رئيس التحرير
عصام كامل

المحطات النووية قادمة بقوة.. خبراء الطاقة يكشفون: عمرها التشغيلي ٦٠ عاما.. الوقود لا يخضع لتقلبات الأسعار.. انبعثاتها أقل من المصادر التقليدية لإنتاج الكهرباء.. مصدر نظيف للطاقة.. ويشجع السياحة

فيتو

كشف خبراء في الطاقة النووية أن المحطات النووية المستقبل القادم بقوة خلال الفترة المقبلة، وبديل آمن عن المحطات التقليدية لإنتاج الكهرباء، وتساهم في توفير أموال طائلة يتم استنزافها في الوقود الأحفوري.


ومن جانبه، قال الدكتور ياسين إبراهيم، الرئيس السابق لهيئة محطات الطاقة النووية، إنه خلال رحلة بحث البشرية عن مصادر للطاقة منخفضة الكربون، جاء التوسع في استخدام الطاقة النووية في مقدمة هذا البحث، حيث إن الطاقة النووية لا تعتمد على حرق المصادر الأحفورية.

انبعاثات أقل
وتابع: إذا نظرنا إلى كمية الانبعاثات طوال دورة حياة المحطة النووية (بما في ذلك الانبعاثات الناتجة عن تصنيع المعدات وقطع الغيار وما إلى ذلك)، نجد أنه تبين خلال العديد من دراسات المقارنة العالمية أن كمية الانبعاثات من وحدة واحدة لإنتاج الطاقة طوال دورة حياة المحطة النووية أقل من الكمية التي تنبعث من كافة مصادر إنتاج الطاقة، بما في ذلك الطاقة الشمسية وطاقة الرياح.

إنتاج الطاقة
وتابع أيضا: إذا نظرنا إلى طول الفترة الزمنية التي تحتاج فيها محطة توليد الكهرباء إلى العمل من أجل إنتاج الطاقة اللازمة لتعويض الطاقة التي أنفقت على بنائها سنجد أنها تبلغ 181 يوما بالنسبة لطاقة الرياح، و360 يوما للطاقة الشمسية مقابل تسعة أيام فقط للطاقة النووية.

وأوضح أن هناك أيضا عامل مهم للغاية تتمتع به الطاقة النووية، فمن بين جميع مصادر الطاقة غير المعتمدة على الكربون، فإن الطاقة النووية وحدها قادرة على إنتاج الكهرباء بشكل مستقر على مدار اليوم، بغض النظر عن الطقس والوقت من اليوم سواء نهارًا أو ليلًا أو أي عوامل خارجية أخرى، وهذا ما يجعل محطات الطاقة النووية مناسبة بشكل فريد لتوفير ما يسمى بالحمل الأساسي من الكهرباء، والذي هو العمود الفقري لاقتصاد أي دولة، والمطلوب لتشغيل شركاتها وتوفير الكهرباء لمستشفياتها والمدارس وغيرها، وكذلك المستخدم النهائي.

الكفاءة التشغيلية
وسلط الدكتور ياسين إبراهيم، الضوء على الكفاءة التشغيلية لمحطات الطاقة النووية، ونعني بها كمية الطاقة الفعلية المنتجة منسوبة إلى كمية الطاقة التي يمكن إنتاجها من الوحدة عند تشغيلها بالقدرة القصوى لكامل الوقت دون توقف سواءً للصيانة أو لأسباب أخرى.

موارد الطاقة المتجددة
وقال الدكتور محمد منير مجاهد، المستشار الفني المستقل لتطبيقات الطاقة النووية: "على الرغم من الإمكانات الكبيرة للطاقة الشمسية وطاقة الرياح، فإن موارد الطاقة المتجددة ليست فعالة من حيث التكلفة لتوليد الكهرباء بالقدرات الهائلة التي توفرها محطات الطاقة التقليدية الأخرى أو محطات الطاقة النووية بسبب انخفاض الكفاءة والاعتمادية.

