رئيس التحرير
عصام كامل

خطة الآثار لإنقاذ مزارات قلعة صلاح الدين.. ترميم وتطوير منطقة باب العزب.. البدء في استكشاف وحفر بئر يوسف.. درء الخطورة عن المباني وإزالة القمامة من المنطقة المحيطة الأبرز

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

اتجهت وزارة الآثار إلى إنقاذ جميع المناطق الأثرية، وإعادتها إلى صورتها الأولى، وخصوصا المناطق التي تشهد إقبالا سياحيا كبيرا، مثل قلعة صلاح الدين الأيوبي، التي تعاني مناطق كثيرة جدا بها من الإهمال والاحتياج الشديد إلى الترميم، وإعادة الإحياء مرة أخرى؛ لتكون مقصدا سياحيا للزوار المصريين والأجانب؛ لكون هذه المناطق تحكي فترات زمنية تاريخية، وشهدت العديد من الوقائع الشهيرة والتي ذكرت في التاريخ مثل مذبحة القلعة الشهيرة التي وقعت بالقرب من باب العزب بالقلعة.


ترميم باب العزب
وافقت اللجنة الدائمة للآثار الإسلامية والقبطية على البدء في مشروع متكامل لدرء الخطورة عن المباني الأثرية، بمنطقة باب العزب بقلعة صلاح الدين الأيوبي.

يأتي هذا المشروع ضمن سلسلة مشاريع الترميم والتطوير التي ستبدأ فيها الوزارة في منطقة القاهرة التاريخية خلال الفترة القليلة المقبلة.

وأوضح محمد عبد العزيز مدير عام مشروع القاهرة التاريخية، أن المشروع سيتم تمويله بمنحة من مركز البحوث الأمريكي، مضيفًا أن المشروع يتضمن ثلاثة محاور رئيسية: أولها مشروع حفظ مؤقت ودرء الخطورة عن المباني الموجودة عن طريق إزالة القمامة من المنطقة المحيطة وعزل الأرضيات مع إجراء بعض الترميمات الطفيفة على ضفتي باب العزب، وصيانة أحجار الحوائط؛ لوقف تآكلها لحين البدء في مشروع ترميم متكامل لها.

هذا بالإضافة إلى إجراء الإصلاحات اللازمة على العناصر الخشبية كالمشربيات والأبواب والنوافذ، وكذلك إصلاح بعض العناصر الحجرية والجصية.

وأشار عبد العزيز، إلى أن المحور الثاني يتضمن إعداد مشاريع ترميم متكاملة ومفصلة لباب العزب وثلاثة مباني حوله والساحة والسلالم الخارجية للباب، بحيث يشمل أيضا توثيق تاريخي وأثري كامل للمباني الأثرية بالمنطقة، وهي باب العزب والسلالم ومنحدر النقل، والتي تعود لعصر الوالي محمد على باشا، والمبنى الهيكلي للباب الشمالي من القرن التاسع عشر، والساحة والدرج، ومبنى هيكلي من عصر الخديوي إسماعيل.

والمحور الثالث للمشروع يشمل إقامة ورش عمل وندوات لإعداد خطة الحفاظ على تلك المباني بما يضمن صيانتها بصورة دورية، كما هو متبع في كافة المشاريع التي تتم بمنطقة القاهرة التاريخية، وذلك عن طريق تكوين مجموعة من الكوادر الشابة من الأثريين والمرممين والمعماريين وخاصة قاطني المنطقة؛ ليكونوا قادرين على تحقيق الهدف المرجو من المشروع بما يضمن الحفاظ على المنطقة وصيانتها وإعادة توظيفها.

باب العزب
باب العزب هو أحد أبواب قلعة صلاح الدين ويطل على مدرسة السلطان حسن ومسجد الرفاعي ويعتبر من أضخم وأجمل المنشآت الإسلامية بالقاهرة، فهو يشبه في تكوينه بابي الفتوح وزويلة، بحيث يتكون من برجين كبيرين مستطيلين، لهما واجهة مستديرة أعلى كل منهما غرفة وبينهما توجد سقاطة استخدمت لإلقاء الزيوت المغلية على الأعداء، الذين يحاولون اقتحام البوابة عنوة.

ترميم بئر يوسف واكتشاف ما بداخله
تبدأ بعثة أثرية مصرية من وزارة الآثار خلال الأيام القليلة المقبلة أعمال الحفر الأثري في منطقة بئر يوسف الموجودة بقلعة صلاح الدين الأيوبي.

وشدد الدكتور مصطفى وزيري الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، على ضرورة الانتهاء من أعمال الترميم التي تتم بالقلعة على وجه السرعة، وافتتاح المزارات الأثرية المغلقة بها.

وأشار "وزيري" إلى أن موافقته على إجراء أعمال الحفائر ببئر يوسف، جاءت من منطلق ثقته في أن تسفر عن العديد من الاكتشافات المهمة بالموقع، مؤكدًا أن الوزارة سوف توفر التمويل اللازم، وتذليل كافة العقبات التي من الممكن أن تواجه سير الأعمال، بما يضمن إتمامها على الوجه الأمثل.

هذا ويقع البئر في الجهة الجنوبية من مسجد محمد بن قلاوون بالقلعة، ويتم الوصول له عن طريق فتحة باب في ناحيته الجنوبية الشرقية، يفضي إلى قبو أجر وسلم حلزوني منحوت بالصخر والبئر عبارة عن ثلاث طبقات يلتف حولها سلم حلزوني، يضيق في الطبقة السفلى عنه في الطبقة الوسطى وبالبئر ساقيتان؛ واحدة في الطبقة السفلية، تستخدم لرفع الماء للطبقة الوسطى، بواسطة قواديس تدار بالدواب، وقد أمر ببنائه وأنشأه صلاح الدين الأيوبي، حيث أمر وزيره بهاء الدين قراقوش بنحت هذا البئر في الصخر؛ لأخذ المياه منه وقت الحصار.

المتحف الحربي
وتواصل وزارة الآثار أعمال تطوير وترميم المتحف الحربي وتطوير المنطقة المحيطة به، من خلال رفع كافة المخلفات الناتجة عن تهذيب الأشجار في الساحة التي تتقدم المتحف؛ لإظهار روعة وجمال العمارة الإسلامية له.

وقال جمال مصطفى مدير عام آثار القلعة، إن المتحف الحربي يشغل مبنى قصر الحريم بالقلعة، والذي بناه محمد علي باشا؛ ليكون سكنًا له ولأسرته وحريمه سنة 1827م/ 1243هـ بقلعة الجبل.

وأضاف جمال مصطفى، أنه تم الموافقة على تقليم أغلب الأشجار التي تعوق رؤية واجهة القصر، الأمر الذي نتج عنه كميات كبيرة من المخلفات الزراعية تم نقلها على مراحل.
الجريدة الرسمية