يجب الانتباه
ظن الكثير أنه مع إعلان أن الإخوان جماعة إرهابية انتهى الأمر، ولكن على العكس فالأمر قد بدأ، والأمن وحده ليس المنوط بالقضاء على الإرهاب قضاء نهائيا، فلابد من القيام بخطة طويلة المدى وخاصة بعد انتشار الإرهاب بكل صوره، يجب أن نحلل مناهج التعليم تحليلا نقديا عن طريق حذف كل عبارة ترتبط أو تشير إلى الإرهاب أو للفتنة الطائفية، كما يجب نشر الأفكار التنويرية والمشاريع الفكرية الإصلاحية التي تركها لنا كتابنا العظماء، فالكتب موجودة على الأرفف منذ سنوات وسنوات، يجب الترويج لهذه الأفكار عن طريق الفضائيات والقنوات والبرامج..
فإذا أردنا القضاء على الإرهاب يجب جعل الأفكار التنويرية في المقدمة، وأن يقوم المثقفون بدورهم الفاعل في مشروع ثقافي يعبر عن هوية مصر كما نص الدستور في باب المقومات الثقافية، بل يجب القضاء على ظاهرة الشللية التي أفسدت الحياة الفكرية في مصر، ومازالت تنمو بصورة مخيفة، مما جعل هناك مساحة كبيرة لأصحاب العقول المنغلقة لتجهيل شرائح مختلفة.
ومن ثم يجب أن يُرفض العنف بكل صوره، ويدان قتل الأبرياء، ورفض كافة أنواع الظلم والإرهاب مهما كانت دوافعه وأشكاله ومبرّراته. فمكافحة الإرهاب بحلول أمنية صرفة دون اللجوء إلى أسباب هذا الإرهاب ودوافعه والبحث عن حلول متعددة الأبعاد لن تؤدي إلى نتائج إيجابية، كذلك غياب ثقافة ”الحوار” يعد عاملا مهما في تنمية ”ثقافة العنف”. لذا يجب نشر هذه الثقافة من جديد، والعمل على نشر ثقافة الحوار وتطبيق القانون بصورة فاعلة.
ويجب الانتباه إلى أن التنوير هو قضية أساسية بجانب مجهودات الدولة للقضاء على فكر أسود وتاريخ إرهابى مرتبط بالجهل.