«فيتو» تحاور الطيبي عضو الكنيست الإسرائيلي: ترامب تجاوز الخطوط الحمراء
بين ليلة وضحاها، اشتعل الرأي العام العربي والعالمي بالقرار الأحادي الذي اتخذه رئيس الولايات المتحدة الأمريكية، دونالد ترامب، بنقل سفارة أمريكا من تل أبيب إلى القدس لتتحول القدس إلى عاصمة الدولة الإسرائيلية دون اعتبار لمشاعر وموقف مليار ونصف المليار مسلم وعربي.
ويمثل أحمد الطيبي ورفاقه أول خط دفاع ضد توغلات الكيان الصهيوني ضد الشعب الفلسطيني، إذ عمد إلى فضح جرائم الكيان الصهيوني في قلب الكنيست الإسرائيلي وأكثر من محفل دولي دون خوف أو مواربة.
«كنت أعمل في مصنع يطلق عليه اسم مصنع "السيسي للمعلبات" وذلك كان في العطلة الصيفية، كان آنذاك عمري 15 سنة، كانت نقطة التحول في حياتي عندما تأخر أحد العمال الفلسطينيين قليلا في فترة الغداء، وحين حضر انهال عليه المدير الإسرائيلي بالضرب وبدأ في ركله وسبه، فما كان مني إلا أن صرخت في وجه «الخواجة» ليتم صرفي عن العمل ليومين، ومن ثم عدت لأصبح قائدا لعمال أكبر مني سنا.. هكذا يتحدث الدكتور الطيبي، أحد قادة عرب 48 وعضو الكنيست الإسرائيلي عن بدايته في الدفاع عن حقوق الفلسطينيين.
يتحدث الدكتور أحمد الطيبي عن الأحداث الأخيرة التي جرت داخل القدس المحتلة وسمع صداها المشرق والمغرب، قائلا: «هذا القرار يعني أنه إنهاء دور أمريكا كـ"وسيط" لعملية السلام ووضعها في خانة الطرف الذي يقف إلى جانب المُحتل».
رغم أننا طوال السنوات الماضية كنا نُدرك أن أمريكا ليست وسيطًا موضوعيًا وحياديًا، إلا أن هذا القرار الذي يمس مدينة القدس بالذات، أقدس مقدساتنا، هو تجاوز خط أحمر، هذا على الصعيد الدبلوماسي، أما على الصعيد الذاتي العربي والإسلامي فإن ما يقوله ترامب لا يغير شيئًا في موقفنا ونظرتنا واعتبارنا للقدس بكنائسها ومساجدها باقصاها وقيامتها مدينة عربية فلسطينية عاصمة لدولة فلسطين العتيدة.
سيؤثر ذلك القرار على أرض الواقع على حل الدولتين، خاصة أنه يحظى بأغلبية عالمية «نتنياهو وترامب يقتلان هذا الحل باستمرار عملية الاستيطان ولذلك يجب بحث فكرة حل الدولة الواحدة مع حقوق متساوية بين اليهود والعرب وحق تصويت للجميع بشكل ديمقراطي».
قبل أيام كان الواقع الفلسطيني يعج بالأزمات، إلا أن الوضع الراهن فرض توحد القوى في مواجهة الكيان الصهيوني «الفلسطينيون بكافة فصائلهم يرفضون هذا القرار قطعيًا ومصممون على معارضته دبلوماسيًا شعبيا وميدانيًا، وهو ما تابعناه سواء في تصريحات الرئيس محمود عباس ولدى قيادات حماس، والمؤتمر الصحفي الذي عقده وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي، ووزراء خارجية الدول العربية في الجلسة الطارئة التي عقدوها، وبعد هذه المواقف لا بد للمسار الدبلوماسي والخطوات الرسمية أن تضع حدًا لمثل هذه المحاولات لتغيير التاريخ وتشويهه، القدس عربية وهي عاصمة دولة فلسطين».
عمدت الصحف الغربية إلى نشر الشائعات والتلويح بأن قرار ترامب جاء بتطمينات عربية، إلا أن الطيبي لديه رأيا مخالفا: «لا أعتقد أن هناك أي دولة عربية يمكن أن تكون شريكة في مثل هذه المؤامرة على الشعب الفلسطيني وعلى مدينة القدس، فلا أحد قادر أو يجرؤ على ذلك، لأن الشعوب لا ولن ترحم، لكنه بالتأكيد نسقَ بيانه مع نتنياهو بالكامل».
كما اشتغلت الصحف الأجنبية على صك مصطلح جديد يسمى بـ«صفقة القرن»، التي يرى الطيبي أن اسمها الحقيقي «صفعة القرن، لا نعرف بالضبط ماهية تفاصيل هذه الصفقة، لأن ترامب يرفض كشف تفاصيلها لكنها تبدو الآن بعد خطاب ترامب مثل صفعة القرن وليس صفقة القرن».
تعد الأردن واحدة من الدول ذات البعد الإستراتيجي والجغرافي داخل الأراضي الفلسطينية، إذ تملك حق الرعاية الدينية على القدس والمقدسات المتواجدة فيها.. ترى ما مصير هذه الرعاية بعد قرار ترامب؟
«للأردن دور مهم ومركزي كان وما زال، رغم قرار ترامب، لدينا تقدير للدور الأردني في رعاية القدس ومقدساتها، ونحن في لجنة القدس في القائمة المشتركة نتعاون مع الجهات الأردنية أيضا في هذا الخصوص وكذا مع الأوقاف في القدس».
ويطالب عضو الكنيست الإسرائيلي وأحد أكثر قيادات عرب 48 المدافعين عن حقوق الفلسطينيين، بضرورة التصدي الشعبي العربي الواسع وكذا الدبلوماسي حتى يرتقي لمستوى وخطورة خطاب ترامب الذي تبنى الرواية الإسرائيلية والصهيونية بشكل كامل وتبني موقف الاحتلال «يجب على العالم أن يعترف بفلسطين وبالقدس درة التاج وعاصمة بلادي».
ونوجه رسالة شكر
إلى الأزهر الشريف والكنيسة القبطية المصرية لدورهما الواضح والقاطع في دعم القصية
الفلسطينية ورفض القرار الجائر لرئيس الولايات المتحدة الأمريكية دونالد ترامب.
ولد أحمد الطيبي في قرية طيبة الفلسطينية بالضفة الغربية، لأسرة ميسورة الحال، وكان والده يدعم عمله في الإجازات الصيفية حتى يقارع الثقافات المختلفة ويزيد من احتكاكه بالعالم من حوله.
عرف عن «الطيبي» مواقفه القومية المؤيدة للشعب الفلسطيني والقومية العربية، وكان كالشوكة في حلق التنين داخل أروقة الكنيست الإسرائيلي، ووصل الأمر إلى سن قوانين بشكل خاص للرجل واتهموه أنه «وطني فلسطيني».
ويشكل العرب داخل إسرائيل نسبة 21% من إجمالي سكانها البالغ عددهم 8.585 ملايين نسمة، وأظهرت التقارير تزايد عدد المسلمين والعرب بفارق نسبي عن معدل ارتفاع عدد اليهود، حيث بلغت نسبة زيادة المسلمين 2.4%، والعرب 2.2%، بينما بلغ معدل ارتفاع عدد اليهود 1.9%.