رئيس التحرير
عصام كامل

تجارة «المخلفات والخردة» تنتشر في بني سويف.. استثمار شعبي في «النويرة وشرهي والعواونة».. تجار: بدأنا صبيانا ونمتلك مصانع لإعادة تدويرها.. والأهالي: تدار بعشوائية لا تستفيد منها الد

فيتو

في الفترة الأخيرة انتشرت بمركز إهناسيا ببني سويف، تجارة "المخلفات والخردة" بعددًا من قرى المركز، واشتهرت قرى "شرهي والنويرة والعواونة" بهذا النوع من الاستثمار الشعبي، وذاع صيت تجار القري الثلاث بجميع مراكز المحافظة، وتوسع تجارتهم لينشئ بعضهم مصانع للبلاستيك والألومنيوم والحديد، وفتحت تجارة الخردة والخلفات أبواب رزق لمئات الشباب والصبية وانتعشت الحالة الاقتصادية لتلك القري.


شراء الخردة
وفى البداية، التقينا الحاج بكري بدران، صاحب مخزن خردة، قائلا: عملي يتركز على شراء الخردة ويتم فرزها وتصنيفها وبيعها لأن كل قطعة خردة لها زبونها الخاص، موضحًا أن قطعة الأثاث يطلبها التجار وبمجرد وصول قطعة الأثاث يتم بيعها لهم، أما قطع غيار الأجهزة الكهربائية فيكون زبونها فني تصليح هذه الأدوات، أما خردة السيارات فزبونها الميكانيكي أو السمكري وأحيانا نجمع كميات كبيرة من نوع خردة واحد ويتم بيعها للمصانع التي تشتريها وتعيد تدويرها.

رزق من الله
وقال على جابر، تاجر خردة، إنه ورث المهنة عن والده، وأنه قام بتطوير المحل الصغير حتى أصبح يحتوي على العديد من أنواع الخردة، موضحا أن المهنة مهارة وشطارة من التاجر ورزق من الله الذي يوفق في شراء الخردة وبيعها، مشيرا إلى أن هذه التجارة تحتاج إلى محل به مخزن كبير وعمال يتجولون بين الأحياء المختلفة بحثا عن الخردة وعمال آخرين يقومون بالفرز والبيع.

فلسفة الربح
وأوضح أحمد سليمان، تاجر خردة، أن فلسفة الربح الوفير لهذه التجارة تقوم على منطق بسيط هو تحويل سلعة معدومة القيمة لصاحبها إلى عالية القيمة لدى طرف آخر فقد تلجأ ربة المنزل لإلقاء طبق من البلاستيك في القمامة إذا كسر لكنه يمثل قيمة لدى تاجر الخردة الذي يقوم ببيعه لمصانع تدوير البلاستيك التي تطحن الطبق وتحوله لسلعة جديدة.

وقال أيمن عبدالفضيل، سريح بعربة خردة، إنه يستيقظ مبكرًا "مع طلوع الشمس" ويتجمع مع زملائه من السريحة بالعربات الكارو، لننتشر بها في كافة قرى المحافظة، لشراء وجمع كل ما هو قديم، ونعمل بطريقتين نشتري القديم بنظام المقايضة مقابل أواني ألومنيوم أو مصنوعات بلاستيكية، أما الروبابيكيا فندفع فيها مبالغ نقدية أو نبيع مستلزمات لأصحابها.

الروبابيكيا
وأضاف سلامة جبريل، تاجر خردة، أنه يعمل في المهنة وعمره 15 عامًا صبيًا لأحد تجار الخردة حيث كان يتجول معه في القري لشراء الروبابيكيا بواسطة "عربة كارو" عليها ميكروفون صغير بنادي من خلاله لشراء الخردة والمخلفات الحديدية أوالبلاستيكية وأنه ظل يعمل بهذا الشكل لسنوات عديدة تعلم من خلالها كيف يشتري البضائع من الزبون بأقل الأسعار وأحيانا بدون مقابل مادي.

خبرة السنوات
وأشار إلى أنه اكتسب خلال تلك الفترة خبرة في هذه التجارة قائلا: "عرفت الفرق بين السلعة الرديئة والجيدة"، كما تعلم فرز البضاعة بعد أن يأتي بها للمحل حيث عرف قيمة كل قطعة خردة وفيما تستخدم، فضلا عن كيفية بيعها بالأسواق الشعبية، لافتًا إلى أن شراء موتور غسالة قديمة غير صالح للاستخدام يكون بهدف الاستفادة من أسلاك النحاس التي توجد بداخله، وإذا كان الموتور يحتاج بعض التصليح فنقوم بإصلاح العطل ثم يباع ثانية بمبالغ كبيرة.

ثروة قومية
وقال محمود جودة، محاسب أحد الأهالي، إن هذه النوع من التجارة بمثابة ثروة قومية‏، وأحد أهم مصادر الدخل القومي في بعض الدول التي خصصت لها سوقًا للتجارة فيما بينها‏،‏ لكن في مصر الوضع يختلف تمامًا، فالمخلفات والخردة تمثل أزمة نظرًا لعدم وجود خطط سليمة للتصرف فيها‏، ما أدى لانتشار تجارتها ولكن بصورة عشوائية لا تستفيد منها الدولة.
الجريدة الرسمية