رئيس التحرير
عصام كامل

الدرس والمعنى في انتخابات الأهلي


توقفت كثيرا أمام مشاركة أعضاء الجمعيات العمومية في انتخابات الأندية والتواجد الكبير للأعضاء وما تخللته من زحام شديد وحماس فائق في مشهد أعاد إلى الأذهان حماس الشعب المصري العظيم ومشاركته في أول انتخابات بعد ثورة ٢٥ يناير، إلا أن انتخابات النادي الأهلي كانت لها عبق خاص كما للنادي الأحمر دونا عن غيره في نبرة غير عنصرية ولكنها حقيقة يعلمها الأطفال قبل الكبار!


والشاهد في انتخابات الأهلي دروس ومعان لا بد أن أسرد أهمها حتى نستوعب معا المدلول منها ليتنا جميعا في مصرنا نصبح مثل الجمعية العمومية للنادي الأهلي:

1- مع عدم الخوض في تفاصيل كل مرشح على القائمتين نجد أن نسبة تميز اختيار المرشحين في كليهما وصلت الي٨٠ ٪؜ في تقديري الشخصي واستفاد الـ ٢٠٪؜ الباقين بوجودهم على القائمة الفائزة بمبدأ من "جاور السعيد يسعد" وهو ذكاء من المرشحين فبعضهم لو خاض الانتخابات منفردا لكان مصيره مثل مصير إلهامي عجينة من راهن على الهواء في إحدى الفضائيات أنه رئيس الأهلي القادم ليحصل في النهاية على ٢٧ صوتا، وليس عجبا ولكن العجب أن يحصل محمد فضل الله على ٣٠ صوتا وأظن أن هذه النتيجة تستحق من فضل الله أن يقف مع نفسه طويلا فهو أستاذ جامعي!

٢- القوة الفائقة والقدرة المميزة لـ٢٠٪؜ من القائمة الفائزة هم قاطرة نجاحها وسبب فوزها المستحق تأكيدا "لمبدأ باريتو" والذي ينص على أن ٨٠٪؜ من النتائج مسئول عن تحقيقها ٢٠ ٪؜ من الأسباب وأظنهم محمود الخطيب، العامري فاروق وخالد مرتجي ويأتي ٢٠٪؜ آخرين من المتبقيين حتى نصل إلى أشخاص دورها قد ينحصر على المشاهدة واللقطة فقط وهذا التفسير لا بد أن يدركه المكتب التنفيذي وأثق أن رأس المكتب التنفيذي هو داهية إدارية فهو العامري فاروق!

٣- الدعاية شيء هام جدا ولكن الأهم هو المنتج المراد تسويقه من خلال الدعاية، والمنتج يتحكم في جودته أشخاص يثق فيهم المستهلك، خاصة إذا كان المنتج خدمة، وهو ما يعبر عنه في علم التسويق بالإنجليزية 4Ps، والحقيقة الخليط التسويقي هذا عبارة عّن Product، Promtion وPlace and Price وعليه نقرأ السبب الرئيسي خلف فشل الدعاية مهما كانت باهظة القيمة ومتميزة، في النهاية المستهلك هو الجمعية العمومية وهي صاحبة الحق في تقييم المنتج حتى لو تم وضعه في علبة ذهب، وهو انعكاس حقيقي لوعي أعضاء الجمعية العمومية للنادي الأهلي وثقتهم في رموز القائمة الفائزة، رغم تميز نفس النسبة من أعضاء القائمة غير الموفقة!

٤- القيادة وسأعرض في تحليلي شيء لا أَجِد فيه فضل لأي شخص من أعضاء مجلس الإدارة في القائمة الفائزة فالفضل فيه لله، وهو القبول أو الكاريزما كما يطلق عليها بالإنجليزية، وهي إحدى أدوات القيادة القوية والخطيب والعامري فاروق هم أكثر شخصين ترى في وجوههما قبولا كبيرا، وهو الكافي لدعم باقي أعضاء القائمة وللحق يضاف اليهم وبقوة خالد مرتجي الحاصل على أعلى الأصوات وخالد الدرندلي بقبولهم الجميل والمميز!

٥- النضج الفكري المبدع لأعضاء الجمعية العمومية العظيمة، وأظن أنه الحال الآن للسواد الأعظم من الشعب المصري، وهو المشهد الأكثر احتراما وتقديرا وتعظيما!

وللحديث بقية وإنه لشيء يبعث على الأمل.
الجريدة الرسمية