رئيس التحرير
عصام كامل

18 مليون طالب في خطر.. الطرق السريعة تحصد أرواح التلاميذ والحكومة غائبة.. طريق النصر يهدد أبناء الأزهر.. جراج جامعة القاهرة يقتل الشباب.. والمطبات تغتال أولاد الأقصر

فيتو

ملايين الطلاب تذهب يوميا إلى المدارس والجامعات في مصر طلبًا للعلم، يسعون إلى اكتساب العلم وتعمير الأرض، إذ إن هناك أكثر من 18 مليون طالب في مصر، ولكن الرياح تأتي بما لا تشتهي السفن، ففي ظل شغف الطلاب بمحاولة اكتساب العلم، تأتي الطرق السريعة لكي تشكل خطرًا يهدد حياة هؤلاء الأبرياء ويحصد أرواح الكثيرين منهم.

كما يمثل الإهمال وسيلة أخرى لقتلهم، إذ لا تحاول الحكومة القيام بواجبها في حماية أبنائنا. أما الأنفاق فهي تمثل خطرًا آخر يهدد بعض الطلاب والطالبات لكونها مأوى للبلطجية والمسجلين الذين لا يترددون في مهاجمة الجيل الجديد.

ومن أكبر الأمثلة على أن الطرق تحصد أرواح الطلاب الأبرياء طريق النصر الذي يقع أمام جامعة الأزهر ويضطر أبناء الجامعة إلى عبوره يوميًا بسبب عدم وجود كوبري للمشاة في هذه المنطقة، مما تسبب الأسبوع الماضي في قتل طالب بكلية الإعلام وسبقه بالطبع العديد من زملائه الذين راحوا ضحية تقصير محافظة القاهرة في حماية هؤلاء الغلابة.

نفق جامعة السويس
أنشأ مسئولو محافظة الإسماعيلية نفق جامعة السويس، أمام باب الجامعة الرئيسي، اعتقادًا منهم بأنه الحل الأمثل لتفادي تكرار حوادث الطريق الدائرى "طريق الموت" الذي ينهى حياة الكثير من طلاب الجامعة أثناء عبورهم إلى كلياتهم، ولكن حدث العكس، حيث تقع حوادث شبه يومية بسبب سرعة السيارات التي كان آخرها وفاة طالب بكلية الصيدلة.

وأكدت بعض الطالبات، أن النفق خطر على حياتهن وغير آمن فلا يوجد به كاميرات مراقبة أو أفراد أمن، فالحضور الأمني فقط في الطرف الآخر من الجامعة للتحقق من كارنيهات الطلبة، أما أطراف النفق الداخلية والجانبية ومن ناحية الموقف فلا يوجد أي تواجد لأفراد الأمن بها يجعله عرضة للبلطجية وعاملا مساعدا على ارتكاب الجرائم.

تقول إحدى الطالبات بالجامعة: إنها لم ولن تعبر داخل النفق، لأنه تكثر به جرائم التحرش سواء اللفظي أو المادي التي يمكنها أن تصل لحد الاغتصاب، خاصة أن هناك أعدادًا قليلة من الفتيات تمر به في وقت متأخر ولا تجد بداخله أحدا وخاصة أن هناك محاضرات تنتهي في السادسة والسابعة ليلا.

ماسورة مجاري
وصرح بعض النشطاء السياسيين أن النفق شبيه "بماسورة مجارى"، حيث إنه تم تشطيبه من الخارج فقط، أما من الداخل فهو أشبه بماسورة مجاري واسعة، فجدرانه بالطوب الأسمنتي دون أي تشطيبات أو دهانات تعطيه مزيدا من الإضاءة وأرضيته أسمنتية خشنة غير مريحة في السير، وكأنه تم تشغيل النفق قبل تشطيبه.

ويعد النفق منفذا لعبور الطلاب من تقاطع شارع شبين مع الطريق الدائرى ومنطقة مجمع مواقف سيارات الأقاليم إلى داخل الجامعة، ومع تشغيل النفق أمام الطلاب تبين أنه غير آمن على حياتهم.

جراج جامعة القاهرة
كذلك سيطرت حالة من الاستياء والغضب على طلاب جامعة القاهرة، وذلك بسبب "جراج الجامعة" الذي أطلق عليه طلاب الجامعة "جراج الموت"، وذلك نظرا لانتشار المياه في أرضية "الجراج" بسبب غسل بعض السيارات هناك مع وجود صناديق الكهرباء التي تمول الجامعة بالطاقة، وانتشار الأسلاك الكهربائية في الأرضية بجانب المياه المسكوبة عليها أيضا.

وقد أعرب الطلاب عن استيائهم من هذا المشهد الذي وصفوه بالإهمال المميت، خاصة مع وجوده بجانب ساعة الجامعة التي قد صنفت ضمن الآثار المصرية منذ شهور قليلة، بالإضافة إلى تعرض الطلاب للخطر في حالة لمس المياه المسكوبة بجانب الأسلاك الكهربائية.

