النيابة في مرافعتها بولاية داعش الصعيد: الإرهاب أصبح عابرا للحدود
قال ضياء عابد رئيس نيابة أمن الدولة أمام محكمة جنايات القاهرة، المنعقدة بمعهد أمناء الشرطة، أثناء مرافعته في قضية ولاية داعش الصعيد: إن الإرهاب الذي طل على المجتمع بدأ مع دعوة البنا والضالين أتباعه ولم ينته بإعدام سيد قطب.
وأضاف أن الإرهاب عاد بوجهه القبيح، في الثمانينيات ولم ينته إلا بأحكام رادعة من قضاء مصر، وأن الإرهاب عاود الانتشار مع سقوط الأنظمة والدول من حولنا، فحصد من أرواح الآمنين وأفنى دولا وأوصل أخرى إلى حافة الهاوية، وقد طال بلادنا شظايا هذا الإرهاب المنتشر في ربوع العالم، وعاد الإرهاب بوجه أقبح وعنف أشد وفكر أضل ليقتل أبناءنا ويهدد أمننا.
وأوضح ممثل النيابة أن الإرهاب أصبح عابرا للحدود، ويستعمل وسائل التواصل الحديثة وتدعمه دول وتؤيده وتمده بالمال والغطاء السياسي والأبواق الإعلامية، ولم يعد ضحاياه مقتصرين على رجال الجيش والشرطة بل تجاوز استهداف رجال القضاء والمدنيين والمصلين في المساجد والكنائس وتجاوز الأرواح ليستهدف المؤسسات الاقتصادية.
وذكر ضياء عابد أن الهياكل التنظيمية للجماعات الإرهابية اتخذت أشكالا مختلفة، منها الذئاب المنفردة، والخلايا العنقودية، وتقدمت وسائل الجماعات الإرهابية في تنفيذ أغراضها، وتنوعت الأسلحة والعبوات المستخدمة في عملياتها، وأصبح في كل بيت شهيد أو جريح.
وشدد ممثل النيابة على أن الهدف الظاهر للجماعات الإرهابية هو إخراج المناطق من سيطرة الأنظمة الحاكمة، وأما الهدف الخفي والحقيقي فهو الوصول إلى الفوضى المتوحشة، على أن يتولى هؤلاء الضالون إدارة تلك الفوضى ويحكمها قانون الغاب، والإرهابيون غايتهم أن يحكم قانون الغاب لا شرع الله.
وأضاف ممثل النيابة أن هؤلاء القتلة الفجرة ما هم إلا ناب شيطان لا أصل له في الأرض ولا قرار، فلا حب للوطن يسكن في قلوبهم التي ملأها الحقد والكراهية وعقولهم التي عشش فيها الجهل والتطرف وأن الوطن بالنسبة للإرهابيين ما هو إلا دار كفر يسعون إلى إفساده وقتل أبنائه.
وذكر ممثل النيابة أن أمير الجماعة المتهم مصطفى عبد العال قد أدمن شرب المخدرات حتى أصبح بلا عمل أو رسالة، وأصبحت حياته بلا هدف أو غاية، واستبدل الضلال بضلال آخر، فانتهى من إدمان المخدرات وأدمن الاطلاع على كتب الجهالات واقتنع بالكفر بدلا من الإيمان.
وشدد ممثل النيابة على أن الحياد في معركة بقاء الوطن خيانة، وأنه لن يكون محايدا ولن يصمت عن الخطر ضد بلده كما لم يجامل على حساب مستقبل وطنه، ولن يتراخى في الدفاع عن ترابه ولا عن مستقبل أولاده.
وناشد أبناء مصر للتصدي للإرهابيين، ووصفهم بقوله: هؤلاء خونة، هؤلاء قتلة.. قفوا صفا واحدا ضد هؤلاء أروهم صلابة البلد في مواجهة الخونة وأعلنوهم أن على هذه الأرض دحر الأعداء من كل حدب وصوب، وأن مصر مقبرة كل معتد وأنها محفوظة بإذن الله وأنهم لن ينالوا من مصر، وأن الإرهابيين سيلقون الهزيمة النكراء بالسجن في زنزانة وإما بحصد الرقاب، وما باب زويلة من ساحتنا هذه ببعيد.