قناة جونجلي «الحل لمواجهة آثار سد النهضة».. توفر 20 مليار متر مكعب سنويا للقاهرة.. العلاقات مع جنوب السودان مؤشر جيد لإتمام المشروع.. وخبراء مياه يوضحون عوائق التنفيذ
البحث عن بدائل لم يعد مجرد اختيار، الاهتمام بمشروعات طرق نجاحها لا تتعدى الـ50% بات مسارا إجباريا لا يمكن التخلي عنه، هذا ما فعله سد النهضة في مصر، ولم يكن تصريحات الدكتور محمد عبد العاطي وزير الري من أن هناك خطة لمواجهة آثار سد النهضة سوى دلالة على ذلك.
الأضرار
وبحسب تصريحات سابقة للدكتور محمد نصر علام وزير الري الأسبق، فإن سد النهضة يحرم مصر من 20% من أراضيها الزراعية، بالإضافة إلى تناقص واضح في إنتاج الكهرباء نتيجة عدم وجود مياه كافية، ونتيجة لأن السد بات أمر واقعي وضعت وزارة الري خطة لمقاومة تلك الأضرار تمثلت في تقليل زراعة المحاصيل الشرهة للمياه، وتحلية مياه البحر بجانب قناة جونجلي، الذي تم إعادتها مرة أخرى إلى السطح خلال الفترة الماضية.
قناة جونجلي
وقناة جونجلي هي قناة ري لنقل بعض من مياه بحر الجبل شمالا لري الأراضي الزراعية في مصر والسودان، وقد بدأ هذا المشروع عام 1974 وكان الهدف منه الاستفادة من المياه التي تضيع في المستنقعات المائية من خلال نقلها عبر تلك القناة، وذلك لزراعة ما يقرب من مليون ونصف المليون فدان يستفيد منها مصر والسودان.
بداية المشروع
وبدأ المشروع فعليًا بحفر 260 كيلو متر من القناة، لكن الحفر توقف في عام 1983 نتيجة نشوب الحرب عام 1983 بين الحركة الشعبية بقيادة «قرنق» والحكومة المركزية، ومع مرور السنوات وتغير الأوضاع السياسية، لم يتم استكمال الجزء المتبقي من الحفر أو إقامة أي مشروعات تنموية كما كان متوقعًا، وظل الموقف كما هو عليه حتى وقتنا الحالي.
وبعد الانفصال أصبحت قناة جونجلي في دولة جنوب السودان، وبات الحديث عن إحياء ذلك المشروع يظهر بين الحين والآخر نظرًا لأهميته وتوفيره الكثير من المياه التي تضيع بالإضافة إلى إنه يوفر لجنوب السودان مياه لري مئات الآلاف من الأفدنة.
ملف لم يغلق
وفي تصريحات سابقة للدكتور حسام مغازي وزير الري السابق، أوضح أن هذا المشروع لم يتم غلقه في أي وقت من الأوقات، وهو أحد المشروعات التي تعتمد عليها مصر، لتوفير موارد مائية بديلة تحتاجها القاهرة في السنوات المقبلة.
20 مليار متر مكعب
ويقول الدكتور نادر نور الدين خبير المياه الدولي، إن قناة جونجلي يوفر 20 مليار متر مكعب سنويًا، وهو رقم سيقتسمه القاهرة وجوبا، لافتًا إلى أن هناك عدة معوقات لتنفيذه لعل أبرزها التمويل الذي لم يتم حسابه حتى الآن.
وأضاف «نور الدين» في تصريحات خاصة لـ«فيتو»، أن علاقات مصر وجنوب السودان جيدة في الوقت الحالي، وهو ما يعني دفعًا للأمام في ذلك المشروع، مشيرًا إلى أن التخوف الوحيد في نشوب معارك مسلحة داخل جنوب السودان نفسها وهو ما يعني تعطل المشروع مرة أخرى.
الحل الأخير
أما الدكتور ضياء الدين القوصي، مستشار وزير الري، خبير التغييرات المناخية، فأوضح في تصريحات صحفية، إنه آن الأوان لإحياء مشروع قناة جونجلي بجنوب السودان الذي لم يتم فيه سوى ٣% فقط، لافتًا إلى أن أهمية هذا المشروع، ترجع إلى وصول المياه كاملة إلى الفرع الرئيسي لحوض نهر النيل، الذي سيصب في مصر مباشرة، حيث سيسهم في زيادة منسوب الفرد من المياه، بعد التهديدات الأخيرة في تراجعها، موضحًا أن منسوب الأمطار على مدار العام، يصل إلى مليار و60 متر مكعب في العام، وتوزع متعادلة على 3 أحواض، وما يصل إلى نهر النيل يأتي من حوضين فقط.