شفيق رئيسا للوزراء!!
شعبية الرئيس السيسي أمس، ارتفعت وتضاعفت بعد أن سمح للفريق شفيق بالعودة إلى بلده، فالعالم كله كان يتوقع أن يرفض الرئيس عودة شفيق، أو أن يخرج على الأقل من مطار القاهرة إلى سجن طرة، ولكنه خرج مُعززا مُكرما إلى منزله ومن صالة كبار الزوار، وتمت معاملته كرئيس وزراء سابق لمصر. الرجل عاد إلى منزله والقضاء يتولى شأنه إذا كان مذنبا، فحسابه يكون بالقانون وإذا كان بريئا فمن حقه ممارسة حياته كأي مواطن مصري.
الرئيس السيسي ضرب أروع الأمثلة في التعامل مع أزمة الفريق شفيق وبأخلاق الفرسان، ولم ينزل بمقام الدولة المصرية إلى صغائر الأمور، وأثبت حقا أنه رجل دولة يحكم بالعقل لا بالعواطف، الرئيس السيسي بتصرفه هذا كان عندي حسن ظني ولم يخيب أملي فيه، حينما حررت له نموذج تأييد في الشهر العقاري حتى يترشح للانتخابات ثم أعطيته صوتي الانتخابي، وتنازلت عن نصف مرتبي وتبرعت بحوافزي لصندوق تحيا مصر اقتداء به، الرئيس السيسي أعطى درسا قاسيا لكل المنافقين الذين أهانوا شفيق وتاريخه ووصفوه بأنه زير نساء وخائن وعميل وإخواني ومدمن وهارب..
هؤلاء يفعلون ذلك مع كل مسئول يترك منصبه، حتى لو كان رئيس جمهورية رغم أنهم كانوا يتواصلون مع شفيق يوميا ويقطعون آلاف الأميال حتى يجلسوا معه في أبوظبي. ماذا يستفيد الإنسان إذا خسر نفسه؟ أمثال هؤلاء لا يسيئون إلى أنفسهم فقط أو إلى الإعلام المصري بل إلى مصر كلها" اللهم نجي الرئيس منهم".
الرئيس السيسي أيضا ضرب أروع الأمثلة في الوفاء واحترام الرموز، ولم ولن يوافق على إهانة رجل ابن المؤسسة العسكرية الوطنية المحترمة، رجل حارب في أكتوبر وأدى دوره في كل المناصب المدنية التي تولاها حتى لو كان هذا الرجل أخطأ في حق الرئيس شخصيا أو منافسا له في الانتخابات، ما يفعله الإعلام بإهانة الرموز في كل المجالات جعل الشباب يكفر بالبلد ولم يعد لديه قدوة طيبة يحتذي بها، ولكن تصرف الرئيس النبيل قد يعيد الأمور إلى نصابها.
في الانتخابات الرئاسية 2012 صوتي كان خارج القاهرة وسافرت 300 كيلو ذهابا وعودة في نفس اليوم، حتى أنتخب الفريق شفيق ثم كتبت مقالا في جريدة الدستور بعنوان "شفيق رئيسا لمصر"، ومقالا آخر في هذا المكان بجريدة فيتو تحت عنوان "لماذا الفريق شفيق" حيث كنت أراه أفضل من منافسه مليون مرة، لأنه رجل دولة حارب من أجل مصر في كل المناصب التي تولاها عسكرية ومدنية، سواء كمقاتل في جيشنا العظيم ثم قائدا لأحد أهم أفرعها الرئيسية أو كوزير صنع لبلده منظومة طيران ومطارات لا ينكرها أحد حتى وهو رئيس وزراء في ظروف كانت الأصعب على مصر، ولفترة قصيرة جدا( 40 يوما).. تحمل فيها المسئولية بكل شجاعة واقتدار.. وكل من تعامل مع شفيق يؤكد أنه رجل إدارة ماهر ومرن وذكي ويحسن اختيار معاونيه وتوظيفهم، وإذا كان قد أخطأ في تقدير بعض المواقف فهذا طبيعي لأنه بشر يصيب ويخطئ، فلا يجوز أن ننصب له المشانق ونُهيل التراب على تاريخه ونُسيئ إلى أسرته وصدق المسيح حينما قال" من كان منكم بلا خطيئة فليرجمها بحجر».
الرئيس السيسي الذي سوف أنتخبه إذا ترشح مرة أخرى يشرفه أن يكون رئيسا لمصر بنسبة 65% من خلال انتخابات نزيهة وقوية أفضل من الفوز بنسبة 99% بالتزكية، أو من خلال انتخابات ضعيفة يصورها الغرب من الآن على أنها مسرحية هزلية، ومصر تستحق انتخابات رئاسية على الأقل أقوى من انتخابات النادي الأهلي، الرئيس السيسي إذا كتب الله له الفوز برئاسة مصر مرة أخرى فإنه يحتاج إلى إعلام مختلف وأن يكون بجواره شخصيات قوية تتحمل معه المسئولية بشجاعة، لأن معظمنا يرى أنه يعمل وحده، وهذا خطر عليه وعلى البلد في ظل ظروف داخلية وخارجية شديدة الصعوبة، وسواء ترشح شفيق للرئاسة أو لم يترشح فهو شخص وطني وكفاءة كبيرة أتمنى أن يكون بجوار الرئيس للاستفادة منه، فنحن في أشد الحاجة لجهود كل أبناء مصر المخلصين أو يقضي بقية حياته في بلده معززا وأن يُدفن مُكرما في مقابرها.
أتمنى أن تنتهي أزمة شفيق بما يحقق مصلحة مصر وصورتها داخليا وخارجيا، وتكون بداية لفتح صفحة جديدة مع أصحاب وجهات النظر الأخرى والمعارضين الذين لم يحرضوا على العنف أو تتلوث أيديهم بالدماء، فالأمم تتقدم بالحرية والعدالة والتسامح.
ألف شكر وتحية للرئيس السيسي الذي أعاد لنا الثقة بأنفسنا، وخيب ظن كل المتربصين بهذا البلد من أعداء الخارج والداخل، ولتحيا مصر بالعمل والإخلاص.
egypt1967@yahoo.com