الإخوان وعيون بريطانيا!
خرج علينا أخيرًا وزير خارجية بريطانيا ليعلمنا أن بلاده تحتاج أن تكون عيونها مفتوحة على الإخوان لأن بعض جهات تابعة لجماعتهم تغض الطرف عن الأعمال الإرهابية!، ياه، بعد كل هذا التورط الإخواني في ممارسة العنف داخل وخارج مصر، وبعد انكشاف علاقة جماعة الإخوان بالعديد من تنظيمات الإرهاب في العالم نظرا لارتباطها معها في ذات الأيديولوجية، أيديولوجية التكفير والتطرف والعنف، لا تجد بريطانيا التي ذاقت مرارة طعم الإرهاب مؤخرا سوى مجرد أن تفتح عينيها فقط على الإخوان، أي مجرد أن تأخذ حذرها منهم فقط، لا أن تحمي نفسها وغيرها من شرورهم بالكف عن احتضانهم واستضافتها وتقديم الملاذ الآمن لهم والسماح لهم بجمع التبرعات وممارسة كل ما يبغون من أنشطة معادية لدول أخرى تأتى مصر في مقدمتها.
أن ما يقوله وزير الخارجية البريطاني يشبه قول رجل اكتشف أفعى في منزله فقال لأفراد أسرته نحن نحتاج أن تكون عيوننا مفتوحة على هذه الأفعى حتى لا تلدغ أحدا منا، وذلك بدلا من أن يقول لهم هيا نهب جميعا لنقضي على هذه الأفعى حماية لأنفسنا منها، وهذا يعنى أن هذه الأفعى الإخوانية سوف تظل تهدد بريطانيا مثلما تهدد دولا أخرى غيرها.
وهذا الموقف البريطاني أمر غريب ومثير للدهشة والعجب، ويشبه موقف أمريكا التي تتحدث عن خطر الإرهاب وضرورة محاربته، وفى ذات الوقت تحتضن الدول التي ترعى الإرهاب وتدعم وتساند الإرهابيين، بل تطالبوا الآن بعدم مقاطعتها مثلما هو حادث مع قطر، لكن تختفى الدهشة ويذهب التعجب عندما نذكر أنفسنا أن كل من أمريكا وقبلها بريطانيا هما من اخترع الإرهاب في العالم كله وليس في منطقتنا وحدها.