رئيس التحرير
عصام كامل

نائب وزير الصحة بمؤتمر «مكافحة الإرهاب» بجامعة بنها: على الشباب دور كبير في الدفاع عن أمن بلدنا.. ندرب طلاب الجامعات على التوعية السكانية.. ونحتاج لدمج مفهوم الإرهاب بإستراتيجية الإعلام السك

فيتو

شاركت الدكتورة مايسة شوقي، نائب وزير الصحة للسكان المشرف العام على مجلسي السكان والطفولة والأمومة، في مؤتمر جامعة بنها اليوم، تحت عنوان "للجامعات المصرية دور رائد في مكافحة الإرهاب والنهوض بالمجتمع"، بحضور قيادات الجامعة، وتنفيذيين من محافظة القليوبية، وعدد من المسئولين والخبراء في هذا الشأن في مصر.


وقالت الدكتورة مايسة شوقي في كلمتها، شرفت بدعوة الدكتور السيد يوسف القاضي رئيس جامعة بنها، وأن قلوب شباب مصر وعقولهم المتفتحة وعزيمتهم ستضرب أعناق الإرهاب الأسود، الذي دق بجرائمه ناقوس الخطر في بلدان العالم كله وفي مصرنا الغالية ؛ وكان أخرها جريمة مسجد الروضة في بئر العبد بمحافظة شمال سيناء، والتي ستظل وقودا محركا لنا جميعا ضد الإرهاب ؛ فهي جريمة فاقت الاعتداء الإسرائيلي الغاشم على مدرسة بحر البقر الابتدائية.

الإرهاب الأعمى
وأضافت: "الأرقام التي أعرضها أمامكم اليوم سيسجلها التاريخ لأطفال دفعوا حياتهم ثمنا غاليا للإرهاب الأعمي في بئر العبد، حيث استشهد 14 طفلا من المدرسة الابتدائية، واستشهد 73 طالبا من المدرسة الإعدادية فتبقي في صفوفها 11 طالبا، أما المدرسة الثانوية فقد استشهد منها 43 طالبا، ويتبقي من إجمالي الطلبة طالب واحد فقط.. رحم الله شهداءنا وأكرم نزلهم فهم أحياء عند ربهم يرزقون بإذن الله، وألهم أمهاتهم وأسرهم الصبر وجعلنا جميعا عونا لهم في اجتياز هول الأحزان؛ وثقتنا في قواتنا المسلحة ورجال الشرطة البواسل أن الثأر محقق وإنا لمنتصرون".

وواصلت: "مجتمعنا متفتح وذكي، ويقدر دوركم المنوط بكم كشباب في الدفاع عن أمن وسلامة مصرنا الغالية، وهو ما نثمن عليه جميعا كمحور أصيل من محاور إستراتيجية التنمية المستدامة في مصر، وهناك العديد من الوسائل التي يمكن من خلالها مواجهة الإرهاب، أهمها الفكر والتأكيد على دور الشباب والحوار البناء المعتدل، والتأكيد على أن حرية التعبير مكفولة مع مراعاة القيم والمبادئ".

وشددت على أن التعليم هو أهم خطوة لمحاربة الفكر الإرهابي، وإرساء مبادئ المواطنة والإخاء والتعايش السلمي، ومن أهم المبادئ التي يجب تدريسها منذ الصغر، وتأكيد ثقافة الاختلاف مع الآخر بكل الوسائل التعليمية الحديثة، ولذلك يجب أن تعتني مدارسنا بإرساء الأخلاقيات الحميدة، وتصحيح المفاهيم المغلوطة، وغرس روح الانتماء للوطن وروح الإخاء والتعاون، كما يجب التأكيد على أن جميع الأديان والكتب السماوية تدعو إلى مبادئ واحدة، وهى نشر روح الحب والمساواة والعدل والسلام بين البشر، أما الإرهاب فيهدف إلى تدمير الدول وتشريد الأسر والأطفال.

وواصلت: "نفتخر جميعا أن مصر أولت مكافحة الإرهاب في أجندتها الوطنية مكانة متقدمة تقف على قدر المساواة في عملية البناء والتنمية، حيث أصدر الرئيس عبدالفتاح السيسي في 26 يوليو، 2017 قرارًا جمهوريًا بإنشاء المجلس القومي لمكافحة الإرهاب والتطرف والذي من بين مهامه وضع أسس واستراتيجيات أمنية لمكافحة الإرهاب والتنظيمات الإرهابية، وتطويرها بشكل دوري، ورصد المخاطر الأمنية، ووضع إستراتيجية للخطاب الديني والتفاعل مع الشباب لمنع استقطابهم نحو الجماعات الإرهابية والمتطرفة، وتطوير القوانين الخاصة بمكافحة الإرهاب والإجراءات الجنائية لإنجاز العدالة في القضايا الخاصة بالإرهاب"، بالإضافة إلى مناقشة تقارير الأجهزة الأمنية وكيفية التعامل معها، على أن يكون المجلس مسئولا عن متابعة العمليات الأمنية في سيناء أولًا بأول، وعن العمل على التنسيق لتطوير الخطط الأمنية في سيناء لمكافحة الإرهاب، والقضاء على البور الإرهابية هناك، وصرف التعويضات اللازمة لأسر وأهالي ضحايا الإرهاب، عبر صندوق خاص للمجلس وهو صندوق سيادي.

