«فلسطينيو أمريكا» .. كيف تعيش في كنف أناس يكتبون شهادة وفاتك
كانت شمس الظهيرة تسطع في أجواء حديقة جامعة "نيويورك" بالولايات المتحدة، حينما توجه الغزاوي "جهاد أبو سليم" منها إلى إحدى قاعات الجامعة لإلقاء محاضرة حول تاريخ الفكر الفلسطيني قبيل نكبة 1948.
المقاعد مكتظة بالطلاب العرب والأمريكان، يقف هو وسطهم في زهو وهو يملي عليهم تاريخ كادت السنين أن تمحوه بفعل قوى ضبابية لا تعرف ماذا يعني أن تتمسك بجذورها حتى الرمق الأخير.
كانت فرحته بالأعداد الجالسة أمامه ومشارفته على الانتهاء من "ماجستيره"، ناقصة همه وحلمه الفلسطيني كان أكبر من مجرد محاضرة وانتهاء يوم عمل، ثم العودة إلى المنزل القائم بإحدى ضواحي نيويورك.
"أنا هنا بأمريكا منذ 2013، أصلي غزاوي، وأدرس تاريخ الفكر الفلسطيني عقب النكبة"، "كنت ألقي المحاضرة وبالي في البيت الأبيض وما سيخرج منه بعد دقائق قليلة سيصيب عقولنا حتما بالشلل"، انتهت المحاضرة وانتهى الخطاب، هوت صروح الأمل التي كان يقف فوقها جهاد يلقي تاريخ وطنه المسلوب، "لم يجد أمامه إلا تويتر ليتابع الخطاب من خلاله أثناء المحاضرة"، قائلا: "كنت أتوقعه وتوقعناه جميعا، ولكن بصراحة لم أكن أتوقع أن يقدم على خطوة القدس بهذا الشكل الاعتباطي المفاجئ".
باختلاف الوضع في فلسطين، الحياة الفلسطينية بالولايات المتحدة، تبدأ مرحلة جديدة، تخط بيد أبطالها ملامح جديدة قد يصبح فيها كل فلسطيني بالداخل الأمريكي مفاوض وباحث ورسول يحمل رسالة وطنه ولوائه في دولة أرادت أن تمحوه تماما من فوق الخريطة.
يقول جهاد: "الفلسطينيون في الولايات المتحدة سواء كجاليات أو كمقيمين يجب أن يستمروا في الانخراط في الحيز السياسي وأن يبنوا مزيد من القوة والتأثير عبر العمل والتحالف مع القوى والتيارات السياسية المناهضة لترامب (الأقليات، حركات النضال من أجل الحقوق المدنية، الحركات النسوية، النقابات) وذلك من أجل مواجهة النفوذ الصهيوني المتحالف مع الحزب الجمهوري وترامب"، فالخلفية السياسية لأبو سليم وزملائه تحتم عليهم، أن يكونوا جماعات ضغط داخل المجتمع الأمريكي، تكون في المستقبل بمثابة القوى الناعمة المتوغلة في القلب الأمريكي، "أرى أننا لا يجب أن نترك أمريكا بأي حال، نحن هنا وهناك وفي كل مكان، نسيج وشعب لا يمكن لقرارات هوجاء أن ترعبه".
طاهر حرز الله: لم أر فلسطينا في عمري.. وحزنت على ضياع القدس
من قال إن فلسطين أرض وزرع وحجارة؟!، فلسطين فكرة وحلم وجين وراثي عصي على الطمس والنسيان، فليس شرطا على الإطلاق أن يحيا فلسطيني الهوية بالخليل أو الضفة أو غزة، ليقول للعالم "أنا فلسطيني"، فطاهر حرز الله، الشاب الغزاوي الذي يبلغ من العمر 28 عاما، لم تر عيناه أرض فلسطين إلا من خلال الصحف والتلفاز، قال: "أنا ما عشت يوما واحد بفلسطين، عمري كله قضيته في أمريكا، بعدما هُجرت أسرتي وانتقلت لبلدان عديدة حتى استقرت في واشنطن".
