رئيس التحرير
عصام كامل

عوائق سك عملة موحدة بين الدول الأفريقية.. إلغاء الحدود الجمركية وإنشاء منطقة تجارة حرة ضرورة.. غياب البنوك المركزية أبرز العثرات.. وتفاوت الأسعار ومستوى نمو الدول ضمن القائمة

طارق عامر محافظ البنك
طارق عامر محافظ البنك المركزي

في خطوة جديدة من نوعها لتنمية الاقتصاد المصري، وأهمية التواصل الاقتصادي مع الدول الأفريقية، أعلن طارق عامر، محافظ البنك المركزي، خلال تصريحات صحفية، على هامش فعاليات مؤتمر الاستثمار في أفريقيا 2017، أمس الجمعة، أن هناك دراسات لإنشاء عملة موحدة على المستوى الأفريقي، من خلال الرغبة والقدرة على توفير المعلومات ومعرفة مطالب الأسواق الأفريقية.


وتعرض «فيتو» أراء خبراء الاقتصاد حول إنشاء عملة موحدة بين الدول الأفريقية:

إجراءات مسبقة
في البداية، قال الدكتور رشاد عبده، الخبير الاقتصادي، أن مرحلة إنشاء عملة موحدة هي آخر مرحلة من مراحل التعامل الاقتصادي، مشيرًا إلى أن أوروبا قامت بإنشاء عملة موحدة بعد ما يقرب من 20 عاما، وهي ليست بهذه البساطة، موضحًا أن هذه المرحلة تتويج لتكامل اقتصادي تام بين الدول.

وأضاف «عبده» في تصريح لـ«فيتو» إنها لا يمكن تطبيقها إلا إذا تم تنفيذ عدة إجراءات مسبقة، وفي المقدمة إلغاء الحدود الجمركية، وإنشاء منطقة تجارة حرة، حتى نتمكن من تطبيقها بالمستوى المطلوب.

صعوبات
بينما أيد الدكتور فرج عبد الفتاح، أستاذ الاقتصاد، هذه الفكرة، مؤكدًا إنها فكرة جيدة للغاية، ولكن هناك الكثير من الصعوبات التي تقف عائقا أمام تنفيذها على أرض الواقع، أبرزها؛ مستوى الأسعار سيصبح مختلفا، وستكون السلعة الواحدة بأسعار متعددة.

وأضاف «عبد الفتاح» في تصريح لـ«فيتو»، الأمر الثاني الذي سيعيق تنفيذها، صعوبة انتقال السلع من بلد إلى أخرى، موضحًا أن اقتصاد الدول الأفريقية هذه الفترة يحتاج إلى هذا الأمر، بالإضافة إلى أن هذا سيسهم في التواصل مع الدول المختلفة على المستوى الأفريقي.

الدول النامية
وفي نفس السياق، قال الدكتور مختار الشريف، الخبير الاقتصادي، أن فكرة الوحدة النقدية الموحدة بين الدول الأفريقية تحتاج إلى سلسلة من الإجراءات الاقتصادية الفعالة، مشيرًا إلى صعوبة تنفيذها؛ لأن هناك بعض الدول الأفريقية ليس يوجد بها بنوك مركزية.

وأضاف أنه يجب الأخذ في الاعتبار أن هناك درجات نمو اقتصادي لتلك الدول المعروفة على المستوى العالمي بـ «الدول النامية» وتعني أنها ضعيفة اقتصاديًا، وليس لديها الإنتاج القوي، مؤكدًا أن كل اقتصاد أفريقيا يمثل 2 تريليون دولار، وهو رقم صغير للغاية.

وتابع أنه من الممكن أن نقوم بعمل وحدة افتراضية بين الدول، مثل أمريكا في عام 45، لكن وحدة نقدية بين الدول يتم تبادلها صعب للغاية.
الجريدة الرسمية