ماكرون في الجزائر.. حل أم تعقيد لجريمة لن تسقط بالتقادم «تقرير»
وصل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، اليوم الأربعاء، إلى الجزائر، في الزيارة الرسمية الأولى له منذ وصوله إلى قصر الإليزيه.
الاستقبال
وكان في استقبال الرئيس الفرنسي، رئيس مجلس الأمة، عبد القادر بن صالح، يرافقه العديد من الوزراء والمسئولين، من بينهم الوزير الأول أحمد أويحيى، ونائب وزير الدفاع الوطني أحمد قايد صالح، ووزير الخارجية عبد القادر مساهل، بحسب صحيفة "الشروق" الجزائرية.
وكان في استقبال الرئيس الفرنسي، رئيس مجلس الأمة، عبد القادر بن صالح، يرافقه العديد من الوزراء والمسئولين، من بينهم الوزير الأول أحمد أويحيى، ونائب وزير الدفاع الوطني أحمد قايد صالح، ووزير الخارجية عبد القادر مساهل، بحسب صحيفة "الشروق" الجزائرية.
ويرافق الرئيس ماكرون، العديد من الوزراء ورجال الأعمال الفرنسيين يتقدمهم، وزير الخارجية جون إيف لودريان.
إجراءات أمنية
وشهدت زيارة الرئيس الفرنسي إلى الجزائر إجراءات أمنية مشددة على طول مسار الزيارة والجولة التي قام بها في العاصمة.
وشهدت زيارة الرئيس الفرنسي إلى الجزائر إجراءات أمنية مشددة على طول مسار الزيارة والجولة التي قام بها في العاصمة.
وخضعت الشوارع المعنية بالزيارة من ساحة موريس أودان إلى ساحة الأمير عبد القادر، لإجراءات أمنية شملت غلق كل الطرقات الرئيسية والثانوية، خاصة على مستوى ساحة البريد المركزي التي شهدت إنزالا غير مسبوق لعناصر الأمن الذين طوقوا كل المداخل والمخارج إلى ساحة الأمير عبد القادر، وفقا لـ"الشروق".
وتجمهر المئات من المواطنين على أطراف الطرقات لاستقبال ماكرون، الذي اختار أن تكون بداية زيارته الرسمية للجزائر من شوارع العاصمة.
الترحم على الشهداء
واستهل ماكرون زيارته بالترحم على شهداء ثورة التحرير، ووضع إكليل من الزهور أمام النصب التذكاري بمقام الشهيد.
واستهل ماكرون زيارته بالترحم على شهداء ثورة التحرير، ووضع إكليل من الزهور أمام النصب التذكاري بمقام الشهيد.
وتوجه الرئيس ماكرون، بعدها، إلى شارع العربي بن مهيدي بالعاصمة حيث ترجل من سيارته، وتوجه نحو جموع المواطنين بالساحة المقابلة للبريد المركزي وتبادل الحديث مع بعضهم.
وتجول الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، برفقة رئيس مجلس الأمة، عبد القادر بن صالح، من ساحة البريد المركزي مرورا بشارع العربي بن مهيدي، وصولا إلى ساحة الأمير عبد القادر، حيث التقى مجموعة من الشباب، في وقت هتف البعض مطالبين منه منحهم "الفيزا"، فيما اكتفى آخرون بالتقاط صور "سيلفي" معه.
24 ساعة
زيارة الرئيس الفرنسي تستغرق 24 ساعة، لكنها حافلة بملفات اقتصادية وأمنية، إضافة إلى موضوع الذاكرة المثير للجدل والمتعلق بموقف باريس من جرائمها في 132 عاما من احتلالها للجزائر.
زيارة الرئيس الفرنسي تستغرق 24 ساعة، لكنها حافلة بملفات اقتصادية وأمنية، إضافة إلى موضوع الذاكرة المثير للجدل والمتعلق بموقف باريس من جرائمها في 132 عاما من احتلالها للجزائر.