لكنه عقب الخطاب التاريخي مساء الأربعاء، شعر كأنه لم يترك أرض القدس منذ اللحظة الأولى من عمره، نسي "منفاه الاختياري" حينها عبرت روحه الأطلسي نافذة إلى القلب الفلسطيني، "كنا نتابع القرار وتداعيته لحظة بلحظة، وبعدها انطلقت المسيرات تجوب شوارع شيكاغو ونيويورك وكاليفورنيا وغيرها من الولايات".
عمل طاهر في مؤسسة "حركة الشباب الفلسطيني المسلم بأمريكا" التي تضم عدة مقار في نحو خمس ولايات، منذ سبع سنوات، دفعه إلى الاشتراك منذ اللحظة الأولى في رسم خارطة طريق فلسطينيي أمريكا للفترة المقبلة، القدس خط أحمر بالنسبة إلنا.
أنا بشتغل من 7 سنوات، بخدم مع مؤسسة فلسطينية تسمى حركة الشباب الفلسطيني الإسلامي بأمريكا، المؤسسة لها عدة أفرع في خمس ولايات بأمريكا، نحنا كمؤسسة نعارض هذا الخطاب، هذا خط أحمر بالنسبة لنا، أمس طلعنا في مؤتمر صحفي أعلنا احتجاجنا على هذا القرار، وسنستمر في هذا العمل المعارض لهذه القرارات الاستفزازية حتى لو أدى الأمر لطردنا من البلاد.
لم يفاجئ طاهر وزملاؤه في المؤسسة حينما كانوا يتابعون القرار من داخل المقر بواشنطن، لكنهم اتخذوا خطوات استباقية، نددوا ودعوا لمؤتمر صحفي وحشدوا الجالية الفلسطينية في كافة الولايات استعداد للخروج في مسيرة تبدأ عقب انتهاء الخطاب وتستمر بشكل يومي، "إحنا نظمنا مظاهرات في كل أنحاء أمريكا في نيويورك وكاليفورنيا وشيكاغو، أعتقد إحنا جاليتنا الآن في مرحلة إعادة تفكير ماذا ستكون سياستنا تجاه السياسة الأمريكية.
تابع: نحن دورنا هنا النضال السياسي والاجتماعي والديني من أجل القضية في وطن يمحو معالمها"، حرز الله الذي يعمل متحدثا رسميا باسم المنظمة، يرى أن العبء الأكبر يقع على فلسطينيي الولايات المتحدة، "هناك من يريدون العودة إلى فلسطين، وآخرون يعتصمون بالشوارع، الوضع ملتهب وشعور الكراهية يتفاقم أكثر وأكثر، ما في شيء أصعب من أنك تعيش في كنف أشخاص يكتبون شهادة وفاتك وأنت على قيد الحياة!"، "لكننا سنضغط من خلال المؤسسة على أعضاء الحزب الجمهوري وسنستميل القوى المناهضة للقرار في صفوفنا، وهذه هي الخطوة التالية".
باختلاف الوضع في فلسطين، الحياة الفلسطينية بالولايات المتحدة، تبدأ مرحلة جديدة، تخط بيد أبطالها ملامح جديدة قد يصبح فيها كل فلسطيني بالداخل الأمريكي مفاوض وباحث ورسول يحمل رسالة وطنه ولوائه في دولة أرادت أن تمحوه تماما من فوق الخريطة.
يقول جهاد: "الفلسطينيون في الولايات المتحدة سواء كجاليات أو كمقيمين يجب أن يستمروا في الانخراط في الحيز السياسي وأن يبنوا مزيد من القوة والتأثير عبر العمل والتحالف مع القوى والتيارات السياسية المناهضة لترامب (الأقليات، حركات النضال من أجل الحقوق المدنية، الحركات النسوية، النقابات) وذلك من أجل مواجهة النفوذ الصهيوني المتحالف مع الحزب الجمهوري وترامب"، فالخلفية السياسية لأبو سليم وزملائه تحتم عليهم، أن يكونوا جماعات ضغط داخل المجتمع الأمريكي، تكون في المستقبل بمثابة القوى الناعمة المتوغلة في القلب الأمريكي، "أرى أننا لا يجب أن نترك أمريكا بأي حال، نحن هنا وهناك وفي كل مكان، نسيج وشعب لا يمكن لقرارات هوجاء أن ترعبه".
