تفاصيل مؤتمر «عربية النواب» حول نقل سفارة أمريكا للقدس.. دعوة لعقد قمة طارئة لقادة العرب.. اللجنة تؤكد أن القدس الشرقية عاصمة فلسطين.. وتصف قرار ترامب بأنه دعم للاحتلال
قال سعد الجمال، رئيس لجنة الشئون العربية بمجلس النواب، إن القرار الأمريكي بنقل السفارة الأمريكية للقدس، يسقط الأقنعة ويجرد أمريكا من أي مصداقية، ودعا القادة العرب لعقد قمة طارئة لاتخاذ موقف موحد وحازم تجاه ما تتعرض له فلسطين ومقدساتها.
وأضاف الجمال في مؤتمر صحفي عقده اليوم الخميس، أن أي ادعاءات ساقها الرئيس الأمريكي بأنه مستمر في عملية السلام وحل الدولتين عارية من الحقيقة لا سيما أنه بقراره كرس انحيازه للطرف الصهيوني.
٧ توصيات
وأعلن عن ٧ توصيات لمواجهة الموقف الأمريكي بعد إعلان الرئيس دونالد ترامب، بنقل سفارة واشنطن إلى القدس واعتبارها عاصمة لإسرائيل، وفي مقدمتها الاتصال الفوري بكافة الدول العربية التي لديها تمثيل مقيم في الكيان الصهيوني ومطالبتها بالالتزام بقرارات الشرعية الدولية ومجلس الأمن واعتبار القرار الأمريكي الأحادي "غير ملزم" لأي دولة، مع التمسك بعدم نقل سفاراتها من تل أبيب وعدم الاستجابة للطلب الإسرائيلي بنقل سفاراتهم للقدس.
مجلس الأمن
وأضاف الجمال، لا بد من التأكيد على الأمم المتحدة في اجتماع الجمعة المقبل بمجلس الأمن، بناء على طلب مصر و7 دول أعضاء بالمجلس، بأهمية القرارات الشرعية الدولية في حل المشكلة الفلسطينية، خاصة وضع القدس والتأكيد على حل الدولتين وإقامة دولة فلسطينية، وعاصمتها القدس الشرقية.
الإدانة
وشدد الجمال، على تأكيد كافة الدول العربية التي قد يزورها نائب الرئيس الأمريكي قريبًا لعرض وجه النظر الأمريكية لهذا الموضوع، على موقفهم الثابت والمعبر عنه من خلال المبادرة العربية ورفض القرار الأمريكي وإدانته جملًا وتفصيلًا، وإيضاح مدى خطورته على الأمن والاستقرار بالمنطقة، واحتمالات جرها إلى حرب دينية.
المصالح الأمريكية
وأكد الجمال، على أهمية إبلاغ الولايات المتحدة بشكل واضح أن مصالحها الاقتصادية والسياسية والأمنية ستتأثر سلبًا، بهذا القرار، وحال استمرار الولايات المتحدة في موقفها وتعنتها بعدم سحب هذا القرار على الدول العربية الوقوف بحزم ووضوح بجانب جميع الخيارات المقترحة أمام الشعب الفلسطيني.
ولفت الجمال، إلى أهمية التأكيد على عدم إعطاء الولايات المتحدة أي دور أساسي في حل المشكلة الفلسطينية والتمسك بأن يكون الحل دوليًا من خلال الأمم المتحدة، مشددا على ضرورة توحد الفصائل الفلسطينية في كيان واحد، وتقديم الدول العربية كافة وسائل الدعم.
وقال الجمال خلال المؤتمر الصحفي، إن القرار به تحد صارخ للمجتمع الدولي وللأمتين العربية والإسلامية وضربًا بعرض الحائط للشرعية الدولية.
