رئيس التحرير
عصام كامل

محيي النواوي يكتب: وعد ترامب.. مزيد من اللامعقول

فيتو

ما أشبه الليلة بالبارحة.. مع اختلاف الزمان والأشخاص.. بلفور ١٩١٧م.. ترامب ٢٠١٧م، والهدف واحد "فلسطين".

في تلك الحقبة كان الصراع العربي الإسرائيلي حاضرًا وحاصلًا.. بدايةً من هزيمة العرب في حرب ١٩٤٨م.. مرورًا بنكسة ١٩٦٧م.. وصولًا بهزيمة إسرائيل في أكتوبر ١٩٧٣من ومن بعدها توقيع اتفاقية السلام مع مصر في عام ١٩٧٩م.. وانسحاب إسرائيل من سيناء، كان الصراع على هذا النحو هزيمة أعقبها إعلان قيام دولة إسرائيل.. ونصر أعقبه استرداد أرض وإقامة السلام.


كان الحاضر دائمًا على جدول أعمال العرب في أعقاب تلك الحقبة هو وجود حل للقضية الفلسطينية.. التي كانت دائمًا- في نظري- لا تجدي نفعًا.. بل كانت تستمر إسرائيل في انتهاك القانون الدولي.. وتستمر في إقامة المستوطنات.. والقيام بمجزرة تلو الأخرى.. دون فرض عقوبات على إسرائيل.

- تاه العرب عقب ما سمي بموجة ثورات الربيع العربي.. وضياع أوطان.. وسطوع نجم الجماعات الإرهابية، وأصبح هناك ارتباك في مسار الأوطان وابتعدت الأنظار عن القضية الفلسطينية.. وباتت هناك القضية العراقية.. والأزمة السورية.. وضياع ليبيا.. وانفصال السودان.. وما يواجه اليمن من تقسيم.. والتحول في مصر.

تحول خلالها الفكر العربي إلى العمل على مواجهة ومحاربة الإرهاب الذي دمر ديار المسلمين.. وبات هو الحاضر على جدول أعمالنا.

كانت أنظار إسرائيل متجها نحو القدس.. وأن يتم إعلان القدس عاصمة لإسرائيل.. وأن العرب لم يعد لديهم حصانة للمواجهة.. فهم يعانون من الإرهاب والتقسيمات. لم ينظروا إلى فلسطين لأنهم بحاجة إلى من ينظر إليهم.

- نجحت إسرائيل ومعها الغرب في إعداد وتنفيذ المؤامرة على بلادنا. نجحت في تدمير أوطاننا.. لا بد وأن نعترف بذلك. وأكثر دليل على ذلك هو إعلان "ترامب" أن القدس عاصمة إسرائيل -الذي انتهك به القانون الدولي- لأنه يعلم أن العرب لم يتحركوا لما يعانون من صراعات.. ولكننا رغم كل هذه التحديات والمؤامرات قادرون على المواجهة.. فالقدس عربية وهي العاصمة الأبدية للفلسطينيين وللعرب.. وإسرائيل كيان محتل.. سواء اعترف ترامب أو لم يعترف.
الجريدة الرسمية