رئيس التحرير
عصام كامل

«المستعمل» وسيلة أهالي بني سويف لشراء ملابس الشتاء.. «البالة» ترفع الحرج عن الآباء أمام أطفالهم.. علي: «لو اشتريت من الأباصيري مش هلاقي أكل».. ودلال: «هقول لولادي إن

فيتو

في ظل الارتفاع الكبير لأسعار الملابس الشتوى بمحال مدن ومراكز محافظة بني سويف، اتجه مئات المواطنين إلى محال «المستعمل» التي أصبحت الملاذ الوحيد ليس للفقراء فقط وإنما لغالبية المستويات الاجتماعية، لما يوجد بها من ملابس رخيصة مقارنة بأسعار المحال التي تعرض ملابس أزدادت أسعارها لأكثر من 300% عن المواسم السابقة.


غلاء الأسعار
في البداية قالت مايسة جابر، عاملة بمحكمة بني سويف: «أسعار الملابس الشتوى ارتفعت ثلاثة أضعاف عن العام الماضى على الرغم من كونها نفس المنتجات والخامات، وأن الزيادات أثرت على الجميع، سواء مواطنين أو تجار أو المحال التجارية، وأصبحنا ننتظر عروض المحال التجارية والتصفيات بسبب الغلاء» فلجأنا لمحال «البالة» التي تعرض الملابس «المستعملة» لكونها أرخص كثيرًا عن المحال التجارية المنتشرة بأحياء «الأباصيري والرياضي وأحمد عرابي».

وأضاف على ياسين، موظف بصحة الأسرة، أن المرتب لم يعد يكفى تحمل نفقات الملابس، خاصة الملابس الشتوية، مضيفا: «الملابس أسعارها نار ولو اشتريت هدوم مش هلاقى أكل» ولهذه الأسباب وغيرها أصبحت محال الملابس المستعملة هي الملاذ الأخير لى ولمئات الأسر بالمحافظة.

ارتفاع سعر الدولار
وقال أحمد سيد، تاجر ملابس بمنطقة الجبالي، أن السبب الرئيسى في ارتفاع أسعار الملابس هو ارتفاع سعر الدولار مقابل الجنيه مؤكدا أن التاجر لا يرفع الأسعار من تلقاء نفسه بل إن المصانع التي تقوم بتوريد الملابس للتجار هي التي تتحكم في الأسعار، وأن زيادة الأسعار تضر بالتاجر، حيث تقل الأرباح، في حين أنه مطالب بسداد نفقات شهرية تتمثل في رواتب للعمال وإيجارات المحال وفواتير الكهرباء والمياه.

طقم واحد لكل طفل
وقالت نهي عبدالهادي، طالبة جامعية، إنها اكتفت بشراء طقم واحد لكل طفل من أطفالها نظرا للارتفاع الكبير في أسعار ملابس الأطفال الشتوية، مشيرة إلى أنها فضلت التوجه إلى الأسواق الشعبية ومحال البالة «المستعمل» نظرا لانخفاض أسعارها نسبيًا عن المحال المعروفة.

محال البالة
وأضاف سيد منصور، صاحب محل ملابس، إن إقبال المواطنين على الشراء أصبح ضعيفًا جدًا وأصبحنا ننتظر دخول أي زبون للمحل ونحاول جاهدين إقناعه أن يقوم بشراء ملابسه من داخل المحل بعد الارتفاع الكبير في الأسعار حيث يتراوح سعر البنطلون من ٢٠٠ إلى ٢٥٠ جنيها والسويت شيرت وصل إلى٤٠٠ جنيه بعدما كان بـ٢٥٠ جنيها والجاكت ٥٥٠ جنيها بعدما كان بـ٣٠٠ جنيه، وأكتشفنا أن غالبية الزبائن اتجهو لمحال البالة التي تعرض ملابس بماركات عالية وأسعار أقل كثيرًا مما نعرضه.

وقال أيمن بدوي، موظف بجامعة بني سويف، إن الغلاء الموجود في السوق لن يجعله يقف مكتوف اليدين ويحرم أبناءه من ملابس الشتاء كغيرهم من الأطفال، الأمر الذي دفعه لطلب الحصول على سلفة من عمله على أن يسددها فيما بعد، وحتى يتمكن من شراء الاحتياجات اللازمة من ملابس لأسرته من محال الملابس المستعملة التي تعرض موديلات وماركات معروفة وبأسعار في متناول أيدينا.

كسوة الشتاء
وقالت دلال يونس، عاملة بشركة نظافة: لدى 5 أبناء في مراحل عمرية مختلفة، وارتفاع أسعار الملابس الجديدة وقف عائقًا أمامي لشراء «كسوة الشتاء» لأبنائي، فاتجهت للأسواق الشعبية ومحال البالة «المستعمل» لشراء ملابس أولادي، وأضافت: «تعمدت عدم إحضارهم معي لمحال المستعمل وسأخبرهم بأنها جديدة، حتى لا يشعروا بأنهم أقل من غيرهم».

وخلت مراكز ومدن محافظ بني سويف، من أي معارض لبيع مستلزمات وملابس الشتاء، كوسيلة كان يتبعها المحافظون السابقون من أجل تخفيف العبء على المواطنين ومحاربة الغلاء وجشع بعض التجار.
الجريدة الرسمية