ارفعوا أياديكم عن الشأن السورى (2)
ما زال القرار المصرى الرسمى، وكما قال الرئيس مرسى فى رده على سؤال سابق بوجود مذابح ومجازر وحرب إبادة بأنه "ضد العمل العسكرى على أرض سوريا بكل أشكاله ومهما كانت الظروف". وقال: "نحن نريد أن نتدخل بطرق سلمية ناجعة ومؤثرة لكى يتمكن الشعب السورى من تحقيق أهدافه من هذه الثورة ومن هذه الحركة من أجل حريته، ولا ندرى إلى متى ستبقى هذه السلمية الفاجعة؟ أم ينتظر فناء الشعب السورى؟".
وهل يقرأ أحد منّا أى جدية فى كلام الرئيس وفى كل مرّة يُعيد ويُكرر: "نحن نسعى بكل قوة لندعم الشعب السورى فى حركته"، ويُطالب العالم الحر والخارج أن يدعم حركة الشعب السورى، وليذهب النظام، ولا أدرى إلى أين سيذهب، وهل سيسمع النظام له، مع أن السؤال الموجه إليه أن المجرم بشار يرفض التنحى، ليؤكد بأنه لا يتدخل بالشأن الداخلى السورى، ويرفض التدخل العسكرى، ويُطالب المجتمع الدولى بالتدخل ولا يفعل، بينما إيران وأذرعها موغلين فى الاحتلال وسفك الدماء والإمداد بالسلاح والذخيرة والخبراء، فما هو الحل بحق الله والأخوة والجغرافيا والدين يا سيادة الرئيس؟ وكل ما نرجوه أن نرسى على جواب.
والآن وبعد عشرة أشهر من عمر مبادرة الرئيس المصرى طار وفد إلى طهران بغية تفعيل المبادرة المصرية بالشأن السورى، والله إنها لجريمة، شأنهم شأن الأخضر الإبراهيمى بل لإطالة أمد المُهل للعصابة الحاكمة وتعليق الشماعات، بدلا من الإعلان عن وفاتها ودفنها، هكذا وبكل دم بارد ينطقون ويتحركون، والشعب والوطن السورى هو الضحية لأكرر وأعيد سيدى الرئيس محمد مرسى حفظكم الله لبلدكم وأمتكم أرفعوا أياديكم عن الشأن السورى لا دخل لكم فيه، وأريحونا من تعبكم وانشغالكم بنا، فنحن فى غنىً عنكم ولا أحوجنا الله إليكم.
وما حُزنى وأسفى إلا من الائتلاف الخامل، المنفصل عن واقعه، فلا هو يشعر بالداخل، وليس عنده القدرة على الاعتراض، بعدما أُمّنت له مساكنه ومعايشه المريحة، وبات وجوده ككيان خارج الوطن جريمة، وفى مصر فضيحة، لأحيى أخى المناضل مُعاذ الخطيب وأُناشده باتخاذ قرار فورى لا رجعة عنه بالاحتجاج الرسمى إلى الجانب المصرى، وإغلاق مكتبهم فى مصر، وإقامته فى الداخل السورى على الحدود التركية، لأنّ هناك منطقة من 25 كيلو لا يجرؤ النظام الاقتراب منها، بموجب المعاهدة السورية التركية، ولأن العصابات تلقت الإشارة الكافية من الأتراك بهذا الشأن، فلم يعد هناك من حُجة للبقاء خارج الوطن.
فلنعش كما يعيش أهلنا فى الداخل، ولنتلمس همومهم ومشاكلهم ونشعر بها، ونحاول حلّها، وإلا والذى لا إله إلا الله ليستعيض الشعب السورى عن الخارج بأهل الداخل وإنّا لقادرون على قلب الطاولة، وليسرح الائتلاف وكل القوى كيفما تشاء، وتُسحب منها أى شرعية إن بقيت على سباتها، مع أننا لا زلنا نتمسك بهذا الكيان على أن يعمل أو يرحل، وقد آن إشهار الكارت الأحمر، وكفاكم مسخرة المؤتمرات وتبديد الأموال، والعالم الخارجى لا يعترف إلا بالقوّة الحقيقية التى هى على الأرض، وإنا إليكم لمنذرون.. والله أكبر والنصر لشعبنا السورى العظيم.