رئيس التحرير
عصام كامل

«داعش» يحتضر في سوريا والعراق.. 3 سيناريوهات تحدد مستقبل التنظيم الإرهابي.. «شمال أفريقيا» الخيار الأمثل لـ «ميليشيات البغدادي».. جنوب آسيا الوجهة المحتملة للهرب إليها..

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

عقب الخسارات الموجعة التي لحقت بتنظيم داعش الإرهابي في العراق وسورية، يرجح مراقبون أن يتوجه مقاتلو داعش إلى مناطق تشهد نزاعات أخرى، في ظل عدم تمكنهم من العودة إلى بلادهم، خشية تعرضهم لأحكام قضائية "قد تصل حد الإعدام"، فضلا عن أن وجودهم في مناطقهم الحالية أصبح يشكل خطرا عليهم في ظل ملاحقتهم من مختلف أطراف النزاع.


أفريقيا معقل "داعش" القادم

وتظهر سيناريوهات عديدة للمرحلة المقبلة على صعيد نشاط التنظيمات الإرهابية، لكن يبدو أن الشمال الأفريقي سيكون المرشح الأقوى لاستقطاب فلول هذه التنظيمات، وتحديدا في ليبيا، التي تتواجد فيها فصائل تتبع تنظيم داعش، وتشهد نزاعا مسلحا.

يأتي ذلك فيما استضافت العقبة خلال اليومين الماضيين لقاءات ملكية مع عدد من رؤساء الدول الأفريقية ومسؤولين دوليين، تم خلالها بحث الجهود الدولية في محاربة الإرهاب والفكر المتطرف، خصوصا في غرب أفريقيا.

ويرى خبير الدراسات الإستراتيجية الدفاعية اللواء المتقاعد الدكتور فايز الدويري، أن "شمال أفريقيا واسعة جدا، فهناك وجود لتنظيمات إرهابية بايعت تنظيم داعش، ومنها ليبيا، والجزائر، ومالي، ونيجيريا، والنيجر"، مشيرا إلى أنه "من الصعب نقل خلافة داعش من سورية والعراق إلى شمال أفريقيا، وذلك بسبب عدم اتصال التنظيمات في شمال أفريقيا جغرافيا".

وأضاف الدويري أن هذه الجماعات "ستبقى تقاتل في مناطقها وتواجه الواقع الذي تتعامل معه، وفي النهاية فإن التطورات التي تحصل هي التي تفرض توقعات جديدة، وحاليا هناك حركة عسكرية للمقاتلين بدأت منذ فترة، فهناك الآلاف عادوا إلى مناطقهم أو إلى أماكن نزاع أخرى، وهناك حالات تسلل من سورية إلى تركيا، والعالم متخوف من نتائجه، كما أن دول شمال أفريقيا هي أحد الخيارات، فأينما تتواجد مناطق النزاع سيذهبون إليها، خاصة إذا لم يتمكنوا من العودة إلى بلادهم".

جنوب آسيا

أما مراقب التنظيمات الإرهابية أسامة شحادة، فيرى أن "هناك منطقتين مرشحتين لمواصلة نشاط داعش الدموي، وهما منطقة أفريقيا وتشمل سيناء ودولا أفريقية أخرى، وهناك منطقة أخرى في جنوب شرق آسيا".

وأضاف شحادة أن "انتقال النشاط إلى هذه المناطق لا يكون بقرار ذاتي، بل هناك أجندات دولية وإقليمية، تساهم في اختيار هذه المناطق وتسهيل حركة عناصرها، ولعل من النماذج على ذلك، ما أعلن مؤخرا من قيام بعض الأفراد من الأقلية المسلمة في الصين، وهم من تركمانستان، بإعلان الجهاد ضد الصين من سورية.


العمق السوري ملاذ آمن

ويخالفه في ذلك خبير الحركات الدينية، حسن أبو هنية الذي يستند برأيه إلى تصريح لرئيس هيئة الأركان الأمريكي جوزيف داون فورد، الذي أكد أنه "لا صحة لمثل تلك الأنباء والتقارير، وبالتالي فإن المقاتلين في العراق وسورية ما يزالون حتى الآن متمسكين بالقتال على أراض سورية وعراقية"، وبالتالي هم فقط ينحازون إلى مناطق أكثر أمنا في العمق الصحراوي السوري، وحاليا قتالهم يعتمد على حرب العصابات، بعد إخراجهم من المدن التي كانوا يسيطرون عليها.

ويرى أبو هنية، أنه "لا وجود هناك لملاذات آمنة في شمال أفريقيا، خاصة بعد خسارة تنظيم داعش مدينة سرت الليبية، وبالتالي توجه المقاتلون إلى عمق الجنوب الليبي الصحراوي، ولذلك فإن الظروف في شمال أفريقيا ليست أفضل حالا، وبالتالي لا يوجد مبرر لهجرة المقاتلين من ميادين الحرب في سورية والعراق إلى ميادين الحرب في شمال أفريقيا".

ويضيف أن "إنشاء دولة الخلافة بشمال أفريقيا، أمر مستبعد لوجود ضغوطات من القوات المحلية ضد تلك التنظيمات، التي باتت تقاتل على نظام العصابات، بعد أن تكبدت خسائر فادحة في مختلف مناطق النزاع"، بحسب صحيفة الغد الأردنية.
الجريدة الرسمية