رئيس التحرير
عصام كامل

لعنة «بسماتك» تصيب مسئولي الآثار.. 20 ديسمبر محاكمة المتهمين بالإهمال في استخراج أكبر تمثال بسوق الخميس.. النيابة: حجم آثار المطرية ضعف معبد الكرنك.. وشاهد: غير مسموح باستخدام الحفار أثناء ا

فيتو

حددت المحكمة التأديبية العليا بمجلس الدولة جلسة 20 ديسمبر الجاري لمحاكمة 4 مسئولين بوزارة الآثار في القضية رقم 332 لسنة 59 قضائية بشأن العثور على تمثال أثري لـ"بسماتك" بسوق الخميس بمنطقة آثار المطرية، باستخدام حفار استخراجه من باطن الأرض والعبث به عقب استخراجه بسبب تركه دون حراسة وعدم تغطيته بالخامات المناسبة والأساليب التقنية المتبعة.


مذكرة النيابة
قالت النيابة في مذكرة التصرف إن القضية تمس حضارة شعب وكيان أمة تنافس الشرق والغرب في حضاراتها وأثارها النادرة، وأكدت أن منطقة المطرية عثر بها على بقايا معابد إخناتون وتحتمس الثالث ورمسيس الثاني وهي منطقة معابد الشمس القديمة بمدينة أون القديمة العاصمة الدينية الأساسية الخاصة بالمعبود "رع" في مصر القديمة والمعابد التي كانت بها من أكبر المعابد في مصر القديمة وبلغ حجمها ضعف معبد الكرنك بمدينة الأقصر.

الجزء الثاني
وأضافت أن الواقعة تخلص بشأن اكتشاف أثري مهم أثناء قيام البعثة المصرية الألمانية المشتركة بالتنقيب عن الآثار بمنطقة آثار المطرية واكتشاف جزئين من تمثال أثري بسوق الخميس بالمطرية يوم الثلاثاء 7 مارس 2017، حيث تم استخراج الجزء الأصغر الذي يمثل التاج وجزء صغير من الوجه والأذن اليمنى ويزن نحو طن ونصف يوم الخميس الموافق 9 مارس بواسطة الحفار،، وقد تم استخراج الجزء الثاني الذي يمثل الجزء العلوي من التمثال ويزن نحو 8 أطنان يوم الإثنين الموافق 13/3/2017 بواسطة فريق متخصص من المتحف المصري الكبير.

حجر الكوارتزيت
وكشفت التحقيقات أن التمثال مصنوع من حجر الكوارتزيت صخري رملي وتم استخراجهم من موقع العمل من تربة طينية مشبعة بالمياه على عمق بلغ 5 أمتار وأن التمثال يبلغ طوله 8 أمتار وهو للملك (بسمتيك) الأول من الأسرة السادسة والعشرين بالدولة الحديثة وحكم 54 عامًا من 664 إلى 610 قبل الميلاد

المناطق الأثرية
وأكدت النيابة الإدارية أن حي المطرية يعد من المناطق الأثرية المهمة التي عثر بداخلها من قبل على بقايا معابد للملك إخناتون والملك تحتمس الثالث والملك رمسيس الثاني حيث كانت تلك "المطرية" منطقة معابد الشمس القديمة هليوبوليس بمدينة أون القديمة التي كانت العاصمة الدينية الأساسية الخاصة بالمعبود "رع" في مصر القديمة وتلك المعابد كانت من أكبر المعابد في مصر القديمة وبلغ كبر حجمها ضعف معبد الكرنك بمدينة الأقصر حيث كانت تلك المنطقة تتميز بضخامة المباني والتماثيل التي كانت تزينه ودقة النقوش وجمالها ثم تعرضت تلك المعابد للتدمير خلال العصور اليونانية الرومانية حيث نقلت العديد من المسلات والتماثيل التي كانت تزينه إلى مدينة الإسكندرية وأوروبا للتزيين واستخدمت أحجار تلك المعابد كمحاجر ثم في العصر القبطي استخدمت تلك المنطقة كمحاجر أيضًا واستخدمت الأحجار في البناء ونقلها إلى أماكن أخرى وأخيرًا في فترة تأسيس القاهرة التاريخية الإسلامية استخدمت تلك الأحجار بكثافة في بناء مدينة القاهرة وأسوارها المحيطة بها.