طاهر حرز الله: لم أر فلسطينا في عمري.. وحزنت على ضياع القدس
من قال إن فلسطين أرض وزرع وحجارة؟!، فلسطين فكرة وحلم وجين وراثي عصي على الطمس والنسيان، فليس شرطا على الإطلاق أن يحيا فلسطيني الهوية بالخليل أو الضفة أو غزة، ليقول للعالم "أنا فلسطيني"، فطاهر حرز الله، الشاب الغزاوي الذي يبلغ من العمر 28 عاما، لم تر عيناه أرض فلسطين إلا من خلال الصحف والتلفاز، قال: "أنا ما عشت يوما واحد بفلسطين، عمري كله قضيته في أمريكا، بعدما هُجرت أسرتي وانتقلت لبلدان عديدة حتى استقرت في واشنطن".
لكنه عقب الخطاب التاريخي مساء الأربعاء، شعر كأنه لم يترك أرض القدس منذ اللحظة الأولى من عمره، نسي "منفاه الاختياري" حينها عبرت روحه الأطلسي نافذة إلى القلب الفلسطيني، "كنا نتابع القرار وتداعيته لحظة بلحظة، وبعدها انطلقت المسيرات تجوب شوارع شيكاغو ونيويورك وكاليفورنيا وغيرها من الولايات".
عمل طاهر في مؤسسة "حركة الشباب الفلسطيني المسلم بأمريكا" التي تضم عدة مقار في نحو خمس ولايات، منذ سبع سنوات، دفعه إلى الاشتراك منذ اللحظة الأولى في رسم خارطة طريق فلسطينيي أمريكا للفترة المقبلة، القدس خط أحمر بالنسبة إلنا.
أنا بشتغل من 7 سنوات، بخدم مع مؤسسة فلسطينية تسمى حركة الشباب الفلسطيني الإسلامي بأمريكا، المؤسسة لها عدة أفرع في خمس ولايات بأمريكا، نحنا كمؤسسة نعارض هذا الخطاب، هذا خط أحمر بالنسبة لنا، أمس طلعنا في مؤتمر صحفي أعلنا احتجاجنا على هذا القرار، وسنستمر في هذا العمل المعارض لهذه القرارات الاستفزازية حتى لو أدى الأمر لطردنا من البلاد.
لم يفاجئ طاهر وزملاؤه في المؤسسة حينما كانوا يتابعون القرار من داخل المقر بواشنطن، لكنهم اتخذوا خطوات استباقية، نددوا ودعوا لمؤتمر صحفي وحشدوا الجالية الفلسطينية في كافة الولايات استعداد للخروج في مسيرة تبدأ عقب انتهاء الخطاب وتستمر بشكل يومي، "إحنا نظمنا مظاهرات في كل أنحاء أمريكا في نيويورك وكاليفورنيا وشيكاغو، أعتقد إحنا جاليتنا الآن في مرحلة إعادة تفكير ماذا ستكون سياستنا تجاه السياسة الأمريكية.
تابع: نحن دورنا هنا النضال السياسي والاجتماعي والديني من أجل القضية في وطن يمحو معالمها"، حرز الله الذي يعمل متحدثا رسميا باسم المنظمة، يرى أن العبء الأكبر يقع على فلسطينيي الولايات المتحدة، "هناك من يريدون العودة إلى فلسطين، وآخرون يعتصمون بالشوارع، الوضع ملتهب وشعور الكراهية يتفاقم أكثر وأكثر، ما في شيء أصعب من أنك تعيش في كنف أشخاص يكتبون شهادة وفاتك وأنت على قيد الحياة!"، "لكننا سنضغط من خلال المؤسسة على أعضاء الحزب الجمهوري وسنستميل القوى المناهضة للقرار في صفوفنا، وهذه هي الخطوة التالية".