تكريس للاحتلال
ولفت إلى أنه رغم كل التحذيرات التي أطلقتها اللجنة للإدارة الأمريكية بشأن ما سبق الإعلان عن نيتها إصدار مثل هذا القرار يعد تكريسا للاحتلال ومخالفة لكافة قواعد الشرعية الدولية وقرارات مجلس الأمن بل تدمير لعملية السلام برمتها وما واكب ذلك من تحذيرات صدرت من جامعة الدول العربية ومن عدد كبير من رؤساء وملوك الأمة العربية بخطورة تلك الخطوة إلا أن صدور هذا القرار يؤكد أن هناك إصرارا ونية مبيتة من الإدارة الأمريكية والرئيس الأمريكي على إصداره.
وتابع قائلا: إذا كان الرؤساء الأمريكيون السابقون قد أحجموا عن الإقدام على تلك الخطوة الخطيرة إلا أن هذه الإدارة الأمريكية يبدوا أنها قد استهانت بردود أفعال الأمة العربية واستفزاز مشاعر المسلمين والمسيحيين في سائر أنحاء العالم، وضربت عرض الحائط بقرارات المجتمع الدولي.
سقوط الأقنعة
وأشار إلى أن تقديرات الرئيس الأمريكي لم تضع حسابًا للشعوب العربية والإسلامية التي ستنتفض وأولها الشعب الفلسطيني ضد هذا القرار الجائر ولما قد يحدث من توترات وعنف وأعمال عدائية في المنطقة.
وأضاف أن المساندة والدعم الأمريكي المستمر للمحتل الصهيوني غير خافية على أحد لكن يأتي هذا القرار ليسقط كافة الأقنعة ويفضح الانحياز الذي يجرد أمريكا من أي مصداقية ويلغي أي دور أمريكي راعي للسلام في الشرق الأوسط.
رمز تاريخي
وأشار إلى أن القدس ليست مجرد عاصمة أو مدينة عادية بل هي رمز تاريخي وديني ليس فقط للمسلمين وحدهم بل وللمسيحيين أيضًا وبنفس القدر والمساس بها سيكون له أخطر العواقب، فضلًا عن أنها أحد أهم الموضوعات المطروحة على طاولة المفاوضات في الحل النهائي في عملية السلام كما أن فيه مكافأة للمعتدي المحتل على عدوانه السافر ضد الشعب الفلسطيني وتقديمه القدس هدية للإسرائيليين، كما تتضمن التضحية بمصالح الشعب الأمريكي في الوطن العربي والإسلامي.
إجراءات قانونية
وطالب سعد الجمال كلا من الجامعة العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي والبرلمان العربي الذين سيعقدون اجتماعات منفصلة الأسبوع المقبل بالاطلاع بمسئوليتهم تجاه هذا القرار واتخاذ كافة الإجراءات القانونية والسياسية والدبلوماسية والاقتصادية والثقافية تجاه الولايات المتحدة ودعوة العالم الحر في سائر قارات العالم، لأن ينضم إليهم في تلك الإجراءات.
وقال الجمال إن هذا القرار قد أثار حفيظة العالم أجمع من بابا الفاتيكان إلى الأزهر إلى بابا الكنيسة الأرثوذكية المصرية إلى الاتحاد الأوروبي وإلى أمين عام الأمم المتحدة.
وتابع أن مصر قيادة وشعبًا تظل وفية لمبادئها في تأييد ودعم القضية الفلسطينية باعتبارها القضية الجوهرية للنزاع في الشرق الأوسط وما قدمته وتقدمه من تضحيات جسام لن تتخلى أبدًا عن دورها حتى تعود كافة الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني.
وعد بلفور
وقال الجمال إن أي ادعاءات ساقها الرئيس الأمريكي أنه مستمر في رعاية عملية السلام وصولًا لحل الدولتين هي ادعاءات عارية من الحقيقة بعد أن كرس انحيازه السافر للطرف الصهيوني.
وأشار إلى أن موقف الولايات المتحدة من خلال إعلان الرئيس الأمريكي اعتبار القدس عاصمة لإسرائيل إنما يسير على خطى وعد بلفور في حل مشكلات الدول الأوروبية على حساب الشعب الفلسطيني والعربي، وبالتالي فإن الرئيس الأمريكي يعطي ما لا يملك لمن لا يستحق ويريد حل مشاكله الداخلية على حساب الشعب الفلسطيني والعربي.