معابد الشمس
وقالت النيابة الإدارية إن البعثة المصرية الألمانية المشتركة بدأت أعمالها بمنطقة آثار المطرية في غضون عام 2012 إلى أن تم الوصول لعدة اكتشافات أثناء عملية إنقاذ ما تبقى من منطقة معابد الشمس القديمة، وإخراج تسلسل تاريخي للموقع بدءًا من الدولة القديمة والعثور على كسرات فخارية ومجموعة نادرة من أحجار التلاتات المنتمية لتلك المعابد، وكذا توصلت البعثة لتصور حول وجود معابد بالمنطقة كانت تتقدم واجهتها مجموعة من التماثيل الضخمة على جانبي الصرح بعضها واقف والآخر جالس.
استمعت النيابة الإدارية إلى شهادة ديتريش راو كلاوس الخبير الألماني ورئيس الجانب الألماني بالبعثة المصرية الألمانية المشتركة للتنقيب عن الآثار بمنطقة آثار المطرية شهد أنه عمل في أكثر من بعثة للتنقيب عن الآثار بجمهورية مصر العربية منذ عام 1988م حتى الآن وقال إن هدف البعثة المصرية الألمانية المشتركة بمنطقة آثار المطرية هو إنقاذ آخر آثار معبد هليوبوليس والتحري العلمي لتوثيق التاريخ.

واستطرد أنه تم اكتشاف بقايا التمثال الأثري بموقع العمل بسوق الخميس يوم الثلاثاء 7/3/2017 الساعة 8 ص وتم إبلاغ رئيس قطاع الآثار المصرية بوزارة الآثار لإحضار طلمبات شفط مياه لوجود القطعة الأثرية بتربة طينية مشبعة بالمياه مشيرًا إلى أنه يستعين بعمال من منطقة قفط بمحافظة قنا في أعمال التنقيب ويعملون معه منذ عام 1988 ومدربين أبًا عن جد ويشرف عليهم لإستخراج القطعة الأثرية الأولى من باطن الأرض والتي كانت تمثل التاج وجزء من الوجه والأذن اليمنى وتزن نحو طن.
وشهد أنه غير مسموح باستخدام الحفار بموقع التنقيب عن الآثار وذلك سواء للتنقيب أو لاستخراج قطعة أثرية من باطن الأرض وذلك سواء للتنقيب أو لاستخراج قطعة أثرية من باطن الأرض ولكنهم اتخذوا جميع الإجراءات الاحترازية لاستخدامه وتأمين القطعة الأثرية – وأفاد أنه فوجئ بموافقة الجانب المصري على شفط المياه بواسطة السيارات المخصصة لذلك ولم تستخدم سوى لمدة عشر دقائق وقام الفريق المصري حال شفط المياه بربط القطعة الأثرية الثانية والأثقل وزنًا ورفعها بواسطة رافعة.

القطعة الأولى
وأنهى أقواله إن القطعة الأثرية الأولى استخرجت يوم 9/3/2017 كان يجب تغطيتها بالأساليب التقنية وظلت حتى يوم السبت 11/3/2017 معراة ثم تم تغطيتها بالأساليب التقنية وبأحكام وكذا تم استخدام الفرشاة لغسل القطعة الأثرية عقب استخراجها وكانت هناك طرق أفضل من ذلك حيث لا يجوز استخدامها في هذه المرحلة ولكن لم يترتب على تلك الواقعتين أي ضرر على القطعة الأثرية وهذه مسئولية الجانب المصري أعضاء البعثة وعلق على قيام الصبية بالعبث والصعود على القطعة الأثرية بعد استخراجها حتى تغطيتها بإحكام بأن المسئول عن ذلك هو الجانب المصري المنوط بهم حراسة الأثر.