وملف الذاكرة ظل لسنوات طويلة، العقدة أو حجر العثرة الذي يخنق ويكبل التطبيع الكامل للعلاقات بين البلدين، في ظل انتظار طال أمده من قبل الجزائريين لاعتراف من فرنسا بجرائمها خلال فترة الاستعمار (1830 - 1962).
فرنسا من جانبها، تركت الملف معلقا، مصرة على إنكار تدرك جيدا أنه حصنها الوحيد للإفلات من المثول أمام المحكمة الجنائية الدولية، وذلك رغم شبح الأمل الذي داعب الجزائريين في فبراير شباط الماضي، حين وصف ماكرون، في زيارته للجزائر قبل الانتخابات الرئاسية التي أسفرت عن فوزه، استعمار بلاده لهذا البلد بـ «الجرائم ضد الإنسانية».
تقديم الاعتذار
اعتراف صريح ضمنه دعوة إلى ضرورة إرفاقه بـ "تقديم الاعتذار"، إلا أنه سرعان ما تراجع ضمنيا غداة زيارته إلى الجزائر، وبعث بعدة رسائل تفيد بأنه لا ينوي تقديم أي اعتذار.
ففي حديث مع قناة فرنسية، قال ماكرون: "قلت دائما لا إنكار ولا توبة (يقصد لا اعتذار)، لابد من رؤية الأشياء أمامنا.. هذا تاريخنا المشترك، وإلا سنبقى في فخ هذا التاريخ الذي هو بلا نهاية".
نظرة للمستقبل
وفي مقابلة جرت اليوم مع صحيفتي "الخبر" و"الوطن" الجزائريتين، كشف الرجل الأول في الإليزيه عن نظرته الجديدة في العلاقات مع الجزائر، أساسها "عدم البقاء أسرى للماضي والنظر إلى المستقبل".
ودعا ماكرون إلى "بناء علاقة قاعدتها الندية والصراحة والمعاملة بالمثل والطموح"، ما يعني بحسب المراقبين أن هناك توجها أحادي الجانب لإعادة تقييم شامل للعلاقات مع الجزائر، في انتظار الموقف الرسمي في هذا البلد.
كما كشف ماكرون عن نية بلاده إعادة النظر في اتفاق الهجرة بين البلدين الذي وُقع في 1968، ورغم أنه مطلب جزائري إلا أن الرئيس الفرنسي أشار إلى أنه سيطرح على المسئولين الجزائريين صيغة تلغي القيود وتزيد من المزايا للجزائريين في مقابل كبح الهجرة غير الشرعية.
ويوجد في فرنسا أكثر من مليوني جزائري، إضافة إلى وجود 26 ألف طالب يدرسون في المؤسسات والمعاهد التربوية والجامعية الفرنسية.
وتعد سواحل شمال أفريقيا أبرز بوابات الهجرة غير الشرعية التي تؤرق أوروبا في السنوات الأخيرة.
العلاقات الاقتصادية
ووسط تراكمات التاريخ، تُعول الجزائر وباريس على إعطاء دفع كبير للشراكة الاقتصادية بينهما.
ومن خلال الحراك الدبلوماسي بين الجزائر وباريس هذا الأسبوع، يتضح أن عائق ملف الذاكرة سيتم تجاوزه مؤقتا "بمرافقة فرنسا للجزائر في نظرتها الإستراتيجية للتنمية" كما وصفها الإليزيه.
وتحاول باريس الحفاظ على مكانتها الاقتصادية في الجزائر في ظل تزايد التنافس مع قوى اقتصادية كالصين والولايات المتحدة، خاصة وأن فرنسا تعتبر أول مستثمر أجنبي في الجزائر خارج المحروقات بقيمة 2.3 مليار يورو، كان آخرها تدشين مصنع بيجو بحجم استثماري يفوق 230 مليون يورو.
كما سيبحث ماكرون مع كبار المسئولين في الجزائر وعلى رأسهم الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، الملفات الأمنية، من بينها مكافحة الإرهاب خاصة في منطقة الساحل الأفريقي، والوضع في ليبيا، والهجرة السرية.