بالضجة التى أثارها بعض الإعلاميين حول موقفه من تهنئة غير المسلمين بأعيادهم، مؤكدًا أن تهنئة شركاء الوطن – على حد قوله – من النصارى فى مناسباتهم وأعيادهم المختلفة من الإحسان الذى أمر الله به، ومن البر الذى لم ينهنا الله عنه، طالما لم تكن هذه التهنئة على حساب ديننا".


وقال "البر" عبر صفحته الرسمية على "فيس بوك": تعجبت غاية التعجب من الضجة الكبيرة التى أثارها بعض الإعلاميين حول موقفى الواضح من تهنئة غير المسلمين بأعيادهم، إلى الحد الذى ادعى فيه أحد الصحفيين أن فى كلامى تناقضا، بل انقلابًا فقهيا بحسب زعمه والآفة إنما أراها فى سوء فهم كلامى (وأنا أتعمد ألا أقول سوء نية الكاتب)، ومن ثم رأيت أن أكتب هذا التوضيح إزالة للَّبْس ومنعا لسوء الفهم".

وأضاف: "رأيى الذى أعلنته ولا أزال مقتنعا به ولا أفرضه على أحد ولا ألزم به أحدًا: إن تهنئة شركاء الوطن من النصارى فى مناسباتهم وأعيادهم المختلفة من الإحسان الذي أمر الله به، ومن البر الذى لم ينهنا الله عنه فى قوله تعالى ﴿لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِى الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ﴾ طالمًا لم تكن هذه التهنئة على حساب ديننا، ولم تشتمل- شفاهة أو كتابة- على التلفظ بشعارات أو عبارات دينية تتعارض مع مبادئ الإسلام، ولا على أى إقرار لهم على دينهم، أو رضا بذلك، أو مشاركة فى صلواتهم، إنما هى كلمات من المجاملة العادية التى تعارف عليها الناس، لا تحتوى على أى مخالفات شرعية.

واستطرد: "ومن هنا لا أرى بأسا بالتهنئة فى عيد الميلاد مثلا، فنحن نؤمن أن عيسى عليه السلام هو رسول من أولى العزم من الرسل، وأنه بشر كانت ولادته آية من آيات الله، وكانت خيرا على البشرية، بل إن نبينا محمد صلى الله عليه وسلم قال فيما أخرجه البخارى: «أَنَا أَوْلَى النَّاسِ بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ فِى الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، وَالْأَنْبِيَاءُ إِخْوَةٌ لِعَلَّاتٍ، أُمَّهَاتُهُمْ شَتَّى وَدِينُهُمْ وَاحِدٌ».

وواصل: "لهذا فإنني لا أنقطع عن التواصل مع بعض أصدقائي من المسيحيين ومنهم بعض رجال الكنيسة فى كل المناسبات والأوقات، بل إننى ذهبت مرات متعددة إلى الكنيسة، وكان آخرها حضور حفل تجليس البابا تواضروس الثانى وتهنئته بذلك، ولا يمكن لأحد أن يزايد على فى هذا الموقف الواضح، ولم يحدث والحمد لله فى أى من تلك المناسبات أن فعلت شيئا يناقض عقيدتى، ولم يطلب أى من أصدقائى المسيحيين أن أفعل أو أقول شيئا من ذلك، وهذا من البداهة بمكان، غير أننى أحببت التأكيد عليه".

وعقب: "أما التهنئة بما يناقض عقيدتنا ويصادمها مصادمة واضحة فأمر غير مشروع من وجهة نظرى، كالتهنئة بما يسمى بعيد القيامة، فعقيدتنا نحن المسلمين التى لا تحتمل لبسا أن المسيح عليه السلام لم يُقتَل ولم يُصلَب، بل عصمه الله من اليهود ورفعه إليه.

وتابع: عيسى عليه السلام لم يصلب حتى تكون له قيامة، وبالتالى فلا يلزمنا تهنئة أحد بما نعتقد يقينا بطلانه، وهذا لا ينفى إقرارنا بحق شركائنا فى الوطن فى أن يعتقدوا ما يشاءون أو أن يفعلوا ما يشاءون ﴿لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِى دِينِ)، أما التحية والمجاملة بمثل عبارة «كل سنة وأنتم طيبون» فلا حرج على الإطلاق أن يقولها المصرى المسلم لغير المسلمين فى أى وقت، وفى كل مناسبة.

واختتم: هذا باختصار شديد موقفي بكل وضوح، ولست معنيا بمن أساء الفهم أو أساء النية، وحسبى الله فى كل من أساء لشخصى، أو سعى فى تشويه سمعتى، أو حمَّل كلامى ما لا يحتمل، وأُذكِّر الجميع بقول الله تعالى ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ﴾.

جدير بالذكر أن الدكتور البر أعلن عبر تصريح صحفى أمس لأحد المواقع، أن تهئنة الأقباط باعيادهم لا يجوز شرعًا، وهو الأمر الذى أثار حفيظة نشطاء الفيس بوك، وذكروا البر بتصريحاته السابقة وصوره فى الكاتدرائية لتهئنة البابا شنودة بأعيادهم.
الجريدة الرسمية