بعد الجريمة الأمريكية.. الحل العاجل الآن!
آن الأوان أن تكون العقلية العربية على مستوى الحدث.. وهذا لا يتم إلا بالتفكير الصحيح والتخلي عن العشوائية وعن منطق الهتاف والتهديد بما لا نملك والسخرية من مواقف الغير واستبدال الأعداء والتورط في متاهات جانبية والثرثرة فيما لا يفيد والتباكي الكاذب.. وكلها أمراض عربية مزمنة آن الأوان للتخلص منها للبدء في التدبر السليم للأزمات للتوصل إلى حلول مناسبة.. قد لا تكون الحلول كافية لكن ليس أمام العرب الآن إلا هي..
أخطأنا عندما وضعنا البيض كله في سلة واحدة كما يقولون فكسرنا البندقية واكتفينا في حمل أغصان الزيتون.. توزيع الأدوار موجود عند العدو الإسرائيلي وعندهم أحزاب متطرفة وأحزاب تبدو معتدلة.. وعندهم في الحكومة وزراء متطرفون وآخرون يمثلون دور المعتدلين.. واليوم بات ضروريًا أن يعود الفلسطينيون للعمل المسلح شرط أن يكون من داخل وإلى داخل الأرض المحتلة.. القانون الدولي يبيح مقاومة المحتل خصوصًا ضد العسكريين.. نحتاج إلى عملية واحدة سريعة وعاجلة تثبت خطأ حسابات ترامب!
آن الأوان أن يعود العمل الشعبي المقاوم كالانتفاضة وغيرها.. ولكن هل هذا وحده الممكن الآن؟ لا.. هناك الكثير.. منه وعلى سبيل المثال أن يبدأ اتحاد الفنانين العرب ومن اليوم ومعه الغرف الفنية الامتناع وإلغاء كل صفقات الأفلام والمسلسلات الأمريكية.. ومن بعدها سيتكرر الأمر في اتجاهات أخرى.. أن نوقف شراء أي سلعة أمريكية لها بديل محلي أو بديل صيني أو أوروبي.. أن تنشط حملة كبيرة لمقاطعة كل ما هو أمريكي.. ونكرر حملة واحدة كبيرة يكون لها قيادة واحدة تترأسها شخصيات شعبية معروفة.. كانت الحملات تفشل في السابق لوجود عشرات الحملات تعمل في اتجاهات معاكسه لبعضها.. آن الأوان أن تعود "النخوة العربية" لما كانت عليه في الخمسينيات والستينيات وقتها امتنع عمال الموانئ من التعامل مع السفن الأمريكية وأن تصدر الفتاوى الدينية والحلول الاقتصادية من المتخصصين لدعم ذلك..
وآن الأوان أن يقوم الوطنيون القوميون بمطاردة كل من يتعامل مع الأمريكان شعبيًا وجماهيريًا، ويقوموا بتجريسهم وفضحهم.. آن الأوان للبدء العكسي لتراجع الثقافة الأمريكية التي تهيمن على سلوك وحياة ملايين العرب.. وهذا لا يتم إلا بفضح الدور الأمريكي منذ البداية ولم يكن إلا متوحدًا مع العدو الإسرائيلي وليس منحازًا فقط له.. لو بدأ ذلك أو بعضه ستدفع أمريكا الثمن.. وإن لم تدفعه فقد منعنا غيرها من تقليد القرار الأمريكي.. وكل ما طرحناه لا علاقة له بالحكومات ومنها من يرتبط استمراره بالرضا الأمريكي عليه، ومنها من ترتبط عملية نقل السلطة في بلاده عليها.. ولذلك فعلى الشعوب نفسها أن تتسلح بالوعي وتتحرك.. وليس مطلوبًا من الحكومات إلا تركها تفعل ما تشاء وكله قانوني وسلمي، وذلك ضمن توزيع أدوار أيضًا.. وهذا أضعف الإيمان!
أما المحبطون السلبيون البكاءون ممن أدمنوا إشغالنا بما لا علاقة له بقضية اللحظة الراهنة، فالصمت أفضل لهم ولنا.. لعلهم يجدون حجة يوم الحساب ويوم يسألهم الله عما فعلوا وأحد بيوت الله الحرام يتعرض لما يتعرض له المسجد الأقصى!!