رئيس التحرير
عصام كامل

وثائق سرية تكشف طلب عبد الله صالح أسلحة أمريكية لمحاربة الحوثيين.. الرئيس اليمني السابق قدم أدلة على تسليح إيران أذرعها باليمن.. وواشنطن تتجاهل مطالبه

على عبد الله صالح
على عبد الله صالح

كشفت برقيات سرية تبادلها الرئيس اليمني الراحل علي عبد الله صالح، مع مسئولين أمريكيين، إطلاعه للسلطات الأمريكية على خبايا علاقة الحوثيين بإيران، ليمهد بذلك طلبه الحصول على الأسلحة لمواجهة نفوذ طهران في اليمن.


دعم سياسي
وبحسب البرقية التي نشرتها بوابة «العين» الإماراتية، كتب السفير الأمريكي الأسبق لدى صنعاء، توماس كراجيسكي، أن صالح طلب دعما سياسيا وعسكريا أمريكيا للجهود التي تقوم بها حكومته، من أجل هزيمة الحوثيين في شمالي البلاد.

ونقل عن صالح قوله في ذات الاجتماع «رجاء اطلبوا من أصدقائكم الأوروبيين أيضا أن يعربوا عن دعمهم للحكومة لمحاربة الحوثيين وأن يشددوا على الصلة ما بين الحوثيون والإرهاب الدولي».

وقالت برقيه سرية كتبها السفير الأمريكي نفسه، يوم 7 أغسطس 2006 إنه "قبل نحو عام اتهم صالح، حزب الله وإيران بدعم الحوثيين في الشمال".

تقويض الحوثيين
وكان السفير كراجسكي كتب لبلاده في 12 فبراير 2007، لإطلاعهم على قرار للبرلمان اليمني في جلسة مغلقة بتفويض صالح باستخدام القوة العسكرية ضد الحوثيين في صعدة.

وجاء في نص البرقية: "بدأ صالح تدريجيا بإحلال دعاة في مساجد ومدارس صعدة مكان الدعاة والإداريين الحوثيين، فشعر الحوثيون بالخيانة".

التواصل مع CIA
وفي برقية سرية أخرى كتبها السفير الأمريكي السابق لدى اليمن ستيفن سيشي، يوم 31 مايو 2009، نقل عن صالح قوله لنائب رئيس وكالة المخابرات المركزية الأمريكية "CIA" ستيفن كابيس إن الحوثيين الذين أصر "صالح" على أنهم يتلقون الدعم من إيران وحزب الله لا يقلون خطرا على الأمن الداخلي اليمني من تنظيم القاعدة.

وكتب السفير الأمريكي في البرقية التي نشرها موقع التسريبات "ويكيليكس"، "لم يكن من قبيل الصدفة أن صالح كان سريعا في إلقاء اللوم على القوى الأجنبية على التسبب بمشكلات البلاد".

تكرار الطلب
جاء في برقية سرية كتبها سيشي في 23 يوليو 2009 ووجهها إلى الجنرال ديفيد بترايوس، قائد القيادة المركزية للقوات المسلحة الأمريكية، بمناسبة زيارة له إلى اليمن للقاء صالح "قد يطلب منك دعم الحكومة الأمريكية لحكومته في صراعها مع الحوثيين في شمالي محافظة صعدة".

وفي وقت لاحق على الاجتماع بين صالح وقائد القيادة المركزية للقوات المسلحة الأمريكية، قال السفير الأمريكي في برقية سرية مؤرخة في 12 سبتمبر 2009، إن صالح أخبر بترايوس أن الحوثيين تدربوا بزي حزب الله.

أدلة دعم إيران
وجاء في نص البرقية أن الرئيس صالح أكد للجنرال بترايوس أن لدى مكتب الأمن القومي تسجيلا على قرص مدمج يظهر الحوثيين يتدربون وهم يرتدون زي حزب الله ووفق تكتيكاته.

ونقلت البرقية عن مدير مكتب الأمن القومي اليمني محمد العنسي، أن الحكومة اليمنية اعتقلت "شبكتين" منفصلتين من الإيرانيين في اليمن بتهمة التجسس وعلى صلة بالحوثيين، وأن أحد المتهمين اعترف بتقديم 100 ألف دولار شهريا من إيران إلى الحوثيين.

تجاهل الطلب
واستغرب صالح من عدم موافقة إدارة الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما على تسليح القوات اليمنية لمقاتلة الحوثيين.

ففي اجتماع عقده صالح مع نائب رئيس مستشار الأمن القومي الأمريكي، جون برينن، قال الأول إن "فشل حكومة الولايات المتحدة في اعتبار الحوثيين إرهابيين وتجهيز القوات اليمنية لمحاربتهم في صعدة، يقوض ادعاءات الحكومة الأمريكية عن الصداقة والتعاون".

ولخص السفير الأمريكي الأسبق في صنعاء تفاصيل هذا الاجتماع في برقية سرية كتبها يوم 19 سبتمبر 2009، واستنادا إليها، أخبرهم صالح: "نريد أفعالا ولا نريد مجرد أقوال".

ولكن برينن رد عليه "يحظر القانون على الحكومة الأمريكية تقديم الدعم العسكري إلى الحكومة اليمنية لاستخدامها ضد الحوثيين، حيث إن حكومة الولايات المتحدة ترى فيهم مجموعة تمرد محلية".

محاولات الإقناع
استمر صالح في محاولة إقناع الولايات المتحدة بالصلة بين إيران والحوثيين بما في ذلك اعتقال اليمن إيرانيين أثناء نقلهم أسلحة إلى الحوثيين.

فتكشف برقية سرية أخرى كتبها السفير الأمريكي ذاته يوم 27 أكتوبر 2009 أن صالح أبلغه عن اعتقال 5 إيرانيين ضُبطوا وهم يهربون الأسلحة إلى الحوثيين، مشيرا إلى إخضاعهم للتحقيق في صنعاء، وواعدا بتقديم المزيد من المعلومات عن نشاطاتهم وظروف اعتقالهم.

في اجتماع مع منسق وزارة الخارجية الأمريكية لمكافحة الإرهاب السفير دانيال بنيامين، وصف صالح الحوثيين بأنهم كاذبون.

وكتب السفير الأمريكي الأسبق في اليمن ستيفن سيشي، في برقية سرية، يوم 3 فبراير 2010، "نعت صالح الحوثيين بأنهم كاذبون".

الجريدة الرسمية