التحقيقات
وأكدت التحقيقات أن المخالفة الأولى تتمثل في استخدام الحفار كأداة لاستخراج القطعة الأثرية الأولى من باطن الأرض بينما المخالفة الثانية تتمثل في عدم توفير الخامات اللازمة المخصصة لتغليف القطعة الأثرية الأولى عقب استخراجها من باطن الأرض يوم الخميس 9/3/2017 وذلك حال اكتشافها يوم الثلاثاء 7/3/2017 حتى تغليفها يوم السبت 11/3/201 وفقًا لأقوال الشهود بالتحقيقات.
 
والمخالفة الثالثة تتمثل في عدم اتخاذ الإجراءات اللازمة لحراسة القطعة الأثرية المستخرجة يوم الخميس 9/3/2017 مما أدى إلى عبث بعض المواطنين والصبية بها والصعود عليها بموقع العمل وفقًا لأقوال الشهود والصور الفوتوغرافية المرفقة وأن المخالفة الرابعة تتمثل في عدم اتخاذ الإجراءات حيال نقل القطع الأثرية المستخرجة سابقًا نواتج حفائر البعثة المصرية الألمانية المشتركة في غضون عام 2017 وتحديدًا من تاريخ بدء عمل البعثة في 15/2/2017 مما كان من شأنه تعريضها للتلف إستنادًا إلى تقرير اللجنة العلمية المشكلة من أساتذة كلية الآثار جامعة القاهرة المؤرخ 15/3/2017.

الإحالة
وانتهت التحقيقات إلى إحالة كل من محمود حسن عفيفي، رئيس قطاع الآثار المصرية بوزارة الآثار وأيمن عشماوي علي، رئيس الإدارة المركزية لآثار الوجه البحري ورئيس البعثة المصرية الألمانية المشتركة للتنقيب عن الآثار بوزارة الآثار وخالد محمد أبو العلا رضوان، مدير منطقة آثار المطرية وعين شمس ونائب رئيس البعثة المصرية الألمانية المشتركة ومحمود سيد محمد حسن، حارس أمن بمنطقة آثار المطرية للمحاكمة.

وتبين أن المتهم الأول وافق على استخدام معدة ثقيلة وهي الحفار لاستخراج القطعة الأثرية من باطن الأرض بمنطقة آثار المطرية يوم الخميس الموافق 9/3/2017 مما كان من شأنه تعريض القطعة الأثرية للضرر.

ولم يتخذ المتهم الثاني الإجراءات حيال توفير الخامات المخصصة لتغليف القطعة الأثرية المستخرجة يوم الخميس الموافق 9/3/2017 رغم اكتشافها يوم الثلاثاء 7/3/2017 وتركها بدون تغليف في العراء بموقع العمل حتى يوم السبت 11/3/2017.

ووافق المتهمان الثاني والثالث على استخدام الحفار لاستخراج القطعة الأثرية من باطن الأرض بمنطقة آثار المطرية يوم الخميس 9/3/2017 مما كان من شأنه تعريض القطعة الأثرية للضرر ولم يتخذا الإجراءات اللازمة حيال حراسة القطعة الأثرية حال استخراجها من باطن الأرض يوم الخميس 9/3/2017 حتى يوم السبت 11/3/2017 حال تغليفها مما ترتب عليه عبث بعض المواطنين والصبية بها والصعود عليها.

الآثار المستخرجة
كما لم يتخذا الإجراءات اللازمة حيال نقل القطع الأثرية المستخرجة سابقًا نواتج حفائر البعثة المصرية الألمانية المشتركة في غضون عام 2017 وإبقائها مكشوفة بموقع العمل مما كان من شأنه تعرضها للتلف.

وأهمل المتهم الرابع في حراسة القطعة الأثرية خلال الوردية الصباحية يوم الجمعة 10/3/2017 بمنطقة آثار المطرية مما ترتب عليه عبث بعض المواطنين بها وصعود بعض الصبية عليها.

وأمرت النيابة الإدارية بتشكيل لجنة مشتركة من العاملين بوزارة الآثار ومحافظة القاهرة لاتخاذ قرار حيال استكمال أعمال البعثة المصرية الألمانية المشتركة للتنقيب عن الآثار بسوق الخميس بمنطقة آثار المطرية ومدى تأثير ذلك على العقارات المجاورة بموقع العمل من عدمه.

الجريدة الرسمية