ترامب والقرارات المنفردة!

كل التقارير التي جاءتنا من أمريكا اتفقت على أن الرئيس الأمريكى اتخذ قرار الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة الأمريكية إليها بشكل منفرد، بل ورغم معارضة معظم أعضاء إدارته، والمؤسسات الأمريكية التي حذرته من اتخاذ مثل هذا القرار، وتداعياته الخطيرة التي ستصيب الولايات المتحدة وليس الفلسطينيين فقط، أو حتى منطقتنا كلها.

والملفت للانتباه أن أحدا من الذين يتشدقون بالديمقراطية، ويعتبرون أنفسهم حراسا عليها لم بتوقف عند ذلك الأمر، أي انفراد رئيس الولايات المتحدة بقرارات سياسية مهمة على هذا النحو، رغم أن كثيرين في بلده، بل داخل إدارته حذروه من اتخاذها، مثلما حذره عدد كبير من البلاد العربية والأوروبية والصين وروسيا، وكل حلفائه أيضا.

وهكذا رئيس أكبر دولة تقدم نفسها على أنها حارس الديمقراطية في العالم، ينفذ ما هو شخصيا مقتنع به دون اكتراث أو اهتمام بتحذيرات حتى مستشاريه وأركان حكومته، وأنا أطالب هنا مثلما يفعل غيرى منظمات وجمعيات حقوق الإنسان المصرية بأن تنتقد ذلك الأمر لأنها لن تفعل، وإنما أنا ألفت فقط الانتباه إلى أن الديمقراطية حتى في أمريكا ليست نموذجية، ففيها تجاوزات ديمقراطية صارخة، المدينة الفاضلة التي نحلم بها يا سادة غير موجودة وربما لن توجد إلا في العالم الآخر.