وطالبت نائب وزير الصحة للسكان، الجامعات المصرية بتبني تنفيذ أنشطة الإستراتيجية القومية لمكافحة الإرهاب، في إطار تكاملي مع وزارات أخرى معنية، منها الشباب والرياضة والأوقاف والتربية والتعليم والثقافة والهيئة الوطنية للإعلام وهيئة الاستعلامات، فهذه الخطة التنفيذيه واضحة المعالم، وتنفيذها يجب أن يشتمل على كافة توصيات الرئيس عبدالفتاح السيسي في ختام فاعليات منتدى شباب العالم في شرم الشيخ، والمنعقد مطلع نوفمبر الماضي.

وجاءت التوصيات تنموية لقدرات الشباب في مصر، وتربطهم بشباب العالم وتوليهم ثقة غالية هم على قدر تحملها، ومن بين هذه التوصيات نموذج محاكاة مجلس الأمن وإعداد إستراتيجية لمكافحة الأمية والإرهاب وإتاحة فرص للمشروعات الصغيرة للشباب.

منتدى الشباب
ومن تلك التوصيات تكليف اللجنة المنظمة لمنتدى شباب العالم، وتحت الإشراف المباشر للمكتب الرئاسي، باتخاذ الإجراءات اللازمة لتحويله إلى مركز دولي معني بالحوار العربي والأفريقي والدولي من أجل تحقيق السلام والتنمية، وتكليف وزارة الخارجية بالتنسيق مع كل الأجهزة المعنية بالدولة والمنظمات والمؤسسات الدولية، وعلى رأسها الجمعية العامة للأمم المتحدة بتبنى قرارات نموذج محاكاة مجلس الأمن الدولي الذي قام بتنفيذه شباب مصر والعالم والتوسع في تنفيذه في المنتديات القادمة على كل المؤسسات والمنظمات الدولية والإقليمية.

إضافة إلى تكليف اللجنة المنظمة لمنتدى شباب العالم بالتنسيق مع أجهزة ومؤسسات الدولة بانعقاد المنتدى سنويًا، وتكليف وزارات الثقافة والتعليم العالي والاتصالات والخارجية لإنشاء مركز للتواصل الحضاري بين شباب مصر والعالم، وإنشاء المركز الأفريقي للشباب لاستيعاب طاقات الشباب الأفريقي، وتكليف مجلس أمناء الأكاديمية الوطنية للشباب لتنفيذ خطة للتبادل الثقافي مع كافة المراكز المماثلة لها لتوفير منح دراسية، وتخصيص مقاعد كمنح دراسية للشباب من آسيا وأفريقيا، ووضع إستراتيجية لمواجهة التطرف والإرهاب والأمية بداية من ٢٠١٨.

آليات الحوار بين الشباب
ومن تلك التوصيات عقد ورش عمل وتفعيل آليات التعارف والحوار بين شباب العالم، وتوجيه وتكليف مجلس الوزراء بالتوسع في تمويل المشروعات الصغيرة والمتناهية الصغر، حيث تكمن قوة هذه التوصيات في تكامليتها واصطفاف المنفذين وعزيمتهم القوية لدحض الإرهاب.

واختتمت نائب وزير الصحة كلمتها، افتخر بانتهاء المجلس القومي للسكان من إعداد وتدريب 1200 طالب جامعي في 12 جامعة مصرية على المفاهيم السكانية، وجار تدريب مجموعة مماثلة في 12 جامعة أخرى، ومنها ننطلق برسالة واعية ومبسطة للسكان من الشباب والأسر خارج الجامعة، وهي فرصة جيدة لتدريبهم على مفهوم الإرهاب وأرى ضرورة إضافة رفع روح الانتماء والمواطن وثقافة قبول الآخر إلى إستراتيجية الإعلام السكاني، التي أتمنى أن تخرج إلى النور قريبا.

وعلى هامش اللقاء، أكدت الدكتورة مايسة شوقي ضرورة الاهتمام بتربية الأطفال واستيفاء حقوقهم من الصحة التعليم بعيدا عن العنف، وإتاحة المشاركة لهم في اتخاذ القرار، وقالت أن البحث الديموجرافي السابق أعلن أن 93% من الأطفال في مصر تعرضوا للعنف، وأن هذه النسبة مرتفعة لأن الأسر المصرية والمدرسين لم يكونوا يدركوا التعريف العلمي للعنف ضد الأطفال، وأن البحث الديموجرافي المصري الذي سيعلن نتائجه عام 2018، سوف يؤكد انخفاض هذه النسبة، مشيرة إلى الدور الرائد الذي يقدمه المجلس القومي للطفولة والأمومة في دعم الأطفال والأسر، وتخصيص خط النجدة الطفل يحمل رقم 16000، وخط المشورة الأسرية رقم 16021.
الجريدة الرسمية