الحقيقة الوحيدة في حادث شفيق!
وفجأة وفي نبأ عاجل تبث وكالات الأنباء نبأها من هناك.. من الإمارات الشقيقة، حيث لم يزل الفريق أحمد شفيق بها يثير الجدل عنه وعن قراراته كل ساعة.. إلا أن الخبر هذه المرة هو الإثارة ذاتها والجدل ذاته.. الخبر يقول "الإمارات تعتقل الفريق شفيق وترحله إلى مصر" وفجأة تشتعل صفحات التواصل الاجتماعي التي يقترب عددها على موقعي "فيس بوك" و"تويتر" وحدهما من الـ37 حسابا وصفحة.. الفريق الأول يعتقد أنه سيتم التنكيل بالرجل وأن السلطة في مصر تكشر عن أنيابها ورتبت الأمور مع الأشقاء في الإمارات تسليم الرجل "تسليم مفتاح" ونسج هؤلاء عشرات الآلاف من القصص كلها -تقريبا- بلا استثناء تحمل من الاستخفاف ما يكفي لإشعال كوكب آخر بلا أي مبالغة ولأن "ديمقراطية" فيس بوك بلا رقابة وبلا رقيب ومن غير مراجعة ومن غير مراجع فلم نر واحدا من كل هؤلاء - واحد فقط -تشجع واحترم نفسه واحترم أصدقاء وزوار صفحته وقدم اعتذارا عن كم القرف الذي يحسبه تحليلات سياسية وأزعج الناس بها طوال ما يقرب من 4 ساعات متصلة كلها ثبت أنها خاطئة!
على الجانب الآخر.. ظن البعض -وبعض الظن إثم- أنه قد آن الأوان للتعامل مع الفريق شفيق بالشدة والحزم وأن خطأ الرجل بالتعامل مع الجزيرة لا يغتفر ويجب أن يدفع الثمن وأن الإمارات تحملت كثيرا لكنه -الفريق شفيق- لم يحترم العيش والملح وخلافهما وأنكر وتنكر للجميع وأنصار هذا الفريق قدم عشرات الآلاف من التصورات للموقف فيها من الخيال ما يكفي لتخيل البشرية على نفسها عشرات السنين وفيها من "الخفة" أكثر من أي شيء آخر!
وبين الاستخفاف والخفة توارى الحدث نفسه وتاهت الحقيقة حتى وجدها الجميع، إلا أن مشاهد أخرى كانت تتم في عدة أماكن بعيدا عن جنون التواصل الاجتماعي.. أولها قرار بالالتزام بأرقى درجات التعامل مع الرجل في مطار القاهرة وفق تقاليد صارمة اشتهرت بها الدولة المصرية لم يستثنِ منها بكل أسف إلا الفريق سعد الدين الشاذلي.. وفتحت للفريق شفيق صالة كبار الزوار ووصلت السيارات إلى سلم الطائرة وأمامها وخلفها سيارات للحراسة في حين كان الرئيس السيسي يتابع بلا كلل مهامه في كل اتجاه من متابعته اليومية للمشاريع الكبرى والموقف في قناة السويس إلى العلاقات الإقليمية والدولية ومشاورات التعامل مع احتمالي اعتراف ترامب بالقدس عاصمة للعدو الإسرائيلي والمصالحة الفلسطينية في اتصال مطول مع أبو مازن!
أهل المسئولية هم أصحاب الحقيقة في هذه البلاد.. ومن أجل ذلك كان تعليقنا الوحيد وسط جهنم فيس بوك هو "ثقة مطلقة في القيادة السياسية وفي الرئيس السيسي شخصيا" وكانت الثقة في محلها!