رئيس التحرير
عصام كامل

كواليس 120 دقيقة حاسمة في مصير مجلس التعاون الخليجي (صور)

فيتو

بدأت قمة مجلس التعاون الخليجي الـ38، اليوم، بكلمة افتتاحية لأمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، أعقبتها كلمة لأمين المجلس الدكتور عبد اللطيف الزياني، بعدها رُفعت الجلسة، وطُلب من الإعلاميين المغادرة لفتح المجال للحديث بين الوفود بعيدا عن "ميكروفونات وكاميرات" وسائل الإعلام.


فترة استراحة الإعلاميين لم تستمر طويلًا، ليعلن عن افتتاح الجلسة الختامية بكلمة وداع للوفود المشاركة ألقاها أمير الدولة المضيفة.

120 دقيقة
العملية الإجرائية بين الجلستين "الافتتاحية والختامية" لم تدم سوى نحو 120 دقيقة، وبالرغم دقائق القمة القصيرة إلا أنها تعد الأكثر حسما في مصير مسيرة التعاون الخليجي، عبر عنها صراحة دون مواربة أمير الدولة المضيفة بالتأكيد على أن فعاليات القمة رسالة للعالم بتماسك المجلس وعدم انفراط عقده. على خلفية أزمة المقاطعة العاصفة بين الدول الخليجية الثلاث "السعودية والإمارات والبحرين"، إضافة إلى مصر من جهة، ودولة قطر من جهة أخرى على خلفية دعمها للإرهاب وعلاقاتها مع إيران.


الهدف
وحملت الفقرة الأخيرة من كلمة الأمير الصباح في الجلسة الختامية الرد الحاسم على المشككين في قدرة المجلس على التماسك أمام رياح أزمة وصفها بـ"العاصفة" مستمرة منذ 6 أشهر، بقوله:
«بعون من الله وتوفيقه نختتم أعمال الدورة الثامنة والثلاثين للمجلس الأعلى لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، وقد كانت مناسبة طيبة التقينا بأخوة كرام في بلدهم الكويت، كما تمكنّا خلال هذه المناسبة من تبادل وجهات النظر حول التحديات التي تواجهنا، واستطعنا بتوفيق من الله أن نثبت مجددا صلابة كياننا الخليجي وقدرته على الصمود أمام التحديات عبر تمسكنا بآلية عقد هذه الاجتماعات، وما توصلنا إليه خلالها من قرارات ستسهم دون شك في إثراء تجربتنا المباركة وتعزيز مسيرة عملنا الخليجي المشترك بما يحقق آمال وتطلعات شعوبنا".


التسريبات
رسالة القيادة الكويتية التي خططت لها بعناية منذ بداية ترتيب البيت الخليجي لهذه القمة، دفعتها للترفع عن الدخول في تجاذبات مع التسريبات الإعلامية التي جاءت على لسان مصادر مجهلة نقلت المتابع للحدث لـ"منطقة فراغ سياسي حالمة" حول المصالحة العاجلة، وتقديم أمير قطر تميم بن حمد -القائد الوحيد الممثل لوفد بلاده بالقمة- اعتذارا علنيا إلى العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز.


أصحاب هذه التسريبات أو التكهنات أثبتوا مدى الفجوة بينهم وبين الحدث الجلل (المقاطعة)، الذي ترك شروخا هائلة في جدار البيت العربي بشكل عام، والخليجي بشكل خاص، وذهبت القيادة الكويتية، المدركة جيدا لصعوبة ترميم شقوق الجدار في جلسة قمة، نتيجة لاطلاع الأمير الصباح على كل وجهات النظر خلال الجولات المكوكية التي قام بها منذ وقوع الفرقة السياسية بهدف إنقاذ الأمة من الطلاق البائن مع قطر، إلى الهدف الأسمى؛ وهو الحفاظ على المنظومة من التفكك والعمل على «حلحلة» أزمة المقاطعة في جولات أخرى بعيدة عن المناسبات الرسمية العلنية، تاركة أمل الحل النهائي للشهور المقبلة، على أمل تكوين صورة جماعية تجمع الفرقاء في قمة مجلس التعاون الخليجي الـ39 التي تستضيفها سلطنة عمان.
الجريدة الرسمية