رئيس التحرير
عصام كامل

مطاردة الإخوان


لن يهنأ الإخوان بالسلطة التى اقتنصوها فى غفلة من معظم المصريين.. سيظلون يعيشون تحت المطاردة إلى أن تُكشف تماماً حقائق ما فعلوه قبل وأثناء وبعد ٢٥ يناير ٢٠١١.


المطاردة التى يخضعون لها ليست من المواطنين العاديين الذين منح لهم عدد منهم أصواتهم فى الانتخابات لأنهم «بتوع ربنا» ثم صدمهم تدهور أحوالهم فى ظل حكمهم.. كذلك المطاردة لن تكون فقط من قبل «عاصرى الليمون» الذين سبق أن أيدوهم بحماقة لمجرد إبعاد الفريق شفيق عن قصر الرئاسة..

إنما هذه المطاردة الأخطر ستكون من التاريخ.. تاريخ ما فعلوه وهو كثير ابتداء من اقتحام السجون ومراكز الشرطة وموقعة الجمل، ومروراً بكل حوادث العنف التى شهدتها البلاد فى ماسبيرو ومحمد محمود ومجلس الوزراء وبورسعيد، وليس انتهاء بما حدث فى قصر الاتحادية والمقطم.


بعد الثقة الكبيرة التى ظفر بها الإخوان من فرقاء سياسيين عديدين ومواطنين عاديين كثيرين، حلت الشكوك محلها، وهى شكوك فاشلة لأنها تتسع يوما بعد الآخر.. وفى ظل هذه الشكوك التى تحاصرهم لن يهنأ الإخوان بالحكم الذى اقتنصوه فى غفلة من تلك القوى التى انتفضت ثائرة فى ٢٥ يناير تطالب بالعيش والحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية.

لا يمكن أن يمضى الإخوان فى حكم البلاد، وهم محاصرون على هذا النحو.. سوف تتراكم المشاكل أمامهم وحولهم وتتضاعف أزماتهم، خاصة أنهم يفتقدون الخبرات والكفاءات اللازمة لإدارة شئون البلاد، وتتدهور أحوالنا فى ظل حكمهم يوما بعد الآخر، بينما الناس لم تعد قادرة على مزيد من التحمل والمعاناة ولم تعد تقبل بصبر فى أنظار وعود زائفة.


نعم إنهم لديهم أهداف ينشدون تحقيقها وخطة ينفذونها بدأب هى خطة التمكين لهم فى بر مصر غير عابئين بالاعتراضات التى تقابلهم فى طريقهم والرفض الذى يواجههم، ولذلك أخضعوا قيادة الشرطة ويناهضون بقوة السلطة القضائية لإ خضاعها، ولا يتوقفون عن المحاولة لإ خضاع المؤسسة العسكرية وجهاز المخابرات، لكن رغم ذلك فإنهم لن يفلتوا من تلك المطاردة التى يتعرضون لها.. مطاردة التاريخ لهم.. تاريخ ما جفت أيديهم من أفعال قبل وأثناء وبعد ٢٥ يناير ٢٠١١.

إن هذه المطاردة التاريخية للإخوان هى التى تراكم الشكوك أكثر فيهم الآن، وتخلق مقاومة لكل ما يفعلونه من أجل تثبيت حكمهم والتمكين من السيطرة على مصر، التى لا يتعاملون معها كدولة عظيمة كبيرة ذات شأن، وإنما كغنيمة يحل لهم كل شىء فيها، الأرض وما عليها من بشر وثروات.

الإخوان مستمرون فى حكم البلاد حتى الآن ليس لأنهم أقوياء ولكن لأن غيرهم أضعف منهم.. لكن هذا وضع علمنا التاريخ أنه لا يدوم وأنه سوف يأتى يوم ويزول حتى وإن طال به الزمن وأفرط الإخوان فى استخدامه بكل أنواع العنف اللفظى.

مهما طال الزمن سوف يدفع الإخوان كاملا ثمن كل ما فعلوه قبل وأثناء وبعد ٢٥ يناير.
الجريدة الرسمية