رئيس التحرير
عصام كامل

اليمن.. فصل جديد من الصراع


ما حدث في اليمن ليس نهاية للصراع فيها وإنما هو فصل جديد مختلف لهذا الصراع، حيث اختلف الحليفان، صالح والحوثي، وحدث بينهما صدام وفراق، في ظل استعداد خليجى، وتحديدًا سعودى لمد اليد لصالح وحزب المؤتمر في مواجهة الحوثيين، وبالتالي في مواجهة إيران التي تدعمهم، وهذا الصدام رغم سيطرة قوات صالح وأعضاء حزب المؤتمر على مؤسسات مهمة في العاصمة صنعاء، سوف يستمر لفترة غير منظورة؛ نظرًا لأن الحوثيين لم يتراجعوا أو يسلموا بهزيمتهم، وإنما قرروا أن يستعيدوا سيطرتهم على صنعاء ومؤسسات الحكم فيها من أيدي قوات صالح، والحوثيون مازالوا يلقون دعمًا من إيران، بل إن هناك من يحاول مثل قطر التوسط بين صالح والحوثيين لإصلاح العلاقات بينهم.


ولكن يبقى السؤال هنا هو ماذا ستفعل السعودية ودوّل التحالف التي تخوض الحرب معها في اليمن بعد أن رحبت بما فعله صالح وأشادت به، هل ستكتفي بذلك فقط في مواجهة الدعم الإيرانى للحوثيين أم سيكون لها شأن آخر؟الإجابة يمكن أن نستنتجها مما قامت به طائرات التحالف اليوم عندما قامت بقصف تجمعات الحوثيين في صنعاء، أي أن السعودية ودول التحالف سوف تسعى عسكريا لترجيح كفة صالح وحزبه، أملا في حسم هذا الصراع قريبا والتخلص من سيطرة الحوثيين ليس فقط على بعض مناطق في صنعاء وإنما على بقية أنحاء اليمن.

هكذا شكل الحرب الدائرة في اليمن تغير في اتجاه ترجيح الكفة العربية وليس الكفة الإيرانية كما كان حادثا من قبل، لكن هذه الحرب لن تنتهي قريبًا؛ نظرًا لأن الحوثيين يعيدون تنظيم وتجميع صفوفهم ويحاولون استعادة السيطرة على صنعاء مجددًا، كما أن إيران لن تقبل بسهولة بالتراجع عن دعم حلفائها في اليمن، غير أن الحوثيين يخوضون هذه الحرب الآن من موقع أضعف من ذي قبل بعد تحول حليفهم السابق إلى عدو.
الجريدة الرسمية