فرنسا تستعيد دورها على مسرح الشرق الأوسط من جديد
سلطت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية الضوء على الدور المتزايد لفرنسا في الشرق الأوسط، في الوقت الذي تتخذ فيه معظم الدول اتجاها معاديا لأمريكا، بسبب قرارها بشأن القدس، وانشغال بريطانيا وألمانيا بأمورهم الداخلية.
وأوضحت الصحيفة أن قرار ترامب بالاعتراف بالقدس كعاصمة لإسرائيل واعتزامه نقل سفارة بلاده للدولة المحتلة، فتح المجال لظهور بعض الشخصيات والدول وبقوة على المسرح العالمي، ويعتبر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أحدهم، خصوصا في ظل انشغال بريطانيا وألمانيا بسياستهم الداخلية.
ماركون وأزمة القدس
وأضافت أن ماركون سارع لكي يكون له دور ملحوظ في الشرق الأوسط، فقد أجرى مكالمة هاتفية مع ترامب قبل يومين من إعلان ترامب قراره بشأن المدينة المقدسة، لإبلاغه أن فرنسا قلقة من تلك الخطوة، كما أعلن أثناء زيارته للجزائر الأسبوع الماضي أنه يرفض قرار ترامب.
استقرار لبنان
وتابعت أن ماكرون تدخل بنفسه ليعيد الاستقرار للبنان حينما أعلن رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري نيته الاستقالة في نوفمبر الماضي، كما دعا أول أمس خلال الاجتماع الدولي بشأن لبنان أول أمس القوى الخارجية إلى عدم التدخل في شئون لبنان.
أزمة المهاجرين
كما أعلن ماكرون خطة للحد من تدفق المهاجرين لدول أوروبا وإبرم اتفاق مع ليبيا والقادة الأفارقة من أجل السماح بإجلاء المهاجرين الذين يواجهون اعتداءات في معسكرات الاحتجاز، خلال أيام أو أسابيع.
ولفتت الصحيفة الانتباه إلى أن ماكرون يسعى لمساعدة سوريا في إعادة تشكيل سياستها بعد الحرب والقضاء على الميليشيات الإرهابية في سوريا، في الوقت الذي تتردد فيه أمريكا في المشاركة في صنع السياسات بسوريا تاركة المجال لروسيا لكي تقوم بالدور الأكبر فيها.
فرنسا تكتسح
وقارنت الصحيفة بين دور أمريكا المنحاز لإسرائيل بشكل واضح والمرتكز على محاربة تنظيم داعش وعزل إيران ودور فرنسا التي تحاول معالجة المشكلات في الشرق الأوسط.
وأكدت الصحيفة أن ماكرون استطاع الحصول على تفويض من لبنان وسوريا للتدخل في حكم سوريا ولبنان، وكسبت تأييد أغلب الدول السنية الرافضين للسياسة الأمريكية في العراق وسوريا.
وأنهت الصحيفة تقريرها حول ماكرون أن التدخل الفرنسي في أمور الشرق الأوسط ليس بجديد، فهو ممتد من عقود من خلال الاستعمار والحروب العالمية.