وفى السياق نفسه رصدت «فيتو» حالة الغضب التي سيطرت على الطلاب الذين عبروا عن آرائهم في «جراج الموت» بجامعة القاهرة، حيث قال أحمد سعيد: "كان نفسي أقابل رئيس جامعة وأخبره إن أكبر خطر موجود في جامعة القاهرة جراج السيارات الموجودة عند ساعة الجامعة وهذا يشكل خطورة على واحد من أهم الآثار المصري".

وأضاف محمود لـ«فيتو»: "هناك مبدأ اسمه "الماكنة بتطلع قماش" يعني لما يموت واحد هيموت ألف غيره عادي يعني، "إحنا" دمنا رخيص من زمان".

بينما سخر حسام - طالب آخر - من الموقف قائلا: "لو طالب حصل له مكروه فهذا قضاء وقدر يبدو أننا سوف نكفر بربنا".

مدارس قنا
حالة من الذعر والارتباك سيطرت في الفترة الأخيرة على أهالي الوحدة المحلية بقرية الكوم الأحمر بمركز فرشوط بمحافظة قنا، بسبب تعرض حياة أطفالهم للخطر جراء وقوع حوادث القطارات التي تواجههم صباحًا ومساءً أثناء ذهابهم وعودتهم للمدارس، حيث يضطرون إلى عبور شريط سكة حديد للوصول لمدارسهم.

اشتكى الأهالي من عدم وجود مزلقان رسمي بالمنطقة التي يمر بها القطار، وهو ما يعرض حياة أبنائهم للخطر أثناء عبورهم خط السكة الحديد للذهاب إلى المدرسة.

بالإضافة إلى أن الأهالي تقدموا بالعديد من الشكاوى والاستغاثات للمسئولين، لكن لا حياة لمن تنادى، فالمشكلة مستمرة منذ سنوات ولم يتغير أي شيء، وقد ناشد بعض الأهالي عبر صفحات موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك، الرئيس السيسي لإنقاذهم من الخطر الذي يواجههم يوميًا أثناء ذهابهم لطلب العلم بمدارسهم.

طرق الأقصر
أما الطلاب في محافظة الأقصر فتواجههم كوارث أكثر حدة مما سبق.. في مقدمتها، أزمة الطرق السريعة القريبة من المدارس بأرمنت وإسنا والطود. إذ تقع أعداد كبيرة من المدارس على الطريق الزراعي والصحراوي السريع في شرق وغرب الأقصر، وهى على سبيل المثال قرى العديسات والشغب وأرمنت الوابورات وأرمنت الحيط، والمحاميد والمريس والرزيقات بحرى والرزيقات قبلى والرياينة والديمقراط، والدير والحميدات وزرنيخ وأصفون والدير وكومير والنمسا والكلابية وغيرها من القرى التي بها كثافة طلابية كبيرة.

ويواجه الطلاب في تلك القرى التي تضم نسبة لا تقل عن 75% من طلاب المحافظة ومدارسها أزمة يومية في التوجه لمدارسهم بعبور تلك الطرق السريعة ومواجهة سيارات الموت، ويجري تجهيز كافة الطرق بمطبات صناعية أمام مدخل كل قرية لإجبار السيارات على التخفيف من السرعة أمام تلك القرى حتى يعبر الطلاب الطريق في أمان.

مجمعة زاوية غزال
حادث أليم استيقظ عليه المصريون يوم السبت 11 نوفمبر 2017، إثر مصرع 7 تلاميذ أثناء عودتهم من مدرستهم "مجمعة زاوية غزال" الابتدائية بمركز دمنهور بمحافظة البحيرة، حيث سقطوا وغرقوا بمياه ترعة المحمودية. فقد تلقى اللواء علاء عبد الفتاح مدير الأمن، إخطارا من العقيد جمال عبدالعاطى مأمور مركز شرطة دمنهور، بانقلاب "توك توك" في ترعة المحمودية أمام عزبة شعبان التابعة لقرية زاوية غزال، وانتقل على الفور رجال الإنقاذ النهرى، برئاسة العميد جمال ياسين مدير إدارة الحماية المدنية، والمقدم أحمد سمير رئيس مباحث مركز دمنهور، إلى مكان الواقعة، وتم إنقاذ أحد التلاميذ من الموت غرقا، وانتشال 7 جثث للتلاميذ الضحايا.

وتم نقل جثث التلاميذ إلى مشرحة مستشفى دمنهور التعليمى، وكان من بينهم شقيقتان، كما تمكنت القوات من انتشال التوك توك من المجرى المائي، وألقت الأجهزة الأمنية، القبض على سائق التوك توك المتسبب في الكارثة.
الجريدة الرسمية