انتفاضة الأزهر ضد القرار الأمريكي بشأن القدس.. شومان: باطل قانونًا وأمريكا عين الإرهاب..المظاهرات تنطلق عقب الصلاة..الطيب يرفض لقاء نائب ترامب.. يؤكد: لن نخذل أهل القدس
أثار إعلان الرئيس الأمريكى دونالد ترامب أول أمس عن نقل سفارة بلاده إلى القدس، واعتبارها عاصمة للكيان الصهيوني، ردود فعل غاضبة في المجتمعات الإسلامية، وعلى رأسها الأزهر الشريف، الذي بادر باتخاذ العديد من المواقف والخطوات التي أكدت دعمه الكامل للشعب الفلسطيني في استرداد حقه، ورفضه القاطع لقرار الرئيس الأمريكي، ووصفه بأنه بمثابة "إعطاء ممن لا يملك لمن لا يستحق" وشهد اليوم الجمعة العديد من الأحداث الساخنة في هذا الشأن نرصدها في السطور التالية.
خطبة الجمعة
كانت البداية بخطبة الدكتور عباس شومان وكيل الأزهر، الجمعة اليوم من الجامع الأزهر، والتي أكد فيها أن قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بنقل السفارة الأمريكية إلى القدس؛ باطل قانونًا، وأن ترامب ظن أن أمة العرب والمسلمين ماتت، ولكنه واهم هو ومن خلفه، فأمة العرب قد تمرض ولكنها لن تموت.
وأضاف شومان: "بأي حق تعطون أرض الناس وأنتم لا تملكونها، لمن تَسلطوا عليها وزرعوا فيها زرعًا ولا حق لهم فيها، إن القدس عربية إسلامية وإن كره الكارهون، وإن صدرت القرارات في غفلة من أمة مرضت، ولكنها لم تمت، فإننا نوقن بوعد الله ونصره، وأن القدس تعود للمسلمين حرة، وأننا سنشد الرحال إلى الأقصى، إن لم نكن نحن فأبناؤنا وإن لم يكن أبناؤنا فأحفادنا، هذا يقين، ونترقب اليوم الذي يأتي وندعو الله أن ندركه وألا يتأخر علينا كثيرًا بعد أن تمادى المتمادون".
وقال "شومان"، إن أمريكا لطالما ادعت أنها بلد الحريات وحامية الحريات وراعية السلام والساعية إليه، ليأتي إعلان الرئيس الأمريكي أن القدس عاصمة لإسرائيل تكريسا للاحتلال.
وأضاف شومان، أنه ما عاد من حق أمريكا التحدث عن السلام ورعايته، ولا عن السعي لتحقيقه، ولا أعتقد أنه من حقها بعد اليوم الإعلان أو الزعم بأنهم يدافعون عن الناس، ويحاربون الإرهاب والإرهابيين، لأنهم عين الإرهاب"، وشدد وكيل الأزهر، على أن أمريكا لا يمكن أن تكون صديقة لنا.
التظاهرات
وعقب صلاة الجمعة شارك العشرات من المصلين بالجامع الأزهر، في مسيرة للتنديد بقرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بإعلان القدس عاصمة لدولة الاحتلال الإسرائيلي، وردد المشاركون في المسيرة هتافات منها: «بالروح بالدم نفديكِ يا فلسطين»، «القدس عربية»، و«تسقط أمريكا».
شاهد أيضًا:
27 صورة ترصد تظاهرات الغضب ضد أمريكا بالجامع الأزهر
موقف مساند
وعقب ذلك أصدر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر بيانا، معلنا التضامن مع سكان مدينة بيت المقدس في انتفاضتهم ضد قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بنقل سفارة بلاده في الكيان الصهيوني إلى القدس.
وأكد الطيب أن القدس هي عاصمة الدولة الفلسطينية المحتلة من قبل كيان الاحتلال الصهيوني الغاصب، ولن تكون غير ذلك، وأي تحرك يناقض ذلك مرفوض وستكون له عواقبه الوخيمة.
وحذر من خطورة الإصرار على التمسك بقرار الرئيس الأمريكي الذي وصفه بالباطل وأنه يشعل نار الكراهية في قلوب كل المسلمين وقلوب كل محبي السلام في العالم ويشكل تهديدًا خطيرًا للسلم والأمن الدوليين.
وأقرأ ايضًا:
شيخ الأزهر لـ«أهالي القدس»: نحن معكم ولن نخذلكم
موقف تاريخى
ومنذ قليل أعلن الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، رفضه القاطع طلبا رسميا للقاء نائب الرئيس الأمريكي مايك بينس، 20 ديسمبر الجاري.
ويأتي ذلك في إطار موقف الطيب الثابت تجاه قرار الإدارة الأمريكية الباطل بإعلان القدس عاصمة لكيان الاحتلال الصهيوني ونقل السفارة الأمريكية للقدس في تحدٍ مستفز لمشاعر المسلمين حول العالم.
وكانت السفارة الأمريكية بالقاهرة تقدمت بطلب رسمي قبل أسبوع، لترتيب لقاء لنائب الرئيس الأمريكي مع الإمام الأكبر بمشيخة الأزهر الشريف، خلال زيارته للمنطقة، ووافق الطيب في حينها، إلا أنه بعد القرار الأمريكي المجحف والظالم بشأن مدينة القدس، أعلن شيخ الأزهر رفضه لهذا اللقاء، مؤكدا أن الأزهر لا يمكن أن يجلس مع من يزيفون التاريخ ويسلبون حقوق الشعوب ويعتدون على مقدساتهم.
وأضاف شيخ الأزهر: كيف لي أن أجلس مع من منحوا ما لا يملكون لمن لا يستحقون، ويجب على الرئيس الأمريكي التراجع فورا عن هذا القرار الباطل شرعا وقانونا.
المسئولية الكاملة
وحمل شيخ الأزهر الرئيس الأمريكي وإدارته المسئولية الكاملة عن اشتعال الكراهية في قلوب المسلمين وكل محبي السلام في العالم، وإهدار كل القيم والمبادئ الديمقراطية ومبادئ العدل والسلام التي يحرص عليها الشعب الأمريكي، وكل الشعوب المحبة للسلام وتحميل الرئيس الأمريكي تبعات نشر الكراهية التي يعمل الأزهر الشريف ليل نهار على محاربتها ويسعى لنشر التسامح والمحبة بين كل الناس وخاصة تجاه الشعب الأمريكي.