رئيس التحرير
عصام كامل

تفاصيل العثور على كشف أثري جديد في تكية محمد أبو الدهب

فيتو

كشفت مصادر مطلعة بوزارة الآثار عن العثور على كشف أثري جديد داخل تكية محمد أبو الدهب الذي تم اختيارها لتكون متحفًا للأديب نجيب محفوظ، عبارة عن مكان كان يستخدم لتخزين المياه أسفل التكية عثر عليه العاملون على ترميم جدران وأرضيات التكية.


وقالت المصادر إن المياه كانت تصل للمناطق بمصر القديمة أما عن طريق سور مجرى العيون من النيل مباشرة أو عن طريق الجمال وكانت تكية أبو الدهب يوجد بها مكان لتخزين المياه يشبه البئر ،وهو ما تم اكتشافه اليوم، بالصدفة أثناء العمل في أعمال ترميم التكية.

"متحف نجيب محفوظ" حلم يراود مسئولي وزارة الثقافة وعائلة الأديب العالمي، وأوشكت شركة "المقاولون العرب" على الانتهاء من تجهيزات المتحف المقرر افتتاحه عقب الانتهاء من تجهيزه بتكية محمد أبو الدهب بالأزهر.

متحف نجيب محفوظ
وكانت وزارة الثقافة اتفقت مع وزارة الآثار على إعادة تخصيص الدورين الأرضي والأول لمركز متحف نجيب محفوظ، على أن يكون الدور الثاني مكاتب إدارية لتفتيش المنطقة الأثرية من موظفي وزارة الآثار، بعد موافقة اللجنة الدائمة للآثار الإسلامية بوزارة الآثار على تعديل القرار السابق الخاص بتخصيص الدورين الأول والثاني للمتحف.

تكية محمد أبو الدهب
جرى الانتهاء من تجهيز المصاعد الكهربائية المخصصة للزائرين خاصة ذوي الاحتياجات الخاصة وذلك وفقًا للمعايير العالمية لإنشاء المتاحف، وجار التجهيز أيضًا لتنفيذ سيناريو العرض المتحفي عقب الانتهاء من التجهيزات المعمارية للمتحف بتكية محمد أبو الدهب.

وكانت التكية قبل استغلالها في إنشاء متحف نجيب محفوظ تعتبر مقلب قمامة لسكان وتجار المنطقة القائمة بها، حيث تقع في شارع تجاري بمنطقة الأزهر يحتوي على عشرات المحال التجارية.

افتتاح المتحف
وكان الدكتور خالد العناني، وزير الآثار، التقى حلمي النمنم، وزير الثقافة، بمتحف نجيب محفوظ المقام بتكية محمد أبو الدهب بمنطقة الأزهر، وذلك لبحث آخر المستجدات الخاصة بتجهيزه؛ تمهيدًا لافتتاحه في نوفمبر الماضي، إلا أن أعمال التجهيز تأخرت.

وحضر اللقاء كل من الدكتورة هدي نجيب محفوظ، ابنة الأديب والروائي نجيب محفوظ الحاصل على جائزة نوبل في الأدب، والدكتور محمد عبد اللطيف مساعد وزير الآثار لشئون المناطق الأثرية، ومحمد عبد العزيز، مدير عام القاهرة التاريخية والسعيد حلمي، رئيس الإدارة المركزية للآثار الإسلامية بالقاهرة والجيزة ورئيس قطاع الآثار الإسلامية السابق.

عرض مقتنيات نجيب محفوظ
وكانت وزارة الثقافة تقدمت بطلب لوزارة الآثار بتخصيص جزء من تكية أبو الدهب؛ لتكون متحفًا للكاتب الراحل نجيب محفوظ، على أن يتم فيه عرض مجموعة من مقتنياته، وتعمل شركة "المقاولون العرب" حاليًا على الانتهاء من التجهيزات اللازمة للمتحف.

يذكر أن مسجد ومدرسة وتكية محمد بك أبو الذهب أو مجمع أبو الذهب يقع تجاه الجامع الأزهر، شرع في إنشائه الأمير محمد أبو الدهب سنة 1187 هـ - 1703م، وكان أبو الذهب تابعًا لعلي بك الكبير أحد أمراء مصر، اشتراه سنة 1175 هجرية ~ 1761م، وقلده الإمارة وعرف بأبي الذهب لأنه لما ارتدى الخلعة بالقلعة صار ينثر الذهب على الفقراء في طريقه إلى منزله، وعظم شأنه في وقت قصير إلى أن انفرد بإمارة مصر.

هذا المسجد من المساجد المعلقة، أي التي بنيت مرتفعة عن مستوى الطريق وفتح بسفل وجهاتها دكاكين، له وجهتان إحداهما تشرف على ميدان الأزهر ويتوسطها المدخل الرئيس ويصعد إليه بسلم مزدوج له "درابزين" من الخرط، والثانية تقابل الجامع الأزهر وبنهايتها مدخل آخر يشبه المدخل الرئيسي.

