رئيس التحرير
عصام كامل

الفرار من الرئيس!


عندما يستقيل كل هذا الجمع من مستشارى الرئيس تباعا، وآخرهم المستشار فؤاد جاد الله، ومن قبله المستشار أحمد مكى، وزير العدل، رغم أن استقالته جاءت متأخرة، لقد استشعر الجميع الخطر على استقلالية القضاء، بعد الهجمة الشرسة التى يتعرض لها، وذلك بتمرير مشروع السلطة القضائية.


وعندما تتفق أسباب استقالة المستشار "جاد الله" مع مطالب كل القوى السياسية، كان من المفروض أن يتوقف الرئيس والمرشد وحزب الحرية والعدالة وكل الإخوان المسلمين وعشيرتهم، ويحاسبوا النفس ويعيدوا النظر فى أعمالهم التى أنهكت مصر سياسيا واقتصاديا وأمنيا واجتماعيا.

عندما يتمسك الرئيس بحكومة هشام قنديل الفاشلة، ويلجأ إلى مُسكِّن لا يشفى الداء بتغييره ثلاثة أو أربعة وزراء، وعندما يتمسك "بديع" و"الشاطر"، ومن شابههما بتيار واحد يحتكر إدارة المرحلة الانتقالية، وعندما يتم تهميش وإقصاء الشباب بدلا من تمكينهم للقيام بدور محورى، فقل على مصر السلام!

عندما يعلنها "البلتاجى" صراحة فى ميدان التحرير قبل إعلان نتيجة انتخابات الرئاسة، أنه لو فاز أحمد شفيق فلن ينزاحوا إلا بالدم أو الحرق، وعندما يتحفنا عصام العريان بتصريحاته "الخائبة" التى يهل بها علينا بين الحين والآخر، بأنه لا يحق لمن يتم تعيينهم فى وظائفهم "قاصدا القضاة"، أن يتطاولوا على النواب المنتخبين، ومضيفا أن ساعة الحساب قادمة، ولن يفلت منها أحد. 

نعم يا دكتور "عريان" أناشدك أن تتستر بالحياء، وتعلم أن نزاهة القضاء والقضاة هى ما جاء بك إلى مجلس الشورى، ونسى السيد "العريان" أنه انتخب مقابل "السكر والزيت" وأشياء أخرى!

"اللى ما يشوفش من الغربال يبقى أعمى".. نعم لقد أصاب العمى الحيثى جماعة الإخوان بادعائهم تطهير القضاء، وكان الأولى أن يحشدوا مليونية يطالبون فيها الإخوان بتطهير أنفسهم وقادتهم أولًا.

السؤال الآن: هل يكون "مرسى" رئيسا لمصر، أم سيظل رئيسا لعشيرته؟! هل يكون ملبيا لمطالب الشعب والثورة من الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية، أم سيظل ملبيًا لتعليمات المرشد؟! هل يكون محترما للقانون والدستور الذى أقسم عليه مرات ثلاث، أم يظل منساقا وراء دستور المقطم وقانونه فى السمع والطاعة؟! وهل سيتحمل آثار فرار كل من حوله، ومن فى طريقهم إلى الفرار؟! سنرى…
الجريدة الرسمية