وبالإضافة إلى ذلك، يتطلب استخدام الطاقة الشمسية أنظمة مكلفة ومعقدة للغاية لتعقب أشعة الشمس اللازمة للألواح الشمسية، وأنظمة تخزين للطاقة الشمسية."

توفير النفط والغاز
ويضيف الدكتور مجاهد: "تتزايد الأهمية الإستراتيجية والاقتصادية والفنية، والعلمية لمشروع محطة الضبعة النووية، حيث إنها ستسهم في الحفاظ على موارد النفط والغاز الطبيعي، فهذه الموارد ناضبة وغير متجددة ويجب التعامل معها بعناية حتى لا تُحرم الأجيال القادمة من الموارد المهمة اللازمة للتنمية المستدامة، ولا سيما مع محدودية الموارد النفطية في مصر، وعدم وجود مصادر للفحم يمكن الاعتماد عليها، واستخدام موارد الطاقة الكهرومائية المتاحة".

تقلبات الأسعار
ومن ناحية أخرى يشير الدكتور ياسين إبراهيم، إن الوقود النووي لا يخضع لتقلبات الأسعار، مما يساهم في استقراره، ليس ذلك فحسب، بل إن تقنيات دورة الوقود النووي المغلقة مثل المفاعلات النيوترونية السريعة (أو مفاعلات الاستنسال) التي تعيد استخدام الوقود النووي تخلق مصدرا لا ينضب بطبيعته.

وتابع: إنه من المتوقع خلال العقدين القادمين أن تكون هذه التطبيقات متاحة على المستوى التجاري وبأسعار تنافسية وأمان تام، ويمكن لهذه التطبيقات توفير الطاقة بشكل متواصل لأكثر من ألف عام".

وعلاوة على ذلك، فإن الحجم الصغير لمحطات الطاقة النووية يجعل بناءها ممكنا في أي مكان تقريبا، وعلى سبيل المثال، فإن محطة توليد الطاقة النووية التي يبلغ إنتاجها 1 ميجاوات من الطاقة تستهلك في المتوسط أقل من كيلومتر مربع (0.68 كيلومتر مربع)، في حين أن محطة الطاقة الشمسية ذات السعة المتساوية يتم بناؤها على 150 كيلومترا مربعا تقريبًا.

أما مزرعة الرياح فتحتاج إلى 571 كيلومترا مربعا، فإن محطة الطاقة الكهرومائية ستشغل مساحة ضخمة تبلغ 1549 كيلومترا مربعا، بينما تغمر مساحة كبيرة بالمياه).

طاقة المستقبل
وأضاف، إن الطاقة النووية هي طاقة المستقبل، فهي مصدر نظيف وآمن وفعال من حيث التكلفة لذلك يعد مشروع محطة الطاقة النووية بمثابة استثمار كبير.

العمر التشغيلي
وأكد أن العمر التشغيلي لمحطة الطاقة النووية يبلغ 60 عاما، مما يؤدي إلى انخفاض سعر الكيلو وات في الساعة، بالإضافة إلى ذلك، فهناك فارق قدره 340 مليون دولار في التكلفة السنوية للوقود النووي (60 مليون دولار) مقارنة بسعر الغاز الطبيعي سنويًا (400 مليون دولار) المستخدم لتشغيل محطة ذات القدرة نفسها (1200 ميجاواط).

مصدر نظيف
وأوضح الدكتور إبراهيم العسيري، رئيس قسم هندسة الطاقة النووية بالجامعة المصرية الروسية خبير الشئون النووية والطاقة كبير مفتشي الوكالة الدولية للطاقة النووية سابقًا، الفوائد الأوسع نطاقا التي تتمتع بها الطاقة النووية بالنسبة لمصر، قائلًا: "إن الطاقة النووية مصدر نظيف للبيئة، وتشجع السياحة، كما أن لدينا مواقع مناسبة لإقامة محطة للطاقة النووية في مصر.
الجريدة الرسمية