وقد بنى هذا المسجد على نسق مسجد سنان باشا ببولاق من حيث التخطيط والطراز فيما عدا الفروق البسيطة، وهو مربع الشكل طول ضلعه 15 مترا تغطيه قبة كبيرة تتكون رقبتها من 16 ضلعًا، فتح بها شبابيك من "الجص والزجاج الملون"، وترتكز على حوائط المسجد بواسطة أربعة عقود تشغل أركان المربع، وكانت القبة محلاة بنقوش مذهبة لم يبق منها سوى آثارها، وفي أسفل الرقبة طراز مموه بالذهب مكتوب به آيات قرآنية تنتهى باسم محمد بك أبو الذهب، ويتوسط جدار القبلة محراب مكسو بالرخام الملون والخردة الملون والخردة المطعمة بالصدف وإلى جانبه منبر خشبى، وتجاه المحراب بالجدار المقابل له توجد دكة المبلغ محمولة على كابولين ولها "درابزين" من الخشب الخرط يصعد إليها وإلى سطح المسجد بواسطة سلم داخل هذا الجدار.

وللمسجد ثلاثة أبواب تنفذ إلى الأروقة الثلاثة المحيطة بجوانبه الثلاثة والتي تغطيها قباب محمولة على عقود ترتكز على أكتاف من الحجر وأعمدة من الرخام كما هو الحال بمسجد سنان باشا، وفى نهاية الرواق البحرى على يسار الداخل من الباب الرئيس مقصورة من النحاس المصنوع بتصميم جميل بها قبر المنشئ وجدرانه مكسوة بالقاشانى المزخرف، ويجاور هذه المقصورة مقصورة أخرى بها خزانة الكتب، وبالركن القبلي الغربي تقوم منارة شاهقة بنيت مربعة، لها دورتان وتنتهى من أعلى بخمسة رءوس على شكل زلع، وهى بشكلها هذا تعتبر فريدة بين المآذن التركية، هذا وقد ألحق أبو الذهب بمسجده من الجهة الغربية تكية وحوضا لسقى الدواب وسبيلا.

يقع جامع محمد بك أبو الذهب في ميدان الأزهر في الجهة المقابلة من مدخل الجامع الأزهر، القاهرة، مصر.

شيد هذا الجامع عام 1188 هجرية- 1774 ميلادية على يد محمد بك أبو الذهب وقد استخدم في بادئ الأمر ليكون مدرسة تساعد في استيعاب الأعداد المتزايدة من الطلاب الوافدين على الأزهر، ويعد رابع المساجد التي شيدت في العصر العثماني (مسجد سارية الجبل بالقلعة - مسجد سنان باشا ببولاق - مسجد الملكة صفية بالدواودية).

هو الأمير محمد بك أبو الذهب الذي كان الذراع اليمنى من علي بك الكبير وصهره وقد أخذ علي بك الكبير يوليو المناصب حتى تولى منصب الخازندار وهو المسئول عن خزينة الدولة (وزير المالية حاليًا) ومن شدة فرحة محمد بك بهذا المنصب الكبير قام بتوزيع الهبات والعطايا الذهبية على الفقراء والعامة ومن هنا لقب بمحمد بك أبو الذهب، وعندما بدأ سيده على بك الكبير يستعد للاستقلال عن الدولة العثمانية أصبح قائدا للجيوش وفي تلك الأثناء كاد على بك الكبير ينفصل عن الدولة العلية، حيث عقد عدة تحالفت مع أمراء الشام، وعلى رأسهم ضاهر العمر شيخ قبائل فلسطين وكادت مصر أن تصبح دولة مستقلة عن الخلافة العثمانية لولا غدر وخيانة محمد بك أبو الذهب الذي تحالف مع الدولة العثمانية وقتل ولي نعمته على بك الكبير عام 1188 هجرية- 1774 ميلادية، وقد فاز بمنصب والي مصر جزاء خيانته، وقد وافته المنية في مدينة عكا ببلاد الشام عام 1189 هجرية- 1775 ميلادية وقد تم نقل جثمانه للقاهرة ودفن بهذا الجامع.

ويتكون المسجد من مستطيل مساحته 24x33 مترًا وهو من المساجد المعلقة وهي نوع من المساجد يكون مرتفعًا عن سطح الشارع والمسجد عبارة عن قبة يحيط بها ثلاثة أروقة مسقوفة بقباب أخرى أصغر من القبة الرئيسية، وتلك القباب محمولة على أعمدة رخامية، ونجد المحراب في جنوب شرق المسجد أسفل القبة الرئيسية، وقد تم تكسيته بالرخام، بينما منبر الجامع مطعم بالصدف وقد فتحت في رقبة القبة عدة نوافذ مغطاة بشبابيك من "الجص والزجاج الملون"، والتي تعمل على إضاءة صحن الجامع بإضاءة ملونة من خلال انعكاس أشعة الشمس عليها، وقد تم زخرفة باطن القبة بنقوش مذهبة، للجامع مدخلان أحدهما في الجهة الشرقية مواجه للجامع الأزهر، والمدخل الثاني في الجهة الشمالية يطل على ميدان الأزهر.
الجريدة الرسمية